صور من مناطق النظام.. كيف يعيش السوريون بعد الحرب والزلزال؟

نشر موقع الإذاعة الأميركية العامة “أن بي آر” صورا وثقت اليوميات البائسة التي يعيشها السوريون إثر الزلزال الأخير، وبعد أكثر من عقد من حرب خلفت دمارا غير مسبوق، زادت من حدته، العزلة الدولية وتعنت النظام حيال الشعب الأعزل.

شكّل الزلازل الذي وقع الشهر الماضي كارثة لأجزاء من تركيا وسوريا، لكنه لم يكن سوى أحدث أزمة تقلب الحياة رأسا على عقب مرة أخرى في سوريا التي عانت من ويلات تنظيم “داعش” المتطرف من جهة وجرائم النظام من جهة أخرى طيلة عقد.

وجاء في تعليقات الموقع على الصور التي نشرها “لم تترك الحرب الأهلية المستمرة منذ فترة طويلة في البلاد أي جزء، ولا توجد أسرة سلمت من الحرب”.

يذكر أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، حذّرت الخميس من أنّ 3,7 مليون طفل في المناطق المتضررة في سوريا يواجهون العديد من الأخطار المتزايدة والتي قد تكون كارثية بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب البلاد.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة، كاثرين راسل، في بيان إثر زيارة استمرت يومين إلى سوريا، “لقد عانى أطفال سوريا بالفعل رعبا وحسرة لا توصف”.

وأضافت “لم تدمر هذه الزلازل المزيد من المنازل والمدارس وأماكن لعب الأطفال فحسب، بل حطمت أيضاً أي شعور بالأمان للكثير من الأطفال والعائلات الأكثر هشاشة”.

وفقد نظام الرئيس بشار الأسد سيطرته على الأراضي السورية في الشمال، لصالح مجموعات مسلحة مختلفة، لكنه لا يزال تحكم جزءا كبيرا من بقية البلاد.

وتستشهد الجماعات الحقوقية بأدلة كثيرة على التعذيب والسجن والاختفاء وكذلك قصف المناطق المدنية من قبل نظام الأسد وحلفائه الروس.

لكن منطقة اللاذقية في غرب سوريا نجت إلى حد ما من تبعات الاقتتال الذي وضع أوزاره حديثا “لأنها موطن أجداد الرئيس ومعقل النظام، والأقلية العلوية، التي ينحدر منها الأسد” وفق أن بي آر.

وحصلت الإذاعة الأميركية على زيارة نادرة في فبراير إلى هذا الجزء من سوريا بعد الزلازل.

وأصبح الوصول إلى مدينة جبلة في محافظة اللاذقية ممكنًا، من خلال مرافقة عمال الإغاثة من الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك الرحلات الجوية والإقامة التي توفرها الإمارات، حيث ساعدوا السوريين الذين دمرت منازلهم الزلازل الأخيرة و 12 عاما من الصراع.

وتقدم الصور الملتقطة في جبلة نظرة مقربة على حياة الملايين من الناس هناك.

بعض تلك الصور، مأخوذة من سيارة متحركة بينما كانت قافلة الهلال الأحمر الإماراتي تجوب البلدات والقرى برفقة قوات الأمن السورية.

والتقطت صور أخرى خلال مقابلات مع عائلات سورية، قالت للإذاعة الأميركية إنها مصدومة ومنهكة من الحرب “والآن من الزلازل وتوابعه”.

كانت جبلة في الماضي، مليئة بالسياح الذين ينجذبون إلى ساحلها المتوسطي، لكنها اليوم تقف على أطلال البنايات، وهي بلا كهرباء معظم اليوم ويعاني سكانها الفقر المدقع.

ومثل الكثير من المدن السورية، بقيت جبلة معزولة عن العالم نتيجة العقوبات الغربية، ولا سيما الأميركية.

وانتقل عدد لا يحصى من النازحين السوريين داخليا إلى جبلة على مدار الحرب، ويعيشون الآن في خيام أو مبان نصف مكتملة.

وبعد الزلزال انضم آلاف الأشخاص إلى مواطنيهم الذين كانوا بلا مأوى منذ الحرب، حيث أقاموا خياما مؤقتة في الحقول المفتوحة وينتظرون وصول المساعدات.

وبين كل هذا الركام، تلوح صورة كبيرة للرئيس بشار الأسد، فوق المباني المتداعية وواجهات المحلات المغلقة في جميع أنحاء جبلة.

“الملصقات المتلاشية التي تحمل صور الرئيس على المباني وفي نقاط التفتيش التابعة للجيش، كانت مرتبطة بعهد من الاستقرار الذي تلاشى هو الآخر” يختم تقرير الإذاعة الأميركية.

وبحسب الأمم المتحدة، تأثر 8,8 مليون شخص في سوريا بالزلزال. وتحوّلت مدارس عدة في المناطق المتضررة إلى مراكز إيواء للسكان الذين تضرّرت منازلهم أو تهدّمت بفعل الزلزال الذي ألحق دمارا ببعض البنى التحتية لا سيما خدمات المياه والصرف الصحي المتضررة أساساً بفعل سنوات الحرب.

وحددت اليونيسف في وقت سابق من بين الأولويات الفورية “توفير إمكانية الحصول على مياه شرب مأمونة وخدمات صرف صحي ضرورية لمنع انتشار الأمراض” على غرار الكوليرا التي تسجّل انتشارا في سوريا منذ سبتمبر الماضي.

المصدر: الحرة. نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى