الناتو: حاجة أوكرانيا إلى السلاح “هائلة” والهجوم الروسي “شديد”

بريطانيا تدعم كييف بأجهزة لتطهير حقول الألغام وموسكو تتوقع زيارة الرئيس الصيني في الربيع

دعا ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، الدول الأعضاء إلى إمداد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة، وفقاً لمقابلة نشرت الجمعة 30 ديسمبر (كانون الأول).

وقال ستولتنبرغ لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) “أدعو الحلفاء إلى بذل مزيد من الجهد. من مصلحتنا الأمنية جميعاً التأكد من انتصار أوكرانيا وأن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لن يفوز”.

وأضاف أنه ربما من الأهم أن تتلقى أوكرانيا ما يكفي من الذخيرة للأنظمة الموجودة بالفعل، مضيفاً أن الحاجة إلى الذخيرة وقطع الغيار “هائلة”.

وفي الأسبوع الماضي، طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب وجهه إلى مجموعة من القادة الغربيين، مجموعة واسعة من الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي للمساعدة في جهود مواجهة الهجوم الروسي.

كما أعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عن مساعدات عسكرية إضافية بنحو ملياري دولار، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي باتريوت، الذي يوفر الحماية ضد الطائرات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية.

وذكر ستولتنبرغ في المقابلة أن الدعم العسكري لأوكرانيا هو أسرع طريق للسلام.

وقال “نعلم أن معظم الحروب تنتهي على طاولة المفاوضات، وربما هذه الحرب أيضاً، لكننا نعلم أن ما يمكن أن تحققه أوكرانيا في هذه المفاوضات يعتمد بشكل وثيق على الوضع العسكري”.

وتسببت الحرب المستمرة منذ 11 شهراً في مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين من منازلهم، وتركت مدناً في حالة خراب، وزعزعت الاقتصاد العالمي مما أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.

طائرات مسيرة انتحارية

وفي الإطار، قال الجيش الأوكراني الجمعة إن روسيا أطلقت 16 طائرة مسيرة انتحارية إيرانية الصنع، بعد يوم من إطلاق موسكو عشرات الصواريخ في أحدث هجوم يستهدف البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا.

وذكر سلاح الجو الأوكراني أن الدفاعات الجوية تمكنت من تدمير جميع الطائرات المسيرة، التي ذكر أنها أرسلت من ناحيتي الجنوب الشرقي والشمال.

وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف على “تيليغرام” إن سبع طائرات مسيرة كانت تستهدف العاصمة، مضيفاً أنه تم تدمير خمس منها داخل المدينة واثنتين قبل بلوغ كييف.

وذكر سيرهي بوبكو رئيس الإدارة العسكرية في كييف أن مبنى حكومياً في المدينة تهدم، مشيراً إلى أنه لم ترد أي أنباء عن سقوط قتلى أو مصابين.

وشنت روسيا هجمات عدة بطائرات مسيرة وصواريخ على أوكرانيا منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) تسببت في أضرار جسيمة للبنية التحتية للطاقة، وأجبرت السلطات على قطع التيار الكهربائي في حالات الطوارئ.

هذا وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة إنه يتوقع قيام نظيره الصيني شي جينبينغ بزيارة دولة لروسيا في ربيع عام 2023.

وفي تصريحات في بداية اجتماع عبر رابط فيديو بين الزعيمين بثت على التلفزيون الرسمي، قال بوتين إن أهمية العلاقات الروسية الصينية تتزايد كعامل استقرار، وإنه يهدف إلى تعزيز التعاون العسكري بين البلدين.

معدات إبطال مفعول القنابل

قالت بريطانيا، الجمعة، إنها منحت أوكرانيا أكثر من ألف جهاز للكشف عن المعادن و100 من معدات إبطال مفعول القنابل للمساعدة في تطهير حقول الألغام، وذلك في أحدث دعم عسكري تتلقاه كييف في الصراع مع روسيا.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، في بيان، “استخدام روسيا للألغام الأرضية واستهداف البنية التحتية المدنية يؤكد القسوة المروعة لحرب بوتين”.

وأضاف “ستساعد هذه الحزمة الأخيرة من الدعم البريطاني أوكرانيا على تطهير الأراضي والمباني بأمان بينما تستعيد أراضيها”.

وقالت وزارة الدفاع، إن أجهزة الكشف عن المعادن، التي تصنعها شركة فالون الألمانية، يمكن أن تساعد القوات في تأمين الطرق من خلال المساعدة في إزالة مخاطر المتفجرات، بينما يمكن لمعدات إبطال القنابل نزع فتيل الذخائر غير المنفجرة.

وقال والاس، الخميس، إن بريطانيا ستخصص 2.3 مليار جنيه إسترليني (2.77 مليار دولار) مساعدات عسكرية لأوكرانيا في عام 2023، وهو ما يعادل المبلغ الذي قدمته هذا العام.

أوكرانيا تحت وطأة الظلام والبرد

بدوره قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن معظم المناطق في بلاده تعاني انقطاع التيار الكهربائي، لكنه قال إن الضرر كان سيزداد بدون دفاع جوي “بطولي”، غداة تعرض أوكرانيا بأكملها لوابل من الصواريخ الروسية.

وقال زيلينسكي في خطاب مصور مساء الخميس إن الأوامر الجوية في وسط وجنوب وشرق وغرب أوكرانيا صدت 54 صاروخا روسيا و 11 طائرة مسيرة خلال واحدة من أكبر الهجمات الجوية الروسية منذ بدء الحرب في فبراير (شباط). وأضاف أن المناطق التي كان فقدان الطاقة فيها واسع النطاق تشمل العاصمة كييف وأوديسا وخيرسون في الجنوب والمناطق المحيطة بها والمنطقة المحيطة بلفيف بالقرب من الحدود الغربية مع بولندا.

وتابع، “لكن هذا لا شيء مقارنة بما كان يمكن أن يحدث لولا قواتنا البطولية المضادة للطائرات والدفاع الجوي”. وأضاف “مع كل ضربة صاروخية من هذا النوع، لا تجني روسيا سوى دفع نفسها بشكل أعمق إلى طريق مسدود”.

وأوضح، “سيكون لصفة أكبر دولة إرهابية في العالم عواقب على روسيا ومواطنيها لفترة طويلة. وكل صاروخ يؤكد فقط أن كل هذا يجب أن ينتهي في المحاكم. وهذا بالضبط ما سيحدث”.

ودوت صافرات الإنذار من الغارات الجوية في جميع أنحاء أوكرانيا. وأظهرت لقطات لـ”رويترز” عمال الطوارئ وسط حطام منازل سكنية في كييف دمرها انفجار، ودخاناً ناجماً عن سقوط صواريخ يتصاعد في السماء. وكان مسؤولون قالوا في وقت سابق إن أكثر من 120 صاروخاً أطلقت خلال هجوم الخميس.

وقالت وزارة الدفاع في بيان إن أكثر من 18 مبنى سكنياً وعشر منشآت أساسية للبنية التحتية دمرت في الهجمات الأخيرة.

وأدت الضربات الجوية الروسية في الأشهر القليلة الماضية التي استهدفت البنية التحتية للطاقة إلى انقطاع الكهرباء والتدفئة عن الملايين في درجات حرارة شديدة البرودة في كثير من الأحيان.

قصف روسي مكثف

استهدفت ضربات “مكثّفة” بأكثر من 120 صاروخاً روسياً مدناً أوكرانية عدة، بما فيها العاصمة كييف، صباح اليوم الخميس، وفق ما أفادت القوات المسلحة والرئاسة في أوكرانيا.

وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية، ميخائيلو بودولياك، على “تويتر” إن “أكثر من 120 صاروخاً أطلق لتدمير البنى التحتية المدنية الأساسية، وقتل مدنيين بأعداد كبيرة”، من دون تقديم حصيلة للضحايا المحتملين.

وأضاف، “ننتظر مقترحات أخرى من (قوات حفظ السلام) بشأن تسوية سلمية”، في إشارة إلى دعوات روسيا إلى حل يوقف الحرب التي بدأتها باجتياح جارتها في 24 فبراير (شباط).

وأعلن رؤساء بلديات كييف ولفيف وخاركيف وقوع انفجارات في مدنهم، وقالت شركة السكك الحديدية الأوكرانية إن حركة القطارات تأخرت بعديد من الخطوط نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي.

وحُرمت لفيف، كبرى مدن الغرب الأوكراني، من الكهرباء، بنسبة 90 في المئة، إثر هذا القصف الجديد الذي استهدف منشآت للطاقة في عزّ الشتاء.

وقال رئيس بلدية لفيف، أندري سادوفي، على “تيليغرام”، “90 في المئة من المدينة من دون كهرباء. ولم تعد الترامات والحافلات تسير في المدينة وقد تنقطع إمدادات المياه”.

وكتب عمدة كييف فيتالي كليتشكو على “تيليغرام” أن العاصمة تعاني انقطاع التيار الكهربائي، موضحاً أن “40 في المئة من سكان كييف محرومون من الكهرباء”، وحثّ السكان على شحن هواتفهم وتخزين المياه.

وأعلن أيضاً عن انقطاع التيار الكهربائي في منطقتي أوديسا ودنيبروبتروفسك بهدف تقليل الأضرار المحتملة في البنية التحتية للطاقة.

وكان الكرملين قد أنذر أن ما من هدنة لرأس السنة على الميدان في أوكرانيا.

وكتب سلاح الجو، على مواقع التواصل الاجتماعي، “يهاجم العدو أوكرانيا على جبهات عدة مع صواريخ كروز تطلق من طائرات وسفن”.

وقال رؤساء بلديات كل من مدينة خاركيف شرق أوكرانيا والعاصمة كييف ومدينة لفيف في الغرب، اليوم الخميس، إن صواريخ روسية ضربت المدن الثلاث وتسببت بسلسلة من الانفجارات.

وقال إيهور تيريخوف، رئيس بلدية خاركيف، إن المسؤولين يعملون على تحديد ما أصيب، وما إذا كان هناك أي ضحايا، في حين حذر فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف من احتمال انقطاع التيار الكهربائي، وطلب من السكان شحن هواتفهم.

إسقاط أغلب الصواريخ الروسية

من جهته، أعلن الجيش الأوكراني أنّ الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 54 من أصل 69 صاروخاً أطلقتها روسيا.

وقال القائد الأعلى للجيش الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني “بحسب معطيات أولية، أطلق 69 صاروخا في المجموع. وأسقط 54 صاروخ كروز تابعاً للعدو”.

ويأتي ذلك فيما أسقطت الدفاعات الجوية الروسية “جسماً مجهولاً” بالقرب من ساراتوف على بعد 500 كيلومتر عن الحدود الأوكرانية، بعد ثلاثة أيام من هجوم بطائرة مسيرة نسب إلى أوكرانيا وأسفر عن سقوط ثلاثة قتلى في قاعدة جوية في المنطقة، كما أعلن الخميس حاكم المنطقة.

وقال رومان بوسارجين “تم تفعيل نظام دفاعي مضاد للطائرات على أراضي مقاطعة إنجلز”. واضاف “دمّر جسم مجهول (…) ولا يوجد أي تهديد لسلامة السكان”.

حُرمت لفيف كبرى مدن الغرب الأوكراني، من الكهرباء الخميس بنسبة 90 في المئة، إثر هذا القصف الجديد الذي استهدف منشآت للطاقة.

وقال رئيس بلدية المدينة أندري سادوفي على “تيليغرام” إن “90 في المئة من المدينة من دون كهرباء… ولم تعد الترامات والحافلات تسير في المدينة وقد تنقطع إمدادات المياه”.

وفي كييف، أعلن رئيس الإدارة العسكرية في المدينة سيرغي بوبكو أنّ الدفاعات الجوية الأوكرانية تمكّنت من إسقاط كلّ الصواريخ الروسية الستة عشر التي استهدفت العاصمة كييف الخميس، معلناً عن إصابة ثلاثة أشخاص وعن أضرار ناجمة عن تساقط شظايا معدنية.

صاروخ أوكراني في بيلاروس

إلى ذلك، سقط صاروخ أطلقته أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية في بيلاروس الخميس، حسبما أعلنت سلطات هذه الجمهورية السوفياتية السابقة حليفة روسيا والتي تؤيّد هجومها ضدّ أوكرانيا.

وهذه أول حادثة من هذا النوع تبلّغ عنها مينسك منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا قبل أكثر من عشرة أشهر، بينما تمثّل بيلاروس قاعدة خلفية للقوات الروسية.

وأفاد بيان صادر عن وزارة الدفاع بأنّ الصاروخ الذي أطلقه نظام دفاع جوي “إس-300” من “الأراضي الأوكرانية” سقط في الصباح على الأراضي البيلاروسية.

وأضاف البيان “تمّ إبلاغ رئيس الدولة بالحادثة على الفور”، مضيفاً أنّ وزارة الدفاع ولجنة التحقيق البيلاروسية بصدد تحديد الأسباب.

وأشار إلى أنه تجري دراسة “مسارين رئيسيين”: إمّا أنّ الصاروخ انحرف عن مساره ما أدى إلى سقوطه عن طريق الخطأ في بيلاروس، أو جرى إسقاطه من قبل الدفاع الجوي البيلاروسي.

وفي السياق، بثّ حساب على “تيليغرام” قريب من السلطات صوراً لشظايا صاروخ في أحد الحقول، وهو ما أعادت نشره وكالة الأنباء الرسمية “بيلتا”.

وأشارت السلطات إلى أنها لا تملك معلومات بشأن أي إصابات أو أضرار محتملة.

 

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى