هاجم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، تركيا من خلال نقطتي المياه وفصائل المعارضة.
وقال الأسد في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني اليوم، الأحد 16 من تموز، إن زيارة الأخير مهمة في سياق “مكافحة الإرهاب الذي لا يموت بسبب إمداد بعض الدول”.
كما تحدث عن ملفي المخدرات والمياه بين العراق وسوريا، وأرسل تحيات إلى “الحشد الشعبي” العراقي.
ووصل السوداني إلى دمشق اليوم، في زيارة رسمية، تتضمن مباحثات مع الأسد حول عدة ملفات.
كما اعتبر الأسد أن كلًا من سوريا والعراق لم يسمحا على مدى عقود بانطلاق علاقتهما كما يجب، في إشارة إلى العلاقات المتوترة بينهما إبان حكم حافظ الأسد وصدام حسين.
الهجوم على تركيا
الأسد الذي لم يستقبل أسئلة من الوفدين الإعلاميين، السوري والعراقي، اللذان تواجدا في القاعة، إلى جانب الوفود الرسمية، وهاجم تركيا دون ذكرها بالاسم، بقوله إن “بعض دول الجوار دعمت الإرهاب لأسباب توسعية أو عقائدية متخلفة”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يشير فيها الأسد في لقاءاته إلى تركيا ودورها، وتشابهت مع ما ذكره في كلمته في اجتماع القمة العربية في جدة، أيار الماضي.
وقال الأسد حينها خلال الحديث عن مشكلات المنطقة، إن العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لافتًا إلى جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، و”خطر الفكر العثماني التوسعي المطعم بنكهة إخوانية منحرفة”.
وتسرق تركيا حصة سوريا والعراق من مياه نهر الفرات، وهو ما سيؤدي إلى جوع وعطش ووضع كارثي للمحاصيل وتفشي الأوبئة، وفق الأسد.
فيما اعتبر السوداني أن شح المياه وجفاف الأنهار وتأثير هذا الأمر على المناخ والبيئة، يعد من أبرز التحديات، مشددًا على الحديث مع تركيا لضمان حصص سوريا والعراق.
تحيات إلى الحشد الشعبي
الأسد وجه خلال حديثه في المؤتمر، التحية للجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، واعتبر أنهما قدما التضحيات في “مواجهة الإرهاب” بالتعاون مع قواته والقوات الرديفة في سوريا.
وترتبط قوات الحشد الشعبي بشكل مباشر بإيران، وله صلات واسعة وتجركات كبيرة داخل سوريا.
وسبق أن كرّم الأسد عبر وزير الإدارة المحلية، حسين مخلوف، رئيس أركان الحشد عبد العزيز المحمداوي، “لدوره الكبير بدعم الشعب السوري في مواجهة آثار الزلزال الذي ضرب البلاد”، وذلك في شباط الماضي.
وتضم “هيئة الحشد الشعبي” عدة فصائل شيعية مدعومة من إيران، وخاضت عدة معارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق.
ملفا المخدرات واللاجئين
وفي حين تحدث الأسد حول ملف المخدرات بشكل مقتضب، التي اعتبر أنها لا تختلف عن الإرهاب، أشار السوداني إلى أن سوريا والعراق يحتاجان لمزيد من التنسيق الأمني وخصوصًا في المناطق الحدودية.
وقال السوداني إنه يؤيد الأسد فيما تشكله المخدرات من تحديات، مفصلًا المباحثات في هذا الصدد.
ووفق السوداني تم الاتفاق على “آليات للتنسيق والتعقب والمتابعة” باعتبارها الأسلوب الأمثل لمكافحة المخدرات.
ويتهم النظام السوري بتصنيع وتهريب المخدرات عبر الحدود إلى الأردن ودول الخليج.
وفي 27 من حزيران الماضي، كشف تحقيق لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، عن صلات مباشرة بين تجارة “الكبتاجون” وضابط رفيع في قوات الفرقة الرابعة التابعة لجيش النظام.
ولم يشر الأسد إلى نقاشه مع السوداني حول ملف اللاجئين السوريين في العراق وعودتهم، إلا أن السوداني تحدث عن الأمر.
وقال إنه من المهم “العمل بشكل مشترك لمعالجة مشكلة اللاجئين وضمان العودة الآمنة والكريمة حال استتبات الأوضاع في مناطقهم”.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في العراق، 263 ألفًا و941 شخصًا، وفق أرقام الأمم المتحدة.
وكشف السوداني أن زيارة المقداد في حزيران الماضي تناولت استعادة العراق لمواطنيه من مخيم “الهول”.
وقال إن بغداد التزمت من جانبها باستعادة مواطنيها وفق الآلية المتفق عليها، دون ذكر أعداد من استعادتهم أو الآلية المتبعة.
وفي حزيران الماضي قال مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، إن الحكومة العراقية استعادت ألف و393 عائلة، بواقع خمسة آلاف و569 شخصًا، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية (واع).
كما تحدث السوداني عن أهمية ضمان وصول المساعدات لجميع فئات الشعب السوري.
المصدر: عنب بلدي