في ذكرى الثورة  النقد طريق للنهوض

مروان غازي

تتوالى ذكرى الثورة السورية عاما بعد عام ويستمر الحديث عنها مابين مؤيد لها ومعارض وما بين ناقد لمسارها وانطلاقتها وما آلت اليه وبين الشامت بانتكاستها وفشلها في تحقيق اهدافها وعلى رأسها الحرية .

والمتابع لهذه الثورة من لحظة ولادتها وتنقلها من طور الى آخر مبتعدة عن شعارات رفعتها بسلميتها ورفضها للتدخل الخارجي والى جانبها كان هناك رفض غير معلن ولكنه عبر عن نفسه بحالات عديدة وهو رفض القيادات السياسية التقليدية المعارضة منذ سنوات طويلة ولن تسفر معارضتها عن شيء يذكر او اعادة بناء دور لها في صفوف الجماهير السورية واتحدث هنا عما اصطلح على تسميته بمعارضة الداخل .

ورغم نظافة يد هذه المعارضة ورغم صدقها في طرحها السياسي التقليدي الا انها لم تلامس التبدل الكبير لنظرة الشارع السوري للكثير من المفاهيم التي ما زالت معارضة الداخل متمسكة بها في شعاراتها برامجها المختلفة في الوقت التي ظهرت اولويات لدى الشارع تجاوز الكثير فيها هذه الشعارات مما مهد مع انطلاق هذه الثورة الى الرفض لان تقود هذه المعارضة الحراك الثوري وهو ما مكن قوى عديدة لم تعد مخفية على احد واقصد الاسلام السياسي الذي وجد نفسه امام حراك بلا قيادة ففرض نفسه واجندته القديمة والمتجددة في مقارعة النظام السوري .

إن غياب معارضة الداخل مهد الى ظهور معارضة الخارج والتي استطاعت من خلال تواجدها القديم خارج البلاد بسبب الملاحقة لها في إقناع الغرب بتمثيلها “الشعب السوري” بل هي الممثل الوحيد لهذا الشعب .

ولم يكن النظام الدولي بعيدا في تأثيره بالتطورات للثورة السورية وعلى حالة الفوضى الناتجة عن الصراع المسلح وظهورات الفصائل والميلشيات المسلحة بدءا من حالة الانشقاقات الى تنظيم القاعدة وملحقاته الى داعش وامثالها .

واليوم نرى بقايا هذه الثورة في حالة الشتات سواء بالداخل المحرر او بالخارج المسيطر عليه من الفصائل والجيوش الاجنبية او الميليشيات الغريبة او في بلاد النزوح واللجوء ورغم ذلك لم تدرك هذه المعارضة احد اهم اسباب انتكاسة ثورتها وانتزاعها من يدها وهذا سبب عدم وحدتها وعدم قدرتها على تشكيل قيادة حقيقية لها تعبر عنها ولا تسرقها او تغتني على حسابها فهل من مجيب؟ وهل من متعظ وخاصة بعد تخلي حلفاء الثورة عنها وتمسكهم بمصالحهم على حساب معاناة الشعب السوري .

لقد قسمت سورية الى مناطق احتلال ونفوذ تحت مسميات مختلفة وتبعية لدول مختلفة بعضها معادي وبعضها يدعي صداقته للشعب السوري ودول شقيقة تدعم هذا الفصيل او ذاك وامم متحدة ترسل مبعوثها لايجاد حل للمسألة السورية فيزيد من تعقيدها واطالة زمنها .

لم يعد كل ذلك مفيد او منتج للحل فالحل برأيي هو سوري بامتياز من خلال رسم خارطة طريق للحل السلمي والسياسي منطلق من وعي وطني اولا وايمان قاطع بوحدة سورية ارضا وشعبا وارادة موحدة بطرد واخراج كافة الجيوش  غير السورية وكافة الميليشيات الاجنبية وحل الميلشيات السورية سواء ما كان منها صنيعة النظام او ما يسمى بالفصائل المتنوعة والاهم من ذلك هو الاقرار من كافة الاطراف بضرورة واهمية الجلوس على طاولة مفاوضات سورية تطرح فيها الامور بصدق وتمسك بالروح الوطنية العالية حتى نصل الى تحرير سورية اولا وقبل كل شيء فلا فائدة من حرية وارضنا محتلة ومستباحة من خمس جيوش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى