الإعلان عن مقتل الخليفة!

وائل عصام

يؤكد الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم الدولة أبو الحسين الحسيني، في بيان للمتحدث الجديد باسم التنظيم، حقيقة أن المتعاونين المحليين وفصائل المعارضة السورية تعد الفاعل الأهم في الحرب على التنظيم بعنوانها الأممي العريض «الحرب على الإرهاب». الحسيني هو الأمير الثالث الذي يُقتل في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام بعد مقتل كل من أبي بكر البغدادي في 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2019 في بلدة باريشا القريبة من الحدود التركية، وأبو إبراهيم القرشي في 3 فبراير/شباط 2022 في بلدة أطمة الخاضعة هي الأخرى لسيطرة الهيئة.

بيان التنظيم «المطوّل» الذي تلاه المتحدث الجديد باسمه «أبو حذيفة الأنصاري»، ركز على «تكذيب» الرواية التركية حول مقتل الحسيني، واتهم هيئة تحرير الشام بقتله، في اشتباك بعد محاولة اعتقاله في إحدى بلدات ريف إدلب، واعتقال المتحدث الرسمي أبو عمر المهاجر في مكان مجاور مع بعض رفاقه، وعدد من نسوة أعضاء التنظيم.

في الأول من مايو/ أيار الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن قوات تركية قتلت أبو الحسين الحسيني القرشي في سوريا في إطار عملية نفذتها المخابرات الوطنية التركية في سوريا. لكن الرواية التركية ظلت محل شكوك في حينه، من قبل الباحثين والمهتمين بشؤون الجماعات المسلحة.

إذا كان مقتل الحسيني «إنجازاً» مهماً في الحرب على التنظيم، فإن أخطر ما في البيان هو الكشف رسمياً عن دور هيئة تحرير الشام، التي يتزعمها أبو محمد الجولاني أحد أبرز مساعدي أبو بكر البغدادي، الذي أرسله عام 2012 من العراق إلى سوريا لتشكيل فرع للتنظيم بنصف أموال وسلاح التنظيم، قبل أن يخلع «بيعته» للبغدادي ويدخل في قتال انتهى بخروجه ومن معه في «جبهة النصرة» شرق سوريا إلى غربها في إدلب التي تخضع لسيطرته منذ عام 2017. ولا تزال المعلومات من مصادر ميدانية عن مقتل الحسيني قليلة، لكن قد يتكشف المزيد من التفاصيل في الأيام والأسابيع المقبلة. من المهم ملاحظة أن الولايات المتحدة التي قتلت أبو بكر البغدادي وأبو إبراهيم القرشي، لم يكن لها أي دور في مقتل أبو الحسن الهاشمي القرشي في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، الذي قتل في إحدى بلدات درعا جنوب سوريا، ومقتل أبو الحسين الحسيني في إحدى بلدات ريف إدلب قبل ثلاثة أشهر. من المؤكد أن التنظيم في ظل ولاية أميره الجديد «أبو حفص الهاشمي القرشي» سيضطر إلى إعادة تقييم أهدافه واستراتيجياته، بما يضمن المزيد من التعقيدات في الوصول إلى قادته، إلى جانب التركيز على تكثيف زخم الهجمات ضد أهداف لهيئة تحرير الشام التي «قد» تتحول إلى العدو الأول. من المعروف أن التنظيم ومراعاة لوجود قياداته في مناطق سيطرة الهيئة، أوقف أو على القليل خفف من زخم هجماته ضد هيئة تحرير الشام ومناطق سيطرتها، لكن إعلان المتحدث «الأنصاري» عن أن الهيئة هي التي قتلت «الحسيني» سيفتح أبوابا كانت موصدة في علاقة الجانبين.

كاتب فلسطيني

المصدر: القدس العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى