في ظروف الاعتداء الإجرامي على ضريح عمر بن عبد العزيز

د- محمد حبش

في 2007 زارت دمشق نانسي بيلوسي رئيسة الكونغرس الأميركي، ووجهت لنا السفارة دعوة لاستقبالها في مقرها بدمشق…سألتها: سيدة نانسي.. كيف رأيت سوريا؟!

قالت: رائعة ومدهشة!!… قلت لها: واروع ما فيها؟ قالت بدون تردد: الجامع الأموي!!

ولم؟؟ سألتها بشغف… قالت لي لقد زرت ضريح يوحنا المعمدان وجرن التعميد في قلب الجامع الأموي… إنه شيء مدهش.. مذهل.. الناس مسلمون ومسيحيون يطوفون حوله باحترام وتبجيل…معبدان في معبد!!!  لا يوجد في بلادي قديس مسيحي في معبد يهودي ولا قديس بوذي في معبد إسلامي… ولكن ذلك موجود في دمشق.. أمر مذهل!!

قلت لها: سيدة نانسي.. وإذا كان لديك وقت فسنزور معاً قبر عمر بن عبد العزيز في إدلب وفيه قديس إسلامي في دير مسيحي… إنه عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين وقد طلب أن يدفن في دير سمعان العمودي… وبعد عشر سنوات انضمت اليه زوجته الطاهرة فاطمة بنت عبد الملك….

وكان عمر بن عبد العزيز قد ولي أولاً بلدة خناصر جنوب حلب، ونشات بينه وبين راهب الدير صداقة ومودة حيث كان لوالدة عمر بن عبد العزيز أراضي غرب خناصر تتصل بمعرة النعمان

الضريحان الطاهران منذ قرون هما أجمل ما في سوريا وأحلاها وأطهرها وأنداها، وهما أوضح دليل على قوة الإخاء في سوريا قبل ان يحول الاستبداد والجهل سوريا كلها إلى وطن من قبور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى