اجتماع جدة التشاوري يمهد الطريق لإعادة سورية لـ “الجامعة العربية”

التأكيد على أهمية الحل السياسي لأزمة دمشق وإنهاء تواجد الميليشيات المسلحة فيها. فقد اختتم، اليوم السبت، الاجتماع التشاوري لدول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق الذي عقد في مدينة جدة السعودية لبحث مسألة عودة دمشق إلى الحاضنة العربية بعد أكثر من عقد على إبعادها، وذلك في خضم تحركات دبلوماسية إقليمية يتغير معها المشهد السياسي في المنطقة منذ اتفاق الرياض وطهران على استئناف علاقاتهما الشهر الماضي.

وأصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً في ختام الاجتماع أكدت فيه التشاور وتبادل وجهات النظر حول الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ينهي كافة تداعياتها ويحافظ على وحدة سوريا، وأمنها واستقرارها، وهويتها العربية، ويعيدها إلى محيطها العربي.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن الوزراء اتفقوا على أهمية حل الأزمة الإنسانية، وتوفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق في سوريا، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، وإنهاء معاناتهم، وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم، واتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية.

إنهاء تواجد الميليشيات المسلحة

وأكد الوزراء على أهمية مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وتنظيماته، ومكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها، وأهمية قيام مؤسسات الدولة بالحفاظ على سيادة سوريا على أراضيها لإنهاء تواجد الميليشيات المسلحة فيها، والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري.

كما أكد الوزراء على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية، وأهمية أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، ووضع الآليات اللازمة لهذا الدور، وتكثيف التشاور بين الدول العربية بما يكفل نجاح هذه الجهود.

حل الدولتين

وتم خلال الجلسة أيضاً تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا والتطورات في المنطقة، وأكد الوزراء على مركزية القضية الفلسطينية، وأدانوا الممارسات الإسرائيلية التي تقوض حل الدولتين، وفرص تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، ووفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.

كما أدانوا الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة، وأكدوا على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها.

وأعرب الوزراء عن شكرهم للسعودية على مبادرتها في الدعوة لهذا الاجتماع التشاوري من أجل بحث الجهود المبذولة لحل الأزمة السورية، وتطلعهم لاستمرار التشاور فيما بينهم لمتابعة هذه الجهود.

زيارة المقداد

وعقد اجتماع جدة للبحث في مسألة عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، قبل نحو شهر من انعقاد قمة عربية في السعودية.

واستقبلت السعودية الأربعاء وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد للمرة الأولى منذ بداية النزاع في سوريا. في الوقت ذاته كان وفد إيراني موجوداً أيضاً في المملكة للتحضير لإعادة فتح البعثات الدبلوماسية الإيرانية.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله والمقداد ناقشا “الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي تداعياتها كافة وتحقق المصالحة الوطنية، وتساهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي”.

ويصعب فصل الجهود الدبلوماسية تجاه النظام السوري عن التقارب الحاصل بين طهران والرياض اللتين أعلنتا في 10 مارس (آذار) الماضي، التوصل إلى اتفاق بينهما بعد قطيعة استمرت سبع سنوات إثر مهاجمة البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران.

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى