تواصل منظمة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، تنفيذ عدد من المشاريع الخدمية وحملة إصلاحات واسعة للطرق وشبكات مياه الشرب وقنوات الصرف الصحي في مناطق شمال غرب سورية، خاصة بعد كارثة زلزال 6 فبراير/شباط، وذلك بهدف تسهيل حياة الأهالي المقيمين هناك، والمساهمة في تخفيف بعض الأعباء عنهم.
ويقول عبد الرزاق خطيب، مسؤول مشاريع في الدفاع المدني السوري لـ”العربي الجديد”، إن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الخوذ البيضاء بعد كارثة الزلزال المدمر في 6 فبراير/شباط، فبعد الانتهاء من عمليات البحث والإنقاذ وإزالة الأنقاض وترحيلها نتيجة تهدم المباني، تواصل فرقنا فرش وتجهيز طرقات للمخيمات في بعض البلدات بعد إعادة تدوير مخلفات الأنقاض، وهدم المباني الآيلة للسقوط وإزالة المخاطر من الأبنية المتصدعة، لتخفيف الآثار الكارثية وحماية المدنيين من الانهيارات وأضرارها.
ويضيف خطيب أن الدفاع المدني السوري يعمل على عدة مشاريع بالتزامن مع مشروع إزالة الأنقاض والمخاطر، في إطار الجهود لتخفيف معاناة السكان مع تفاقم الاحتياجات، ولدعم تعزيز صمود المجتمعات المتضررة جراء حرب نظام الأسد وروسيا وتدمير البنية التحتية وتهجير السكان من مختلف المناطق السورية إلى شمال غرب سورية.
ويذكر المتحدث مشروع تجهيز البنية التحتية من شبكات صرف صحي ومياه الشرب في تجمعات إيواء كفر كرمين – الكمونة، موضحاً أن المشروع يخدم أكثر من 7 آلاف مسكن مؤقت و60 ألف مستفيد، على مساحة 200 ألف متر مربع، بتمديد لشبكات الصرف الصحي بطول 90 ألف متر، وشبكات مياه الشرب بطول 50 ألف متر، وفقاً لمعايير الصحة والسلامة البيئية لتلبية احتياجات المدنيين بأفضل طريقة ممكنة، ويساهم تنفيذ شبكات المياه والصرف الصحي بتقليل مخاطر تفشي الأمراض بشكل كبير، وبالتالي الحفاظ على صحة سكان المخيم، مع الوصول إلى المياه النظيفة للشرب والطهي والنظافة الشخصية، وينعكس ذلك بالحد من انتشار الأمراض مثل الكوليرا واللشمانيا وغيرها.
كما يشمل المشروع أيضاً تجهيز شبكة للصرف الصحي على طريق سرمدا – البردقلي شمالي إدلب، بطول 1650 مترا ويستفيد من المشروع أكثر من 6000 مدني، كخطوة طارئة لرفع مستوى الصحة العامة، وتقليل انتشار الأمراض المنقولة بالمياه بعد تسرب في شبكة الصرف الصحي القديمة، وتمديد شبكة للصرف الصحي لمشفى منشأ حديثاً في بلدة بنش شرقي إدلب بطول 500 متر، بهدف تدعيم البنية التحتية التي دمرتها حرب النظام وروسيا على مدار 12 عاماً.
يقول سعيد الشيخ وهو في منطقة البردقلي لـ”العربي الجديد”: نقيم هنا منذ مدة، وقد شكل خط الصرف الصحي أرقاً دائماً للأهالي بسبب الروائح الكريهة الصادرة عنه والأمراض التي يتسبب بانتشارها، فيما يعجز أهالي المخيمات عن مد خطوط الصرف الصحي على نفقتهم الخاصة بسبب ضعف أحوالهم المادية، وبسبب امتناع أصحاب الأراضي الزراعية عن السماح لهم بحفر الأراضي المجاورة، إلا أن هذا المشروع أنهى معاناتهم بعد انتظار طويل.
أما مشروع تأهيل طريق سرمدا كفردريان والذي ينفذ بالتعاون مع مؤسسة شام الإنسانية بطول 3150 مترا فهو من الطرق الحيوية في المنطقة ويشهد حركة مستمرة للآليات.
يقول خالد العمر لـ”العربي الجديد”: “أعمل ضمن محل مشاو خاص على طريق سرمدا كفردريان وفي الفترة الأخيرة ابتعد الناس عن ارتياد المحل بسبب كثرة الغبار الذي يغطي المكان نتيجة حركة الآليات على الطريق المحفر، ناهيك عن الحفر التي تتحول لبرك مياه في فصل الشتاء”.
وتستمر أعمال الصيانة والتعبيد للطريق الذي يستفيد منه حوالي 100 ألف مدني يعيشون في المنطقة، إضافة للمركبات التي تسلك الطريق بحسب خطيب وسيشمل المشروع جميع الأعمال المرتبطة من قشط الطريق وتجهيز أرضية مطابقة للمواصفات وبضوابط هندسية، وتعبيده بمادة الأسفلت، ووضع إشارة ولوحات طرقية، وإنارة وتخطيط الطريق وصيانة الأرصفة.
وتابع خطيب: “كما سينفذ الدفاع المدني السوري خطة لمشاريع قادمة لترميم دور العبادة والمدارس والمشافي في مناطق شمال غرب سورية والتي تضررت جراء الزلزال المدمر”.
يأمل الأهالي في مناطق شمال غرب سورية بانتعاش مثل هذه المشاريع، وهو ما ينعكس على حياتهم اليومية ويؤمن فرص عمل لمئات منهم ضمنها، الأمر الذي يساعدهم على تحمل أعباء الحياة وسط الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف في المنطقة.
المصدر: العربي الجديد