“الخوذ البيضاء” تحذر من تداعيات كارثية لتوقف إدخال المساعدات الإنسانية شمال سورية

محمد كركص

في وقت حرج للأزمة الإنسانية في سورية، حذَرت منظمة “الدفاع المدني السوري”(الخوذ البيضاء)، اليوم الثلاثاء، من التداعيات الكارثية لتوقف إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا في شمال محافظة إدلب، شمال غربي سورية.

وشددت المنظمة، في بيان، أن هذا التوقف يهدد بفقدان مقومات الصمود للمجتمعات الهشة والضعيفة بعد 12 عاماً من الحرب الدامية وكارثة الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سورية في فبراير/ شباط الماضي.

كما نبهت “الخوذ البيضاء” إلى خطورة رضوخ المجتمع الدولي لشروط نظام بشار الأسد والسماح له بالتحكم بالمساعدات الإنسانية، علماً بسجل النظام الحافل بالاستغلال والتلاعب السياسي بتوزيع المساعدات. وحذرت المنظمة من أن ذلك سيؤدي إلى آثار كارثية ويجعل المساعدات الإنسانية رهينة للاحتكار السياسي والابتزاز.

وطالبت “الخوذ البيضاء” المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه القضية الحاسمة وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق الحاجة في شمال غرب سورية، خاصة مع اقتراب انتهاء تفويض معبري باب السلامة والراعي (شمال حلب). كما دعت إلى توفير مزيد من الموارد لإدخال المساعدات دون الحاجة لموافقة نظام الأسد أو مجلس الأمن.

وأكدت المنظمة إلى أنه لا يمكن المساومة على الاحتياجات الأساسية للسكان مثل الغذاء والماء والمساعدات الطبية. ودعت لتحرير العمل الإنساني من الصراعات السياسية لضمان توفير المساعدات بشكل مستمر للأشخاص الذين يعانون في شمال غرب سورية، وعددهم يصل إلى 4.8 ملايين شخص.

الوضع المأساوي يجبر السوريين على البحث عن أي وسيلة للبقاء على قيد الحياة، حيث يصف النازح فال عناد الشمالي أنهم أصبحوا “سلعة” للنظام وروسيا، إذ يحاولون التغلب على نقص الطعام والمياه والظروف الصعبة.

وناشد عناد الشمالي، وهو نازحٌ من ريف حمص الشمالي ويعيش في مناطق سيطرة المعارضة السورية، في حديث لـ”العربي الجديد”، المجتمع الدولي بالتحرك السريع لإيجاد حلول ودعم المناطق المتضررة.

وأشار إلى أنه كلاجئ ونازح يشعر بأنه “كشعب سوري وكنازح في المنطقة عبارة عن سلعة”، وتفاقمت معاناته بفقدان فرص العمل وقلة الإمكانات لتأمين لقمة العيش.

وأكد الشمالي أن “يومية العامل لا تكفي لشراء وجبة غذائية لعائلته”، مبيناً أن “المعضلة تفوق العمل وتفوق قدراتنا، المساعدات ليست لنكون مرفهين، هي بتوصيف الأمم المتحدة مساعدات منقذة للحياة”.

من جانبه، أشار مسؤول فريق “منسقو استجابة سورية”، محمد حلاج، لـ”العربي الجديد”، إلى أن 48 شاحنة، عبر ثلاث وكالات تابعة لـ”الأمم المتحدة” (UNCIF،WHO،IOM)، دخلت من معبر “باب السلامة الحدودي” لليوم الثاني والعشرين على التوالي بعد توقف التفويض الأممي الصادر عن مجلس الأمن الدولي لإدخال المساعدات الإنسانية وفق القرار 2023/2672 وفق الاستثناء الممنوح والذي ينتهي بعد 12 يوماً.

في المقابل، أشار إلى أنه لم يسجل دخول أي شاحنة من معبر “الراعي”، على الرغم من شمول المعبر بالاستثناء المسجل.

وكان فريق “منسقو الاستجابة” قد حذر، في بيانٍ الأسبوع الماضي، من أن المنظمات الإنسانية العاملة في شمال غرب سورية بدأت باستهلاك المخزون الاستراتيجي الموجود في الداخل السوري، ما يشكل استنزافاً كبيراً لعمل المنظمات الإنسانية، وسط غياب أي حلول من قبل المجتمع الدولي، مع مخاوف من استهلاك كافة المخزون والدخول بمراحل جديدة من العجز الإنساني في المنطقة.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى