قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن أنقرة تنتظر دعوة من روسيا لعقد اجتماع رباعي على مستوى وزراء الخارجية في المستقبل مع كل من النظام السوري وإيران، لاستكمال مباحثات عملية التطبيع.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالن في لقاء خاص على شاشة (NTV)، أنه تم التخطيط لانضمام وزراء الدفاع ورؤساء أجهزة الاستخبارات لكلا الطرفين في اجتماع وزراء الخارجية الذي سيعقد في الأيام المقبلة.
وطالب كالن الجانب السوري أن يكون أكثر إيجابية من أجل دفع العملية دون شروط مسبقة، وأضاف: “بالنظر إلى عمق وتعقيد المشكلات، ما نزال في بداية العملية”.
وأشار موقع (BBC Türkçe) إلى أن مقترحاً بشأن الاجتماع المرتقب في موسكو سيقدم إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته إلى تركيا يوم غد الخميس والجمعة.
عُقد اجتماع رباعي في العاصمة الروسية موسكو يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، بحضور نائب وزير الخارجية التركي بوراك أكجابار، ونائب وزير خارجية النظام السوري أيمن سوسان، والمبعوث الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، ونائب وزير الخارجية الإيراني علي أصغر حجي.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان عقب اللقاء إن الطرفين التركي والسوري اتفقا على مواصلة المحادثات، حيث ناقشا خلال الاجتماع العلاقات السياسية إلى جانب القضايا الأمنية والاستعدادات للاجتماع على مستوى وزراء الخارجية المتوقع عقده بعد ذلك.
واقترح الجانب الروسي عدة مواعيد لاجتماع وزراء الخارجية، على أن يتخذ القرار النهائي بعد تقييم الأطراف، حيث من المتوقع وفقاً لخبراء أن يجتمع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ووزير خارجية النظام فيصل المقداد قبل الانتخابات التركية المقرر إجراؤها في 14 آيار.
ويتوقف عقد لقاء القمة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد إلى ما بعد الانتخابات، وذلك اعتماداً على التقدم في محادثات اللجان واجتماع وزراء الخارجية.
رسائل موسكو
أشار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في الكلمة الافتتاحية للاجتماع الرباعي يومي الإثنين والثلاثاء إلى أن شعبي تركيا وسوريا مرتبطان بتاريخ مشترك يمتد لقرون من الزمن، مؤكداً على أن الأتراك والعرب والأكراد الذين يعيشون في المنطقة “شهدوا فترات مفخرة في قلوبهم”.
وأكد وزير الخارجية أن الصراع بين تركيا والنظام السوري “يتعارض مع رغبات الأطراف الراغبة في السلام والهدوء والازدهار في منطقة الشرق الأوسط”.
وأضاف: “ليس من قبيل المصادفة أن تشارك روسيا وإيران اللتان تربطهما علاقات جيدة مع كل من سوريا وتركيا، ليس فقط كوسطاء ولكن أيضاً كطرفين معنيين في عملية التفاوض متعددة المستويات التي تهدف إلى التطبيع الشامل للعلاقات بين أنقرة ودمشق”.
وشدد لافروف على أن عملية أستانا التي نظمتها تركيا وإيران وروسيا لإنهاء الحرب في سوريا، ستستمر في العمل كآلية مهمة من أجل تحقيق أهداف مثل إعادة إعمار سوريا وعودة ملايين اللاجئين السوريين من تركيا إلى بلادهم.
كونوا مرنين وبنائين
وناشد لافروف في خطابه الوفد التركي ووفد النظام السوري لإبداء المرونة قدر المستطاع: “نتوقع منكم أن تكونوا مرنين وبنائين قدر الإمكان، ويفضل الابتعاد عن المشاحنات وترك ذكريات جروح الماضي خارج غرفة المفاوضات هذه”.
وتابع: “أطالبكم بصدق بإجراء مفاوضات على أساس مبدأ واضح ومفهوم من الاحترام المتبادل لسيادة سوريا وتركيا ووحدتها السياسية وسلامتها الإقليمية، مسترشدين بالرغبة في التغلب بسرعة على المشكلات المتراكمة واستعادة علاقات حسن الجوار”.
وأكد لافروف إلى أن المشكلات بين تركيا وسوريا لن تحل في اجتماعات قليلة وأن التطبيع سيستغرق وقتاً طويلاً “لكن كما يقول أصدقاؤنا الصينيون الحكيمون، رحلة جميلة تبدأ بخطوة أولى صغيرة “.
وأضاف: “والمهم الآن إيجاد أرضية مشتركة لتحقيق التوازن بين المصالح وتجنب الشروط المسبقة”.
شروط النظام وتركيا على الطاولة
ورغم دعوة لافروف إلى عدم وضع شروط مسبقة للتحاور، إلا أن النظام السوري يصر على موقفه من أجل انسحاب القوات التركية من شمال سوريا، وإخراج “الجماعات الإرهابية الإسلامية الراديكالية” من المنطقة، لا سيما في إدلب، لكن لم يكن هناك رد إيجابي من تركيا في ذلك.
بينما تشمل مطالب تركيا من النظام السوري القضاء على التهديد الذي تشكله قوات سوريا الديمقراطية للأراضي التركية شمالي شرق البلاد، وإبرام اتفاق ثنائي حول التهديدات الأمنية، وتوفير أساس قانوني وسياسي لعودة اللاجئين.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا