تتواصل الآثار السلبية للزلزال المدمر في الشمال السوري، حيث نصب أهالي حي الغراف المنكوب في الرمل الجنوبي بمحافظة اللاذقية خيامهم وسط العراء بانتظار فرق الإنقاذ.
ويأمل الأهالي أن تسفر الجهود عن المزيد من الناجين تحت الأنقاض، حيث يناشدون بلدية المحافظة والمعنيين إرسال أدوات إنقاذ العالقين الذين تُسمع أصواتهم حتى الآن، كما ينتظرون اللجان الفنية المسؤولة عن معاينة صلاحية منازلهم للسكن بعد تصدع أغلبها.
وتعد المنطقة أكبر حاضنة لتجمعات اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين في محافظة اللاذقية الخاضعة لسلطة النظام في دمشق، وهي ذات كثافة سكانية عالية رغم ضيق أحيائها، ويعيش معظم ساكنيها في أبنية عشوائية بصورة لا تراعي الحد الأدنى من شروط السلامة.
خيم في العراء
اقتصرت أعمال الإغاثة والإنقاذ في البداية على بعض قوى الأمن غير المتخصصة بالتعامل مع هذا النوع من الكوارث وبمساعدة الأهالي، لتلتحق بها لاحقا بعض مجموعات الإنقاذ المحلية والوافدة، بحسب ما أفاد الأهالي للجزيرة نت.
وتقول أم حمزة (51 عاما) “تهدمت الأبنية المجاورة، أما منزلي فتشققت كل جدرانه، أخبرونا أن لجان الكشف ستصل قريبا فنصبنا خيامنا هنا ولا زلنا ننتظر فرج الله، يقول لي أبنائي إنهم شاهدوا الكثير من التبرعات على فيسبوك، لكن لم يصل إلينا شيء منها حتى اللحظة”.
وفي حديثها للجزيرة نت أضافت السيدة السورية “نحن بحاجة للمزيد من الأغطية وحليب الأطفال والأغذية والحطب للطهي والتدفئة ليلا، وبحاجة لأدوية مغص ومسكنات لنا وللأطفال الذين يصابون بنزلات البرد في هذا الصقيع”.
ويحتشد الناجون من المنازل المنهارة في مراكز الإيواء القريبة منهم، كالمؤسسة السورية للتجارة، وجامع أسامة بن زيد، وجامع الغراف، وجامع المهاجرين، فيما ينتظر أصحاب المنازل المتصدعة في العراء أملا بالعودة إلى منازلهم، ويرفض هؤلاء مغادرة المنطقة.
لماذا لا تصل المساعدات؟
وفي حديثه للجزيرة نت، أفاد مصدر مطلع في أحد مراكز توزيع المساعدات بقيام المشرفين بتوزيع المساعدات وفقا للاتصالات والتوجيهات التي تصلهم من شخصيات نافذة في المدينة وخارجها، وأن عددا من سلال المساعدات تم نقلها إلى أماكن غير منكوبة.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو ومنشورات عن احتجاز المساعدات وسرقتها في عدد من مراكز توزيعها بالمدينة.
وتحدث منشور عن سرقة المساعدات في مدرسة “رفعة دحو” -التي لجأ إليها بعض الأهالي- من قبل القائمين على المدرسة، فيما تم تسريب مقطع مصور من جامع أسامة بن زيد في حي الغراف -والذي لجأت إليه نحو 200 أسرة- يُظهر امتناع المسؤولين في الجامع عن توزيع المساعدات، وهو ما أكده بعض الأهالي للجزيرة نت.
وانتشر على مواقع التواصل فيديو لشاب يدعى معين علي من اللاذقية يشتم فيه الجهات التنظيمية المسؤولة عن إدخال المساعدات، مستنكرا منعه من تسليمها إلى الأهالي مباشرة، مشيرا إلى أن غرضهم هو سرقتها، حسب وصفه.
يذكر أن الشاب تعرض للاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية في أحد مراكز الإيواء، وذلك بعد 24 ساعة من انتشار الفيديو على مواقع التواصل، قبل الإفراج عنه لاحقا.
المصدر: الجزيرة. نت