أعلنت “هيئة التنسيق الوطنية” المعارضة و”مجلس سوريا الديمقراطية – مسد”، توقيع مذكرة تفاهم توافقية، في مدينة القامشلي شمال شرقي سورية، تضمنت 5 مبادئ رئيسة بين الطرفين.
وذكر بيان الوثيقة التي نشرها الرئيس المشترك لـ “مسد” رياض درار في حسابه على “الفيسبوك”، إنّ “تأسيس “جبهة وطنية ديمقراطية” لقوى “الثورة والمعارضة”، بات ضرورة مُلحّة لإخراج سوريا من كارثتها”، معلنةً تبني مشروع التغيير الديمقراطي، وبناء دولة قائمة على نظام حكم لا مركزي يتوافق عليه السوريون في الدستور المستقبل، وعلى الجغرافية السورية الكاملة”.
وركزت الوثيقة على “وقف الحرب وإنهاء كل أشكال العمليات العسكرية والقتالية داخل الأراضي السورية، والعمل على خروج جميع الفصائل المسلَّحة غير السورية، والقوى الأجنبية الموجودة على الأرض السورية”.
وفي هذا الإطار، قالت رئيسة “مسد” أمينة عمر في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط”، إنهم “اتفقوا مع “هيئة التنسيق” على 5 مبادئ أولية استكمالاً للحوارات التي جرت بين الطرفين قبل عامين للتوصل إلى تفاهمات مشتركة بشأن مصير “الإدارة الذاتية”، وقواتها العسكرية والأمنية، وتوزيع ثروات البلاد”، مشيرةً إلى أن “الطرفين أكدا أن الحل السياسي هو المَخرج الوحيد للخلاص من هذه الحرب وتجنيب البلاد المخاطر المحدقة بها، وتحقيق تطلعات الشعب السوري باعتباره الطريق الآمنة لصون وحدة سوريا وسيادتها”.
من جهته، قال منسق “هيئة التنسيق الوطنية” حسن عبد العظيم، إنّ “وثيقة التوافق مع مجلس “مسد” الكردي، التي وقعها الجانبان مؤخراً، تقوم على أساس المشروع الوطني الديمقراطي الذي يكفل المحافظة على وحدة سوريا الجغرافية والسياسية، ورفض كل المشروعات والمحاولات التقسيمية والانفصالية”.
وفيما يتعلق بالمسألة الكردية في إطار التفاهمات بين الطرفين، اعتبر عبد العظيم في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط”، أن “الهيئة أقرت الحقوق الكردية بوثيقة تأسيسها عام 2011”، مشيراً إلى أن “الأكراد السوريين جزء أصيل وتاريخي من النسيج الوطني السوري، وحل هذه القضية تكون في إطار وحدة البلاد أرضاً وشعباً”.
وفي معرضِ سؤالٍ عن مصير “قسد” في الاتفاق، أوضح عبد العظيم أن “الجانبين اتفقا سابقاً على أن تندمج “قسد” مع الجيش السوري بطريقة مهنية، وليست ككتلة عسكرية واحدة، منها للانتساب إلى الجيش، ومنها إلى القوى الأمنية”، مؤكداً أن “مسد” وافق على الطرح؛ لأن الجيش يجب أن يكون موحداً يصوّر مكونات الشعب السوري”.
وتأسس “مجلس سوريا الديمقراطية – مسد” عام 2015، ويعد المظلة السياسية لـ “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” المدعومة أمريكياً، ويضم الأحزاب السياسية المشاركة في “الإدارة الذاتية” لشمالي وشمال شرقي سوريا، وأبرزها “حزب الاتحاد الديمقراطي”.
بينما تعد “هيئة التنسيق” تحالف سياسي تأسس في العاصمة دمشق عام 2011، وتضم أحزاباً معارضة، بعضها قومي، وبعضهم الآخر يساري وشخصيات مستقلة، أبرزها “التجمع الوطني الديمقراطي”، المكون بدوره من 5 أحزاب أكبرها “حزب الاتحاد الاشتراكي العربي” الذي يترأسه عبد العظيم، وهذه الهيئة لديها 5 ممثلين في “هيئة التفاوض” المعارضة، وأعضاء في اللجنة الدستورية، وشاركت في مباحثات “أستانا” التي جرت في 20 و21 من حزيران الجاري في العاصمة الكازاخية.
وكانت “هيئة التفاوض” المعارضة استبعدت في اجتماع مكوناتها الأخير بجنيف خلال يومي 3 و4 من حزيران الجاري، “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، وذراعها السياسي “مجلس سوريا الديمقراطية – مسد” من المشاركة في الاجتماع.
وفي هذا الصدد، أكدت مصادر مشتركة كردية ومعارضة لصحيفة “الأخبار” اللبنانية في وقت سابق، أنّ “الإدارة الذاتية” لم تتلقَ أيّ دعوة من هذا النوع، متحدّثةً عن وجود فيتو تركي على دعوة كهذه، لا يمكن تجاوزه في الوقت الحالي”.
وتسيطر “قسد” بدعم من قوات “التحالف الدولي” الذي تقوده واشنطن على معظم مدن شمال شرقي سوريا، التي تضم أكبر 11 حقلاً للنفط، منها أكبر الحقول السورية “العمر”، وحقول نفط (التنك، والورد، وعفرا، وكوري، وجرنوف، وأزرق، وقهار، وشعيطاط، وغلبان)، شرقي دير الزور، والتي تمثل نسبة كبيرة من مصادر الطاقة في سوريا، وفقاً لما نقلته مصادر كردية.
واعتبر معاون وزير الخارجية أيمن سوسان في لقاءٍ أجراه مع “العربية نت” قبل أيام قليلة، أن “هذا الفصيل لا يمثّل الأكراد السوريين، الذين هم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري”، موضحاً أن “قيادات هذا التنظيم وعقيدته هي غريبة عن سوريا، فهم أتوا من خارج سوريا من جبال قنديل”، معتبراً أنهم “لا يعنون شيئاً للأمريكيين، وأنهم مجرد أداة في مشروعه، وعندما تنتهي هذه الحاجة سيرميهم كما رمى غيرهم”.
وأضاف: “نتمنى أن تزول هذه الغشاوة الموجودة على عينيه، وإذا كان هناك بعض الأمور نستطيع من خلال الحوار وتحت سقف الوطن السوري الواحد الموحد أن نصل في حوارنا هذا لأمور تلبي متطلبات الجميع، لكن أن يرتضوا لأنفسهم أن يكونوا أداة للأمريكي من أجل ضرب وحدة سوريا، لا خيار أمامنا إلا مواجهتهم”.
المصدر:أثر برس