هذه قصة قصيرة كتبتها في ٥ حزيران عام ١٩٩٧ في الذكرى الثلاثين للنكسة و نشرت في بعض الدوريات العربية حينها بعنوان “نكسة“
و أعدت نشرها في حزيران عام ٢٠٠٢ بعنوان “عشرة آلاف ليلة و ليلة” و كلا العنوانان لم يقنعاني و لم اثبتهما، فمن كان لديه اقتراح لعنوان انسب منهما فليفيدنا به مشكورا
نص القصة:
“جمع شهريار عشرة آلاف جارية بكر، لكل منهن طعمُ ولون، مثل أصناف الفاكهة المتنوعة..
أنفق في سبيل جمعهن أموالا طائلة من خزائن مملكته.. وأرهق شعبها بحروب كثيرة، سال خلالها دماء آلاف الرجال..
في يوم من الأيام، أمر بإحضارهن جميعا عاريات تماما.. جال بينهن في قاعة فسيحة من قاعات القصر بنظراته الجائعة جوعا متوحشا.. اختار إحداهن.. أمر بإحضار ألذ أنواع الطعام، وأفخر أنواع الشراب، ثم أمر بإخلاء ذلك الجناح من القصر..
أكل وشرب، ثم خلع عنه ثيابه.. حاول أن يضاجع جاريته.. لكنه فشل.
حاول ثانية، فشل..
حاول ثالثة..
أمضى الليل بطوله محاولاً استنهاض رجولته.. لكن نصيبه كان الفشل…
خرج مرتدياً خوذته الفولاذية وثياب الحرب، رافعاً رمحاً يقطر دماً أحمراً وردياً كشفاه جارية حسناء..
وقف في باحة القصر يتطاير شرار الغضب من عينيه.. نادى الجلادين بصوت كانفجار البارود المضغوط.. وأمرهم أن يجلدوا كل واحد من أفراد الرعية، خمس جلدات موجعات، دون أن يستثنوا أحدا، صغيراً أو كبيراً، سليماً أو عليلاً..
في الليلة التالية جمع جواريه.. اختار أخرى..
حاول أن يضاجعها..
حاول ثانية.. فشل.. ثم فشل… حتى أدركه الصباح دون أن يحالفه النجاح.
خرج أكثر غضباً.. أمر الجلادين أن يجلدوا كل فرد من أفراد الرعية عشر جلدات..
في الليلة الثالثة فشل أيضاً، رغم كل أنواع الأطعمة التي تناولها، وكل العقاقير التي جربها.. خرج.. فأمر الجلادين أن يزيدوا الجلدات خمساً أخرى..
وفي كل ليلة سيهزم شهريار، هيئوا ظهوركم لخمس جلدات إضافية..”