منذ رعاية الصين للمصالحة السعودية-الإيرانية لم تتوقف التعليقات في الإعلام الغربي عن الإنجاز الذي حققته بيجين في منطقة ظلت مجالا للهيمنة الأمريكية والحديقة الخلفية للولايات المتحدة.
وبرر المعلقون غياب الولايات المتحدة بأنها لم تكن مهيأة للدخول في لعبة التسوية بين بلدين اتسمت علاقاتهما منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 بالعداء المستحكم والتنافس على القيادة الإقليمية، نظرا لعدم وجود علاقات دبلوماسية بين واشنطن وطهران ومنذ الثمانينات من القرن الماضي، ولهذا فلم تكن عرابا مناسبا للوساطة.
إلا أن دخول الصين فسر على أنه نوع من الحركيات الجيوسياسية التي نشأت في فراغ تركته الولايات المتحدة والتي تقوم بفك ارتباطها منذ عهد باراك أوباوما من المنطقة وحاولت في عهد دونالد ترامب رسم نوع من الترتيبات الأمنية الأقليمية تلعب فيها الولايات المتحدة دورا ولكن لا تقودها. ومن هنا برزت اتفاقيات التطبيع عام 2020. ولكن الإدارة الحالية لم تخف موقفها من المنطقة وأنها في رابع أولوياتها، بعد الصين وروسيا وأوروبا، وتبنت موقفا يعمل على احتواء الأزمات في الشرق الأوسط بطريقة لا تؤثر على أولوياتها الأخرى. وبرز هذا في موقفها من النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي الذي ترسل أركان إدارتها للمنطقة كلما اندلع فتيل الأزمة، وحاولت مع إيران إحياء الاتفاقية النووية التي ألغاها دونالد ترامب عام 2015 وبعد عامين من جولات تفاوضية توقفت نظرا لانشغال أمريكا في الحرب بأوكرانيا والإضطرابات الداخلية في إيران.
ومن هنا فدخول الصين لعبة الدبلوماسية في الشرق الأوسط بدا وكأنه مفاجئا للدول الغربية، مع أن الصين حاضرة في المنطقة ومنذ أكثر من عقد، ولديها مصالح اقتصادية مع كل دول المنطقة بما في حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، السعودية وإسرائيل، ووثقت الأخيرة علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع الصين. إلى جانب الهند التي تخلت عن موقفها التاريخي المؤيد للفلسطينيين ووسعت علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية مع إسرائيل. ولهذا فليس غريبا أن تحاول الصين بين الحين والآخر استخدام علاقاتها التجارية ومصالحها الاقتصادية مع الدول للتوسط أو عرض الوساطة لتحقيق مصالحها.
وبالضرورة فالصين جاءت للوساطة الإيرانية-السعودية بعد عدة جولات عقدها الطرفان طوال العامين الماضيين برعاية عراقية وأخرى عمانية وتركزت على موضوع اليمن ووقف الحرب فيه والتي أثرت على الدعم الأمريكي والأوروبي للرياض وعرض السعودية، منشآتها النفطية ومدنها الكبرى لصواريخ ومسيرات الحوثيين، وليس غريبا أن يكون موضوع الدعم الإيراني للحوثيين بندا رئيسيا في الاتفاق. وأردت صحيفة «وول ستريت جورنال» (16/3/2023) أن مستشار الأمن القومي الإيراني علي شمخاني اعترف في المحادثات بدعم الحوثيين وتعهد بوقف الدعم العسكري لهم كجزء من الاتفاقية ببيجين.
مبالغة وإفراط
وبعيدا عن المبالغة في التفاؤل والافتراضات المفرطة، فالاتفاقية هي مجرد خطوة أولى دفعت إليها مصالح الثلاثي المشارك فيها، والغريب أن الإعلام الغربي بالغ في تحليل أبعاد المصالحة ورفض مبادرة التسوية التي قدمتها الصين لوقف الحرب بين أوكرانيا وروسيا، مع أن بيجين تلعب دورا مهما في دعم موسكو ورفضت حتى الآن شجب الحرب وحملت الناتو وخطط التوسع في أوكرانيا مسؤولية الغزو ودفع روسيا فلاديمير بوتين للحرب.
وفي هذا السياق، قال مايكل شومان في «ذي اتلانتك» (14/3/2023) إن توسط الصين في صفقة بين إيران والسعودية يعتبر انقلابا، وسواء ساهمت بيجين في جعل العالم أكثر أمنا هو أمر آخر. وأضاف أن الدور الصيني في الخليج هو بداية و «تحقيق إنجاز دبلوماسي نادر في خلاف بعيد عن الوطن وجمع عدوين في الشرق الأوسط، هو البداية. وعلينا توقع المزيد من المبادرات، وربما كانت المعاهدة السعودية-الإيرانية هي بداية توجه في السياسة الخارجية الصينية تمارس فيها بيجين دبلوماسية نشطة بمناطق لا تملك فيها إلا سلطة محدودة. وربما جلب منفعة كبيرة» مضيفا أن للصين تأثير سياسي في العديد من الدول حول العالم، يستخدمه قادتها للكز الدول الأخرى وتسوية الخلافات وتخفيض التوترات. والصين شريكة لكل من السعودية وإيران، وكان قادة الولايات المتحدة وأوروبا يأملون باستخدام الرئيس شي جينبنغ علاقاته الخاصة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووقف الغزو في أوكرانيا.
تنافس القوى العظمى
ولا يمكن فهم الدور الصيني «الجديد» بعيدا عن التنافس الصيني- الأمريكي، وحسب المجلة، فهو جزء من محاولة بيجين تقويض القوة الأمريكية وإعادة تشكيل النظام العالمي. ولم تخف الصين رؤيتها للعالم وفشل أمريكا عندما تسيدت العالم باعتبارها القطب الوحيد، بشكل أنتج أزمات وحروبا وخاصة في منطقة الشرق الأوسط. وتبنت قبل الغزو الروسي لأوكرانيا رؤية حول عالم متعدد الأقطاب وتختار فيه الدول ما ينفعها. وفي تقرير أصدرته الحكومة الصينية في شباط/فبراير صور الولايات المتحدة بالدولة المستبدة المحاربة. وكشف عن «مخاطر الممارسات الأمريكية على السلام والاستقرار العالمي ورفاهية الناس». وقدمت الرؤية الصين بأنها محبة للسلام ولديها الحلول الأحسن للتباين في المساواة بالعالم والتحديات الأخرى. وهي حلول متجذرة بالحكمة الصينية وصاغها الفيلسوف المعلم شي جينبينغ.
وتم تضمين هذه الأفكار في مبادرة الأمن العالمي التي أعلن عنها شي في العام الماضي والتي شددت على أهمية سيادة الدولة وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى ووقف «مواجهة الكتل». وحسب آخر بيان للحكومة الصينية، تهدف المبادرة إلى «تشجيع الجهود الدولية المشتركة لتحقيق مزيد مكن الاستقرار واليقين لمرحلة متقلبة ومتغيرة». وفي الصين التي بدأ فيها شي ولايته الثالثة هناك محاولة واعية للتصدي إلى الضغوط الأمريكية وما يراه «احتواء» الذي يذكر بالحرب الباردة والمنافسة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق. ويعطي الإنجاز الدبلوماسي واشنطن فرصة للتفكير وصيحة إنذار بأن الصين باتت حاضرة في مناطق التأثير التقليدية لأمريكا. وربما اندفعت الصين بسبب نجاحاتها لإعادة ترسيم الخريطة الجيوسياسية العالمية. وتعمل بيجين منذ وقت طويل على الدفع بطموحاتها العالمية من خلال مبادرة الحزام والطريق التي تقوم على بناء بنى تحتية تربط دول العالم ببعضها البعض. وقد نجحت الصين في أفريقيا من خلال القروض ومشاريع البنى التحتية، ومالت دول الخليج إليها بسبب ما تراه «تظلمات» من القوة الأمريكية. وليس غريبا أن يعلن عن الاتفاقية الإيرانية-السعودية في ظل تسريبات من الرياض حول ثمن التطبيع مع إسرائيل: ضمانات أمنية ومساعدة في بناء مفاعل نووي مدني الطابع. طبعا تظل الصين قوة كبرى لها مصالحها، فهي وإن فعلت دبلوماسيتها في مناطق متقلبة مثل الشرق الأوسط إلا أن خطابها الداعي للتسوية لا يتوافق مع جهود بناء الترسانة العسكرية بما فيها الأسلحة النووية ونشاطاتها في بحر الصين الجنوبي وتحرشاتها بتايوان. وفي المقابل، يحظى النموذج الصيني القائم على إحكام الحزب السيطرة على مقاليد البلاد مقابل تحرير الاقتصاد وتبني السوق الحر بإعجاب في دول المنطقة التي تشعر بالضيق عندما تحاول أمريكا ربط دبلوماسيتها بحقوق الإنسان والديمقراطية، وهي تعرف أن واشنطن مثل الصين تختار مصالحها والتعامل مع الديكتاتوريين مهما كان دينهم ومذهبهم.
تعددية قطبية
وفي تعليقه على الدور الدبلوماسي الصيني قال وزير الخارجية الأمريكية السابق هنري كيسنجر إن ما حققته بيجين تعبير عن «تغير جوهري في الوضع الإستراتيجي بالشرق الأوسط». وقال إن «السعوديين يحاولون موازنة أمنهم من خلال لعب الولايات المتحدة ضد الصين» مشيرا إلى أنه قام مع ريتشارد نيكسون في عام 1972 باللعب على التوتر بين بيجين وموسكو في اتفاقهما التاريخي مع الصين. وعليه فخفض التوتر في منطقة الخليج هو في مصلحة الجميع، على المدى القريب. وعلى المدى البعيد، يقول كيسنجر إن ظهور بيجين كصانع سلام «سيغير شروط المرجعية للدبلوماسية الدولية» فلم تعد الولايات المتحدة القوة التي لا يستغني عنها أحد بالمنطقة، أي الدولة القوية أو المرنة بدرجة لكي ترعى اتفاقيات السلام، وقد طالبت الصين بحصة من هذه القوة. ويعلق كيسنجر قائلا: «أعلنت الصين في السنوات الماضية عن حاجتها لأن تكون مشاركة في خلق النظام الدولي» و«تحركت خطوة مهمة الآن بهذا الإتجاه». وتحدث ديفيد إغناطيوس من «واشنطن بوست» (16/3/2023) وهو الذي نقل تصريحات السياسي الأمريكي العجوز عن الدور المتزايد للصين في المنطقة وأنه سيعقد من قرارات إسرائيل، وما يراه قادة إسرائيل غارة وقائية ضد إيران كخيار أخير، في وقت تتحرك فيه طهران باتجاه التحول لقوة نووية. ذلك أن «الضغوط على إيران يجب أن تأخذ بعين الاعتبار المصالح الصينية» كما يقول كيسنجر. وتبدو دول المنطقة اليوم أكثر براغماتية وواقعية في تعاملها مع الدول الكبرى، فالسعودية مثلا تشتري أسلحتها من الولايات المتحدة وتبيع معظم نفطها للصين. أغضبت جو بايدن عندما رفضت رفع معدلات إنتاج النفط، لكنها قدمت 400 مليون دولار لمساعدة أوكرانيا ووقعت صفقة مع شركة بوينغ لتصنيع 71 طائرة مقابل 37 مليار دولار.
وعلى نفس النهج تسير الإمارات العربية المتحدة، التي تتعاون مع الصين مع احتفاظها بالعلاقات الدفاعية مع الولايات المتحدة وسوت خلافاتها الإقليمية مع قطر وتركيا وفي ليبيا. وبالمقابل تحصل مصر على مساعدة عسكرية سنوية 1.3 مليار من الولايات المتحدة ومنحت في الوقت نفسه شركة روساتوم أكبر الشركات التابعة للدولة الروسية حق بناء مفاعل نووي مدني الطابع. ويرى كيسنجر أن شرق أوسط متعدد الأقطاب، بعمليات تحوط وتوازن مستمرة، سيجلب معه مخاطره، ولكنه سيفتح المجال أمام قواعد لعبة جديدة. ومن هنا جاءت تعليقات ساخرة من معلقين أن الأمريكيين كانوا هناك وحاولوا حل مشاكل الشرق الأوسط، فحظا سعيدا لك إن أردت لعب دور مطفئ الحرائق في منطقة مشتعلة دائما.
دبلوماسية حازمة
حتى وقت قريب لم تظهر الصين التي تحتفظ بمعقد دائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلا القليل من الاهتمام بالصراع اليمني أو سوريا أو الوضع الإسرائيلي-الفلسطيني، وفقا لمسؤولي الإدارة الأمريكية. ومع ذلك، دعا شي الصين إلى لعب دور أكبر في إدارة الشؤون العالمية بعد أن سجلت بكين انقلابا دبلوماسيا بالاتفاق الإيراني السعودي. وقالت إدارة بايدن إن الصين لم تبد إلا اهتماما متواضعا في إحياء الملف النووي الإيراني مع أنها واحدة من الموقعين على الاتفاقية. ونقلت صحيفة «إندبندنت» (16/3/2023) عن مايلز يو، مدير مركز الصين في معهد هدسون، قوله إن دعوة شي إلى أن يكون لاعبا أكثر نشاطا على المسرح الدولي ستتطلب من بيجين تغيير نهجها بشكل كبير. وقال يو، الذي عمل مستشارا لوزير الخارجية مايك بومبيو خلال إدارة ترامب: «المبادرات الدبلوماسية الصينية تستند إلى شيء واحد: المال. لقد كونوا صداقات في أفريقيا وآسيا، لكن في الغالب كان ذلك من المال. هذا النوع من المعاملات لا يؤسس لصداقة دائمة». ورأت صحيفة «الغارديان» (14/3/2023) أن الصين ظلت تتعامل مع الشرق الأوسط من خلال البعد التجاري والاقتصادي ولكنها باتت تفكر الآن بشكل واسع باستقرار المنطقة. ويقال إنها تخطط لعقد قمة بين ملوك الخليج وإيران، وكلما دخلت في المعمعة السياسية فستكتشف أن من الصعوبة الحفاظ على موقف محايد. كما وسيعلم دخولها الدبلوماسية مرحلة لن تكون فيها الديمقراطية وحقوق الإنسان مهمة. وتضيف أن احتواء التوترات السعودية-الإيرانية لن يقود إلى تقارب عميق، علاوة على إنهاء ويلات لبنان ولا الحرب المتعددة الوجوه في اليمن.
ما بعد كوفيد
ولا يمكن فهم الدور الجديد إلا في سياق خروج الصين من عزلتها بعد 3 أعوام بسبب كوفيد-19. وبحسب «الغارديان» (13/3/2023) فالعلاقات الجيوسياسية وطريقة إدارتها مهمة في ظل بدء الرئيس شي ولايته الثالثة، وعلى رأس أجندته تعزيز وضع الصين على المسرح الدولي، إلا أن العالم تغير منذ إغلاق الصين حدودها في 2021 فقد عانى اقتصادها من التعثر وبدأت حليفتها روسيا حربا في أوروبا وأصبحت العلاقات مع الولايات المتحدة في أدنى مستوياتها. وشي بحاجة للتعامل مع واشنطن التي رأى فيها منذ توليه السلطة عام 2012 التهديد الأكبر على أمن بلاده. وفي مركز التنافس بحر الصين الجنوبي وتايوان. لكن شي يواجه تحديات ومحظور في تعامله مع روسيا وأوروبا في ظل التغيرات التي أحدثتها حرب أوكرانيا، وهو يواجه تحديات أخرى في سياقه الطبيعي بمنطقة اندو- باسيفك وحتى في أفريقيا التي تراجعت فيها القروض الصينية. ومن هنا فالدور الجديد للصين يحمل معه تحديات وشروط تواجه الدول العظمى عادة.
شعور بالتوحد
تقول الولايات المتحدة إنها ليست متأثرة من الإنجاز الصيني وأن السعوديين أطلعوها مقدما على مجريات المحادثات في بيجين، وبالنظر إلى كم التعليقات والتصريحات من الإدارة والنواب فإنها متأثرة «أخذت على خاطرها» لأنها لم تكن في الغرفة وبعيدا عن المحادثات، وهو ما تعودت عليه دائما. لكن الولايات المتحدة مثل غيرها من القوى العظمى قبلها، بما في ذلك الاتحاد السوفييتي وبريطانيا العظمى وفرنسا، اكتشفت أنه من المستحيل على الغرباء فرض أجنداتهم على الشرق الأوسط. وعلقت مجلة «ناشونال انترست» (15/3/2023) أنه في تلك المنطقة من العالم، كل شيء مرتبط بكل شيء، فلم تعد الحدود بين القضايا المحلية والوطنية والدولية واضحة. وأي محاولة من قبل قوة خارجية لفرض حل ينتج عنه جهود معاكسة أقامتها جهات فاعلة غير راضية، تهدف إلى تشكيل تحالفات إقليمية معارضة وتأمين دعم اللاعبين المحليين الآخرين والفاعلين الدوليين.
وكما اقترح مؤرخ الشرق الأوسط الشهير ليون كارل براون: «تماما كما هو الحال مع إمالة المشكال، تنتقل القطع العديدة الصغيرة من الزجاج الملون جميعها إلى تكوين جديد، لذا فإن أي مبادرة دبلوماسية في الشرق الأوسط تبدأ في إعادة تنظيم اللاعبين».
وفي النهاية يقول ستيقن وولت، الباحث في جامعة هارفارد كبير، بمقال نشرته «فورين بوليسي» (14/3/2023) إن الإنجاز الدبلوماسي الأخير للصين هو حدث كبير، هذا إن لم ينهر وهو صيحة لإدارة بايدن وبقية مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية للاستيقاظ، لأنها عرت القيود المفروضة ذاتيا وظلت تشل سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وكشفت عن الطريقة التي تحاول فيها الصين تقديم نفسها كقوة سلام في العالم، وهي راية تخلت عنها الولايات المتحدة وبشكل كبير في السنوات الماضية. وقال إن الصين حققت ما حققته نظرا لعلاقتها مع الجميع، مقارنة مع الولايات المتحدة التي لها علاقات خاصة مع بعض دول الشرق الأوسط وليس لها علاقات على الإطلاق مع الآخرين بمن فيهم إيران.
وأضاف إن الفشل في السياسة الخارجية الأمريكية وتعامل دول مثل مصر والسعودية وإسرائيل مع مظاهر القلق الأمريكي بلامبالاة أو احتقار أحيانا هو نتاج جهود اللوبيات مثل اللجنة الأمريكية-الإسرائيلية للشؤون العامة ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطية وجهود اللوبي التي تمولها جيدا الحكومات العربية. ومن خلال إظهار أن واشنطن عاجزة عن دفع السلام والعدل بالمنطقة، فقد تركت الدبلوماسية الأمريكية الباب مفتوحا على مصراعيه لبيجين. وتبنت الصين، خلافا لتاريخ أمريكا بالمنطقة مدخلا مختلفا، فهي لم تدخل حربا منذ عام 1979 وظلت تكرر التزامها بالسيادة الوطنية وعدم التدخل في شؤون الآخرين. مع أن هذا الموقف لا يعبر إلا عن خدمة النفس وبقدر ما يحرف النقد عنها وممارساتها البائسة في مجال حقوق الإنسان. ودخول الصين للميدان الدبلوماسي هو درس واضح لإدارة بايدن وضرورة تخصيص مزيد من الوقت لخفض التوترات ومنع الحروب وإنهاء النزاعات بدلا من قياس نجاح السياسة الخارجية بعدد الحروب التي يتم الانتصار بها والإرهابيين الذين يتم قتلهم والدول التي تغير مواقفها وتدعم واشنطن.
المصدر: القدس العربي