عُقد اجتماع بين ممثّلين عن اللجان المركزية في الجنوب السوري، وبين وفد روسي ترأسه قائد القوات الروسية في الجنوب، على خلفية حشد النظام السوري لقواته في درعا مع ميليشيات إيرانية، ومخاوف من بدء عمل عسكري على المنطقة التي تشهد توترا أمنيا ومخاوفا من “حرب محتملة”.
وذكرت المركزية في بيان اطّلع عليه بروكار برس مساء الجمعة، أنّ الروس أكّدوا لهم العمل “بشكل جدي ومكثف لمنع وقوع أي حوادث أو أي عمل عسكري في المنطقة وأن مبرر وجود هذه القوات هو لأسباب عسكرية أخرى ليس غايتها اقتحام المنطقة”.
وينص الاتفاق وفق البيان على تسيير دوريات شرطة عسكرية روسية في عموم محافظة درعا وخاصة المنطقة الغربية وبشكل مكثف لرصد وتحجيم انتشار هذه القوات.
وأكّد ممثلو المركزية للروس على ضرورة أن يقوم الروس بكامل واجباتهم والتزاماتهم كضامن لاتفاق التسوية وإلزام النظام بتطبيق كافة بنود التسوية.
كما ركّز الوفد على الوضع الحالي في الجنوب حيث يحشد النظام قواته إلى جانب “مليشيات طائفية تسعى لضرب الاستقرار وزعزعة الأمن والتي تم نشرها في معظم الجنوب وخاصة المنطقة الغربية ومدينة طفس مما خلق حال من الاحتقان لدى الأهالي والتخوف من قيام هذه الحشود بأي عمل عسكري متهور يجر المنطقة الى فوضى وحرب مفتوحة تذهب بعملية التسوية التي ضمنها الروسي أدراج الرياح”.
وذكر البيان أنّهم سيقومون بتزويد الروس بأسماء أصحاب المنازل والمزارع والمنشآت التي تمركزت فيها القوات العسكرية، ما يشير إلى استيلاء قوات النظام والميليشيات الإيرانية على مبانٍ تمركزوا فيها.
ووفق البيان فإنّ الروس بصدد “افتتاح مركز مصالحة في مدينة درعا يضم مكتب لتلقي الشكاوي من عموم الناس والعمل على حلها”.
ونقلت المركزية عن الروس قولهم إنّهم تلقوا تأكيدات من النظام السوري بأنّه سيتم الإفراج عن عدد كبير من المعتقلين ولاسيما الذين تم توقيفهم بعد التسويات في الأيام القادمة، وكذلك يجري العمل على تجدد صلاحية بطاقات التسوية لفترة أطول وتعميمها عل كافة الأفرع والجهات الأمنية لوقف الملاحقات الأمنية والاعتقال، وكذلك وقف أحكام الإعدام ، بالإضافة الى تحسين الخدمات المدنية في الجنوب”.
وشهد يوم أمس خروج مظاهرات في عدّة نقاط بمحافظة درعا، رافضة للحرب وللوجد الإيراني في المنطقة، وذلك بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية جديدة إلى درعا، في حين عقدت اجتماعات للفعاليات المحلية والفيلق الخامس المدعوم من روسيا لمناقشة الأوضاع الميدانية.
وأفاد مراسل بروكار برس في درعا، بأنّ المظاهرات خرجت في كل من مدن وبلدات: طفس، وتل شهاب، وجلين وسحم الجولان في ريف درعا الغربي، في حين سُجّلت نقطة تظاهر في بلدة الكرك الشرقي بريف درعا الشرقي.
وندّد المتظاهرون بالتعزيزات العسكرية الأخيرة التي وصلت إلى مدينة درعا، اليوم وأمس، حيث رفعوا لافتات كتب عليها “لا للحرب”، و”لا لحزب الله وإيران”.
ودفع النظام بمدرعات ثقيلة ومصفّحات بالإضافة إلى ناقلات جند من الفرقة الرابعة ومقاتلين ينتمون للميليشيات الإيرانية.
وفي السياق، قال مصدر محلي لبروكار برس، إن “لجنة درعا المركزية” في المنطقة الغربية عقدت مساء اليوم الخميس اجتماعاً مع قياديين في الفيلق الخامس الروسي، حول التعزيزات الأخيرة التي وصلت إلى المحافظة، حيث طمأنهم الفيلق بأنّه سيقف مع اللجنة المركزية يداً واحدة فيما لو هاجم النظام والمليشيات الإيرانية مواقع اللجنة المركزية في بلدات طفس والمزيريب واليادودة.
المصدر: بروكار برس