بعد ضغط أمريكي: مفاوضات بين شيوخ القبائل العربية و«قسد» للتهدئة

هبة محمد

قال مصدر خاص من دير الزور لـ “القدس العربي” إن القبائل العربية التي تفرض سيطرتها على القرى والبلدات الممتدة على ضفة الفرات الشمالية بين حقل العمر النفطي والباغوز عند الحدود السورية – العراقية، على طول 85 كم، تفاوض قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بعد ضغط من التحالف الدولي على “قسد” لتقديم تنازلات بخصوص مطالب أهالي المنطقة، واحتواء التوتر شرق سوريا، بينما أعادت “قسد” الآليات الثقيلة التي كانت قد استولت عليها من مقاتلي أبناء العشائر خلال الاشتباكات في دير الزور.

ووفقاً للمصدر، فإن وجهاء وشيوخ القبائل، في ودرنج وسويدان والجرذي وأبو حردوب وأبو حمام والكشكية وغرانيج والبحرة وهجين والشعفة والسوسة والباغوز عند الحدود السورية – العراقية، يتجهون إلى قبول المفاوضات مع “قسد”، للتهدئة وتسليم المنطقة مقابل شروط مسبقة، وتنازلات من الأخيرة”.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، منذ بداية الاشتباكات في يوم الأحد 27 آب، مقتل 90 شخصاً، هم: 9 مدنيين بينهم 5 أطفال وسيدتان، و57 من المقاتلين المحليين، و24 عناصر من “قسد” بينهم 12 من أبناء إدلب والحسكة ودير الزور. كما أصيب ما لا يقل عن أكثر من 104 جرحى، هم: 58 من المسلحين المحليين، و33 من “قسد”، و13 مدنياً. ووفقاً للمصدر، فإن “الأمور تتجه إلى سيطرة قسد على كامل المنطقة خاصة أن شيوخ ووجهاء منطقة الشعيطات الاستراتيجية والتي تضم تجمعاً سكانياً ضخماً، باشروا فعلاً بالمفاوضات الجدية مع قوات سوريا الديمقراطية، ضمن شروط محددة”.

وأضاف: هناك ضغط من التحالف الدولي على قوات قسد التي اختلف خطابها خلال اليومين الأخيرين، لاحتواء أهالي دير الزور وتلبية مطالبهم ولا سيما الإفراج عن المعتقلين والعفو عن المطلوبين لديها حتى خلال الحملة الأخيرة” مؤكداً على “وجود تنازلات من قبل قوات قسد بسبب خسارتها الكبيرة في هذه المعارك سواء على الصعيد اللوجستي أو القتلى بين صفوفها”. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات سوريا الديمقراطية دخلت إلى كل من أبو حمام والكشكية وغرانيج بريف دير الزور الشرقي بهدف تمشيطها وذلك بدون أي اشتباكات تذكر مع مقاتلي العشائر المحليين.

ورصد “تسليم قسد لآلياتها الثقيلة التي كانت قد استولت عليها قوات عشائرية مسلحة خلال الاشتباكات بين الطرفين خلال الأيام الفائتة، وسط هدوء حذر في عموم مناطق نفوذ الإدارة الذاتية في دير الزور في ظل عمليات تمشيط وتفتيش تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية بالريف الشرقي للمحافظة”. وكانت قسد قد بدأت صباح الخميس بعمليات تمشيط لبلدات الجرذي وشنان وسويدان بريف دير الزور الشرقي وسط عمليات تفتيش عن السلاح، كما مشطت بلدة جرذي شرقي، وبذلك تكون قسد قد مشطت منذ الأمس مسافة ما يقارب 15 كلم انطلاقاً من بلدة الطيانة وحتى بلدة الجرذي وتعد المناطق هذه مقابلة لمناطق نفوذ الميليشيات الإيرانية على الضفة الغربية لنهر الفرات بريف دير الزور.

في غضون ذلك، قالت مصادر إعلامية معارضة، إن القوات الأمريكية، سيّرت الخميس، دورية من قاعدة حقل العمر باتجاه بلدة الشحيل بريف دير الزور لأول مرة منذ اندلاع المواجهات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ومقاتلي العشائر. وأفاد موقع “تلفزيون سوريا المعارض” بأن “القوات الأمريكية سيرت دورية تتألف من ست مدرعات، بينها مدرعات تحمل أجهزة رادار، على الطريق الواصل بين قاعدة العمر مروراً ببلدة الشحيل شرقي دير الزور، حيث التقت عدداً من أهالي بلدة الشحيل”.

وأضاف، أن القوات الأمريكية أزالت حواجز إسمنتية وضعت في بعض الطرق إثر التوتر الأخير في المنطقة، في حين أجرى قادة من القوات الأمريكية لقاءات مع أهالي المنطقة. وحسب المصدر، استفسرت القوات الأميركية من سكان المنطقة عن انطباعهم حول التوترات الأخيرة في المنطقة، “وسمعت مطالبهم وحاجاتهم فيما يتعلق بالأمن والحوكمة والخدمات والبنية التحتية”.

وقال يوسف العكيدي، مواطن من قرية العتال غربي بلدة الشحيل، إن “عناصر من القوات الأمريكية زاروا المنطقة وأجروا لقاءات مع العديد من سكان القرية حول التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة”. وبحسب العكيدي “أبدت القوات الأمريكية اهتماماً بمطالب السكان المحليين ومظالمهم، خاصة فيما يخص الوضع الأمني والإنساني”. وأشار إلى أن الأهالي اشتكوا من تعرض منازلهم للسرقة والتخريب “بشكل مقصود” من قبل عناصر “قسد” في أثناء عمليات التمشيط إلى جانب تحويلهم بعض المنازل إلى نقاط عسكرية. واستأنفت قوات “التحالف الدولي” منذ يومين إرسال قوافل محملة بمواد لوجستية وعسكرية ووقود من العراق إلى قواعدها في محافظتي الحسكة ودير الزور بشمال شرقي سوريا.

وقال مصدر مطلع إن قوات التحالف استقدمت، يوم الخميس، أكثر من 20 شاحنة عبر معبر الوليد الحدودي مع العراق إلى قاعدتي قصرك والشدادي في الحسكة. ومنذ نحو أسبوعين تقريباً، تشهد بلدات وقرى في ريف دير الزور اشتباكات بين “قسد” ومقاتلي العشائر العربية، كما امتدت إلى أرياف الحسكة والرقة وحلب.

المصدر: «القدس العربي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى