رواية ” حَجُر الضحك “

عبد الحفيظ الحافظ

حَجُر الضحك رواية ابنة السلسلة الروائية، لكنها بلغت حد البكاء قبل الضحك، مخمرها التمييز في ردها، توثيق الحرب الطائفية حرب عسكرية في لبنان، بل اغتيال مخمر العقل العربي. لقد بلغ المخمر حد النضج لبانياً، لبنان المضياف قبل القتل والنزوح والتهجير؟، فأعلنت السيدة هدى بركات حد البكاء وليس حد الضحك والفرح. رواية حَجُر الضحك، وكاتبتها المتميزة بلغة أدبية، زينت الرواية ببعض العبارات العامة، فيها فكر أرخت به دراسة الحرب الطائفية القذرة، كما قرأها مبكراً ياسين الحافظ. دخلت بركات الروائية عمق المجتمع في لبنان، وحمّلته مسؤولية قذارة الحرب لطائفية، الحرب الأهلية، حرب قادها قيادة ميليشيات وشعارتها، هدم عمق المجتمع فعرّته؟، طائفية مسلحة كشفت بركات عوراتها تشبيح وتعفيش وقتل على الهوية وبلا هوية. دخلت هدى حرباً فوجدت لبنانيين بدلوا سراويلهم الخارجية بالمجتمع المدني وأبقوا على سراويلهم الداخلية، وكل عنصرية وطائفية وأجندة خارجية توئد المجتمع المدني، وتستهدف أسلحتها تعبيراته، وتجتاح البيوت، وضاعت المواطنة واغتيل الوطن. كان لبنان متميزاً عربياً، وكان مأوى النازحين من الأنظمة ومن الاستبداد، و وأدت الميليشيات الدستور فغاب الدستور والفانون لا وطن ولا مواطنين بهذا التغييب. لقد أرخت هدى في هذه الرواية الحرب الطائفية في لبان عام 1975- 1990، وقرأت ما يدور في البيوت والمقاهي، فوقف بوجهها الخوف والرعب، وتلظي المجتمع، فظنت قتله، وعاد مجبراً الانسان المواطن إلى جذوره، فكان النزوح والتهجير، وشاهدت القطط والكلاب تبحث عن حفنة ما يؤكل، يجدوه في الحاويات. لم يعد لبنان بلد السياحة، وبلد حضانة الكتاب والمفكرين قوميين ويساريين واسلاميين،غدا بلد التشبيح والتعفيش والقتل والتهجير. ضمت الرواية شواهد ، وكل حرب تعتقل المجتمع المدني ، والمدرعات تحتل ساحات المدن. كل نزوح ولجوء وهجرة تصب في خرج الاستبداد، ولا تحمي الدستور، والهدف من الطائفية تأبيد الاستبداد، ولا تحمي الانسان الفرد المواطن ويغيب الشعب. أعترف كقارئ أن هذه الرواية أبكتني، لغياب الدولة اللبنانية، وسلمت الشعب، لعصابات، حلت بدل الشعب، والمثقفين والمفكرين والصناعيين والفلاحين، وخربت على الطلاب والأطفال، ضياع الوطن. إن انتصار هذه الطائفة أو تلك، تنصر العلاقات ما قبل الوطنية، وما قبل الدولة. لذا الحرب الأهلية العنصرية والطائفي والحاراتية. فهذه الحرب هي أاوهام.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى