الارهاب الروسي

تتلقى المؤسسات الدبلوماسية لأوكرانيا في الخارج بدءاً من 30 تشرين الثاني/ نوفمبر تهديدات مجهولة المصدر على شكل مظاريف فيها متفجرات وأعضاء حيوانية. من الواضح أنه شكل جديد من أشكال الإرهاب والغرض الرئيسي منه هو تخويف وممارسة الضغط النفسي والمعنوي على موظفي السفارات الأوكرانية، وكذلك المجتمع الدولي من أجل تحييد الدعم لأوكرانيا.

الإرهاب الروسي ليس له حدود ومبادئ أخلاقية إذ تمارس روسيا وسائل إرهابية حتى في الساحة الدبلوماسية وسط تكبدها خسائر فادحة في ساحة المعركة. إن الابتزاز أسلوب مفضل لدى الكرملين ويمارس بوتين الابتزاز إن كان صاروخياً أو نووياً أو دبلوماسياً أو بالغاز بغرض إخفاء إخفاقاته وترهيب العالم الذي بدأ يعترف عنلاً بأن روسيا دولة إرهابية، وذلك على خلفية انتصارات أوكرانيا في ساحة المعركة جنباً إلى جنب مع نجاحاتها على الساحة السياسية الخارجية من بينها اعتراف البرلمان الأوروبي بروسيا كدولة راعية للإرهاب، الأمر الذي أظهر سرعة رد فعل الدبلوماسية العالمية وفعاليتها وإجماعها على مسألة إرهاب السكان المدنيين في أوكرانيا والهجمات على بنيتها التحتية للطاقة.

بعد خسارتها في ساحة المعركة تلجأ روسيا إلى الأعمال الإرهابية والمجنونة بصراحة لأن أولئك الذين وضعوا مثل هذه الخطة ببساطة فقدوا عقولهم. ووضع عيون حيوانات وقطع لحمها في مظاريف لإرسالها إلى السفارات والقنصليات الأوكرانية أمر خارج عن حدود المبادئ الدبلوماسية خصوصاً والأخلاق البشرية عموماً. لا يحاول الإرهابيون ترهيب الدبلوماسيين الأوكران فحسب بل يريدون إضعاف أوكرانيا وتحييد الدعم الدولي لها، على وجه الخصوص، تقويض العمل الدبلوماسي المهم بشأن توريد الأسلحة ومعدات الطاقة إليها إلى جانب عزل روسيا.

يواصل المحتلون الروس قتل المدنيين بلا رحمة، وتشهد أوكرانيا تدميراً يومياً لمدنها وقراها والبنى التحتية المدنية وبالتالي نزوح سكانها بشكل متزايد. بلا شك إن تداعيات هذه الحرب التي ترقى إلى مستوى الإرهاب ستكون وخيمة على المدى الطويل على الشعب الأوكراني لا سيما الأجيال القادمة. إن روسيا دولة إرهابية قوضت أسس الأمن العالمي وترعى الإرهاب بكل الطرق الممكنة. إن الدليل على أن روسيا تستوفي معايير التصنيف كدولة راعية للإرهاب أكثر مما يكفي، ما يعني وصمة عار لا تغسل بسهولة لأن آلية رفع اسمها من لائحة الدول الراعية للإرهاب أكثر تعقيداً بكثير من رفع العقوبات والقيود المفروضة عليها. وكلما زاد عدد الدول التي تعترف بأفعال روسيا على أنها إبادة جماعية وبروسيا نفسها دولة إرهابية، ازداد الدعم الدولي لأوكرانيا. ومن الضروري إيقاف الدولة الإرهابية بجهود موحدة عن طريق تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا وتزويدها بالأسلحة والدفاعات الجوية المتطورة.

المصدر: الخارجية الروسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى