الاستهداف الإسرائيلي للدفاعات الجوية السورية – السلوك والنتائج (2013 – 2022)

ضياء قدور 

مدخل تمهيدي:

تناولت كثير من التقارير هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت، في العقد الماضي، مجموعة كبيرة ومتنوعة من المواقع العسكرية التابعة للنظام السوري والميليشيات المدعومة من إيران، كالمستودعات والشحنات العسكرية الإيرانية ونقاط المراقبة والاستطلاع ومدارج المطارات على الأرض السورية، من خلال غارات صاروخية وبالطائرات الحربية، لكن ما لم يُسلّط عليه الضوء هو حجم ونوعية الخسائر التي خلفتها الغارات الإسرائيلية بوسائط الدفاع الجوي الخاصة بالنظام السوري، ومن ضمن ذلك الرادارات وقاذفات صواريخ (أرض – جو)، ولم تهتم الدراسات والتقارير الإحصائية بتحليل طبيعة السلوك الإسرائيلي في ضرب الدفاعات الجوية السورية، وتحديد الهجمات أكانت تستند إلى إستراتيجية متعمدة من قبل المقاتلات الإسرائيلية، أم كانت محض ضرورة تقتضيها حرية عمل جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأجواء السورية؟

وفي ضوء حالات ردّات الفعل التي سجلتها الدفاعات الجوية السورية سابقًا، وهي حالات خاصة ومحدودة جدًا، شملت استهداف طائرة استطلاع تركية من طراز إف 4، في حزيران/ يونيو 2012، وبعد ذلك بسنوات إسقاط مقاتلة إسرائيلية من طراز إف 16، في شباط/ فبراير 2018؛ يمكن أن نقرأ ونحلل واقع قدرات الدفاع الجوي السورية، بعيدًا عن تهويل إعلام وقادة النظام السوري، والتضخيم الروسي لها، وبعيدًا أيضًا عن حالة السخرية والاستهزاء التي خلفتها الاختراقات الجوية الإسرائيلية العديدة، خلال العقد الماضي، في أوساط معارضيه.

صحيح أن المراقب للغارات الإسرائيلية على امتداد الجغرافيا السورية، خلال العقد الماضي، قد يرى أنه لا يمكن لأيّ موقع داخل سورية أن يكون محصّنًا ضدّ استهداف المقاتلات والهجمات الصاروخية الإسرائيلية، لكن ذلك لا يعني أن الدفاعات السورية عاجزة تمامًا وبلا فائدة، إذ إن الطائرات الإسرائيلية، على الرغم من التفوق التكنولوجي والفرق الشاسع في القدرات بين المهاجم والمدافع في هذه المواجهة الجوية، تتبع في أغلب الغارات تكتيكات معينة لتنفيذ مهامها القتالية على أكمل وجه، متجنبة التعرض لنيران عدوّة.

في ضوء ذلك، لم تُتح ندرة المعلومات وقلّة المصادر المفتوحة لكثير من الدراسات تقديم صورة واقعية عمّا يجري على أرض الواقع في هذا الصدد، لكن هذه القراءة تسعى لتقديم معلومات وتحليل هذه المعلومات، بالتزامن مع مناقشة السلوك الإسرائيلي في مواجهة هذا التهديد الجوي المحتمل.

قدرات الدفاعات الجوية السورية

تُجمِع أغلب التقديرات العسكرية، والمعتمدة على وقائع المواجهات الجوية الممتدة منذ عام 2007 حتى اليوم في السماء السورية، على أن شبكة الدفاع الجوي السورية تفتقر إلى القدرات اللازمة للتصدي لأي طيران معادٍ متقدم كالطيران الإسرائيلي أو التحالف الدولي. ويعزى ذلك إلى أسباب عدة، أهمّها أن أغلب المنظومات الدفاعية الجوية التي يعتمد عليها جيش النظام هي عبارة عن منظومات قديمة ومتهالكة، يعود أغلبها للحقبة السوفياتية، وتفتقر إلى التطويرات والتحديثات اللازمة [1].

قبل اندلاع الثورة السورية، كانت الدفاعات الجوية للنظام تشتمل على عشرات مواقع الإنذار المبكر، ومواقع صواريخ “سام” الفعالة، وآلاف المدافع المضادة للطيران (م، ط) وبضعة آلاف من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف، أما من ناحية التغطية الدفاعية للمناطق السورية، فقد وفّرت هذه الشبكة تأمين غطاء مكثف لمناطق العاصمة دمشق والجنوب السوري، والمنطقتين الوسطى والساحلية، مع غطاء دفاعي أقل كثافة في شمال وشرق سورية، نظرًا للتوقعات التي بنيت على الانعدام شبه التام للتهديدات الجوية المحتملة الموجهة إلى تلك المناطق.

وعلى الرغم من أن شبكة الدفاعات الجوية السورية كانت تعتبر في ذلك الوقت من أكثر الشبكات كثافة في آسيا والشرق الأوسط، فإن الحجم الكبير من ترسانة صواريخ (أرض–جو) السورية لم يشكل عائقًا يمنع الجهود الإسرائيلية الرامية إلى تدمير مفاعل “الكبر” النووي السوري، في دير الزور، في أيلول/ سبتمبر 2007[2].

يظهر المسار الذي قطعته الطائرات الحربية الإسرائيلية لضرب مفاعل “الكبر” النووي السوري أن شبكات الدفاع الجوية السورية كانت تعاني وجود ثغرات خطيرة، حيث ظهر جليًّا أنها غير قادرة على التصدي لغارات مفاجئة، تقودها طائرات إسرائيلية تنطلق من أجواء البحر المتوسط، مرورًا بالحدود السورية التركية، على ارتفاعات منخفضة[3].

وما تزال الدفاعات الجوية السورية تعاني وجود هذه الثغرات حتى يومنا هذا، ويعزى ذلك بشكل أساسي إلى أن منظومات الاستطلاع الراداري (الأفقية والعامودية) والإنذار المبكر في سورية قادرة على كشف أهداف بعيدة جدًا عن الجغرافيا السورية، لكن نقطة ضعفها الرئيسية تكمن في عدم قدرتها على كشف الأهداف التي تطير على ارتفاعات منخفضة.

من جانب آخر، تتجلى المشكلة الرئيسة الأخرى التي تعانيها الدفاعات الجوية السورية في قدمها وعملها نصف الآلي، وتطلبها التفاعل البشري المباشر، إضافة إلى الاحتمالية الكبيرة لتأثر رادارات الإنذار المبكر بهجمات الحرب الإلكترونية، وهو ما يؤدي إلى التأخير الحاصل ما بين الرصد الأولي للأجسام المعادية والتعامل ناريًا معها. وهذا الوقت الثمين هو كل ما تحتاج إليه الطائرات الإسرائيلية الحديثة، للتسلل وتنفيذ هجمات مفاجئة ومباغتة يمكن في بعض الأوقات أن تكون واسعة النطاق في المساحة الجوية المحدودة للجغرافيا السورية.

في ضوء هذه الظروف، فإن الفرق الشاسع في القدرات والتقدم التكنولوجي، بين المهاجم والمدافع (المقاتلات الإسرائيلية والدفاعات السورية)، يجعل الموضوع أشبه بمحاولة مدافِعٍ معصوب العينين التصدي لمجموعة من السهام المنطلقة بسرعة نحوه، بترس صغير، ومن المرجح أيضًا أن تظهر عدم كفاءة شبكة الدفاعات الجوية السورية في القيام بمهامها بشكل أكبر، في حال كانت الغارات المنفذة تسير وفق خطة مدروسة على نطاق واسع من الجغرافيا السورية.

في أغلب الحالات، حيث تكون الهجمات مباغتة ومدبرة جيدًا، قد تكون النتيجة محسومة لصالح الطائرات المهاجمة، لكن في حالات خاصة ومحدودة جدًا، كالكمائن الجوية، يمكن لهذه المنظومات أن تتصدى بنجاح لأهداف متوقعة، وحادثتا إسقاط الطائرة التركية والإسرائيلية مثال جيد على هذا، بالترتيب.

لذلك، فإن الحديث بأن الدفاعات الجوية السورية المتهالكة لا تشكل خطرًا حقيقيًا هو موضوع مبالغ فيه قليلًا، فقد أثبتت هذه الدفاعات، التي عمل الروس والإيرانيون على تطويرها بتحديثات ومعدات معززة، أنها قادرة على تهديد المقاتلات الإسرائيلية، وإن كان هذا التهديد يشمل حالات خاصة ومحدودة، كما أشرنا آنفًا، وعلى الرغم من التفوق التكنولوجي للطيران الإسرائيلي أمام الدفاعات الجوية السورية المتقادمة والمهترئة، ما يزال يتعين على سلاح الجو الإسرائيلي القيام بمناورات جوية، عند كل محاولة ضرب لأي هدف عسكري قيّم، أثناء كل غارة منفذة على الأرض السورية.

على سبيل المثال، يختلف المسار الجوي الذي تسلكه هذه الطائرات كُليًا في كل مرة، عند تنفيذ غارات في الوسط والجنوب السوري، حيث تستخدم الطائرات الإسرائيلية المجال الجوي اللبناني أو أجواء البحر المتوسط، مع التحليق بارتفاعات منخفضة، عن المسار المتبع عادةً لقصف أهداف أبعد في الشرق السوري، حيث تسلك الطائرات الإسرائيلية مسارًا أطول عبر الحدود الثلاثية، بين الأردن والعراق وسورية، في محاولة للابتعاد قدر الإمكان عن الرصد طويل الأمد، الذي يوفر وقتًا أطول وفرصة سانحة بشكل أكبر لشبكة الدفاعات السورية ذات الكثافة الأكبر في الوسط والجنوب والساحل السوري، لضربها.

وما يزال النهج الإسرائيلي هذا في ضرب أهداف عسكرية سورية وإيرانية ذات جدوى في العمق السوري متّبعًا، منذ ضرب المفاعل النووي السوري في دير الزور عام 2007. وإذا ما أخذنا التنسيق الروسي الإسرائيلي وآلية تفادي التصادم بعين الاعتبار، فإن حرية العمل الإسرائيلي في الأجواء السورية هي نتاج حتمي لفرق شاسع بالقدرات والتقدم التكنولوجي، بين المهاجم والمدافع، ولكن هذه الحرية ليست بهذه البساطة دائمًا، بل تأتي ضمن شروط يجب مراعاتها.

التسلسل الزمني والمنطقي لاستهداف الدفاعات الجوية السورية (2013 – 2022)

تحظى الدفاعات الجوية وأنظمة الاستطلاع (الأنظمة الرادارية) ورادارات الإنذار المبكر المنتشرة بشكل مكثف على مجمل الجغرافية السورية، بأهمية قصوى لدى “فيلق القدس”، كونها تشكل خط الدفاع الأول عن المنشآت الحيوية ومراكز التحكم والسيطرة، والمقارّ والمخازن والمستودعات، وهو ما أدخل هذه المنظومات كطرف أساسي في المعارك الجوية الدائرة منذ عقد من الزمن.

وتبرز أهمية الدفاعات الجوية السورية أكثر، عندما نعلم أن الإيرانيين اضطروا في بعض الأحيان إلى تغيير تكتيكاتهم وإعادة تموضعهم، من خلال نقل مواقعهم الرئيسة المسؤولة عن إنتاج الصواريخ الدقيقة والذخائر الموجهة إلى غرب سورية، بالقرب من القواعد الروسية، طمعًا في الحصول على الحماية الجوية[4].

وبناء على ذلك، كان انخراط الدفاعات الجوية السورية في حماية الوجود الإيراني في سورية سببًا كافيًا، لتكون أحد الأهداف الرئيسية للمقاتلات الإسرائيلية، ضمن ما يعرف باستراتيجية قمع الدفاعات الجوية خلال عمليات القصف المستمرة[5]، وهو ما جعل النظام السوري يتحمّل تبعات ذلك من خسائر مادية وبشرية وعسكرية شملت مواقع الدفاعات الجوية السورية.

أولًا: بدايات انخراط الدفاعات الجوية السورية

جاء انخراط الدفاعات الجوية السورية في (المعركة ما بين الحروب) الإسرائيلية متأخرًا، بالرغم من أن أول هجوم إسرائيلي على وسائط الدفاع الجوي السورية كان في كانون الثاني/ يناير من العام 2013، عندما قصفت إسرائيل فرقة بطاريات (أرض-جو) من طراز SA-17، كان النظام السوري حصل عليها بهدف نقلها إلى ميليشيا “حزب الله”، وفق ما كشف عنه قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق، والمدير العام لوزارة الأمن حاليًا، الجنرال أمير إيشيل[6].

وتشير عمليات البحث التي أجريناها إلى أن الاستهدافات الإسرائيلية المركزة والمتتابعة التي ضربت منظومات الدفاع الجوي السورية بدأت نهاية عام 2017، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية التي نشرها موقع “إيمجسات” الإسرائيلي صورًا لمنظومات SA-5 / S-200 مدمرة، في قاعدة رمضان، على بعد 10 كيلومتر جنوب مطار الضمير[7].

صور لمنظومات SA-5 / S-200 مدمرة في قاعدة رمضان جنوب مطار الضمير

صحيح أن استهداف منظومات دفاعية كان نادرًا حينذاك، إلا أنه أعطانا لمحة عن هوية الضحية الأساسية المحتملة ضمن قائمة المنظومات الدفاعية السورية (S200). وبطبيعة الحال، هذا لا يعني أن بعض الدفاعات الجوية السورية لم تتعرض للهجوم على يد سلاح الجو الإسرائيلي قبل هذا التوقيت، إلا أن المصادر التي تشير إلى ذلك تكاد تكون معدومة أو غير مؤكدة.

بعد ذلك، بدا النظام السوري وكأنه يستعد لموجات أضخم من الضربات الجوية الإسرائيلية، مع بداية العام 2018، عندما قام بسحب بعض منظومات الدفاع الجوي SA-5/S-200 من قاعدة كويرس الجوية شمال سورية، في أوائل شهر آذار/ مارس من ذاك العام، إلى أماكن أخرى أكثر حماية وحساسية[8].

لم تعد هذه المواقع الدفاعية تُرى منتشرة في هذه القاعدة أو بالقرب منها بعد ذلك، وقد يكون سحبها متعلقًا بتعويض نقص الدفاعات الجوية المدمرة في أماكن أخرى، بعد أن أغارت المقاتلات الإسرائيلية على مجموعة من المواقع الدفاعية حول دمشق، وفي المنطقة الوسطى، بعد حادثة إسقاط الطائرة الإسرائيلية في 10 شباط/ ‌فبراير 2018.

في خضم ذلك، قد يكون أحد التخمينات أن بطاريات SA-5/S200 في حمص أو دمشق أو درعا نفدت صواريخها التي أطلقتها بكثافة -كما أشارت المصادر الإسرائيلية حينها- نحو الطائرات الإسرائيلية، في وقت ما من عام 2018[9]. ومن المحتمل كذلك أن نقلها كان متعلقًا بزيادة منسوب الحماية الجوية لمواقع أكثر حساسية، تحتاج بشدة إلى استثمار الدفاعات الجوية[10].

في الحقيقة، كان الانتقام الإسرائيلي من إسقاط الطائرة الإسرائيلية عنيفًا ومنصبًّا بشكل أساسي على تدمير الدفاعات الجوية السورية، إذ تشير خريطة نشرها الجيش الإسرائيلي، في 11 شباط/ فبراير 2018، إلى أن بطاريات صواريخ (أرض-جو) بعيدة المدى S200، ونظام صواريخ دفاع (أرض-جو) متوسط ​​المدى SA-17 ، إلى جانب منظومة الدفاع الصاروخي من طراز SA-2، كانوا من بين الأهداف[11].

بشكل عام، فرضت الظروف المستجدة التي تركزت فيها الغارات الإسرائيلية ضد مواقع استراتيجية في العمق السوري (حول دمشق والمنطقة الوسطى) حينها معادلة جديدة، أجبرت النظام السوري على إعادة تموضع الدفاعات الجوية لتغطية الثغرات، وإعادة التكامل لشبكة الدفاعات الجوية في هذه المناطق المهمة.

ومع دخول المركز الرئيس للبرنامج الصاروخي الإيراني – السوري في مصياف نطاق الاستهدافات الإسرائيلية، منذ 9 أيار/ مايو 2017، بدت عملية إعادة تموضع الدفاعات الجوية السورية شاملة وجدية، إذ عزز النظام السوري مواقع دفاعية في مصياف، في الفترة الممتدة ما بين تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 ونيسان/ أبريل 2018، بمنظومات دفاعية جديدة[12].

تعزيز النظام السوري مواقع دفاعية بمصياف (تشرين الثاني 2017 ونيسان 2018)

وعلى الرغم من ذلك، كانت خطط النظام السوري لإعادة التموضع وسد الثغرات وإعادة التكامل لشبكته المتقادمة، تعاني قصورًا كبيرًا، في ظل فقدانه منظومات دفاعية متطورة يمكنها أن تملأ الفراغ الحاصل، إذ تشير صور الأقمار الصناعية الملتقطة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 إلى تجهيز موقع الدفاع الجوي في مطار الثعلة، بصواريخ SA-2/S75 دفينا[13]، وهي صواريخ قديمة سوفيتية يعود أول استخدام لها إلى عام 1957 [14].

تجهيز موقع الدفاع الجوي في مطار الثعلة بصواريخ SA-2/S75 دفينا (العائدة لعام 1957)[15]، تشرين الثاني 2018

لم تكن هذه المنظومات المتقادمة ذات جدوى، وهو ما دفع النظام السوري بعد عام تقريبًا إلى نشر منظومات دفاعية من طراز SA-3 / S-125 Pechora-2M في قاعدة الثعلة الجوية، في تموز/ يوليو 2019 أيضًا، بعد تعرض القاعدة ومنظوماتها لغارات في 20/21  كانون الثاني/ يناير 2019 [16].

نشر منظومات دفاعية من طراز SA-3 / S-125 Pechora-2M فيي مطار الثعلة – تموز 2019

في ظل فقدان النظام السوري للقرار المركزي بالتحكم في المنظومات الدفاعية الحديثة، مثل “إس300” و “إس400″، كانت محاولاته لإعادة تموضع الشبكة الدفاعية وتعزيزها في مواجهة الغارات الإسرائيلية ضمن الأدوات الدفاعية المتقادمة المتاحة غير مجدية من الناحية العملية.

ثانيًا: استمرار تدمير المنظومات الدفاعية السورية يُحرج الروس

بعد سلسلة هجمات قرب المنطقة الحدودية مع الجولان شملت غارات إسرائيلية، وإطلاق مقابل لصواريخ (أرض-أرض) من الأراضي السورية باتجاه إسرائيل، في 9 أيار/ مايو 2018، نفذ الجيش الإسرائيلي ما وصفه بأنه أكبر العمليات في العقد الماضي.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، شملت الغارات حينذاك أكثر من 50 هدفًا، كان من بينها دفاعات جوية سورية قيمة. ومن بين الأهداف المهاجمة، برز استهداف غير مسبوق لمنظمة بانتسير إس 1، على مدرج مطار المزة، إضافة إلى تدمير رادار 5N62V التابع لمنظومة SA-5/S-200.

كان مقطع الفيديو الذي نشرته وسائل إعلام إسرائيلية لاستهداف المنظومة الروسية الحديثة نسبيًا، بصاروخ إسرائيلي موجّه، واضحًا جدًا لدرجة أحرج الروس كثيرًا، ودفع بعض قاداتهم العسكريين إلى الخروج وتبرير عجز منظوماتهم. وبالرغم من التبريرات، أظهرت صور المنظومة المدمرة أن استهدافها تم في وقت كان الرادار الخاص بالعربة في وضع قتالي، وكانت قد أطلقت جميع صواريخها[17].

ثالثًا: تصاعد خسائر الدفاعات الجوية على الصعيد البشري والمادي

بعد سلسلة هجمات شملت إطلاق صاروخين (أرض-أرض) من الأراضي السورية باتجاه جبل الشيخ، شنّت المقاتلات الإسرائيلية، في 21 كانون الثاني/ يناير 2019، غارات انتقامية واسعة كانت الدفاعات الجوية السورية جزءًا مهمًا من ضحاياها.

بداية، أظهرت مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية ضرب منظومة بانتسير إس 1، كانت تحاول إطلاق نيرانها نحو الصواريخ الإسرائيلية. ومن ثم تم تدمير منظومة بانتسير أخرى، لم تكن في وضعية قتالية. ومن بين المواقع الدفاعية الأخرى التي قصفت أثناء الضربات الإسرائيلية موقع S-75 المعزز في قاعدة الثعلة الجوية (المذكور في الفقرة السابقة). كما تم تدمير رادار صيني من طراز JY-27، ومنظومة بانتسير إس 1 داخل مطار دمشق[18].

تدمير مواقع دفاع جوي داخل مطار دمشق الدولي – 22 كانون الثاني 2019

وتزامن هذا المسار المتصاعد من الخسائر المادية في الدفاعات الجوية، مع تصاعد في عدد القتلى والجرحى الذين يعود أغلبهم لمرتبات قوات الدفاع الجوي في الجيش السوري، وهو نهج بدأ يأخذ منحاه الصاعد بشكل تدريجي بدءًا من بداية عام 2019.

حتى ذلك الوقت، كانت الغارات الإسرائيلية التي ضربت منظومات الدفاع السورية وراداراتها انتقامية لحدث ما، أكثر ما يمكن وصفها بغارات مدروسة ومنهجية ضد هذه المنظومات، وعلى ما يبدو، كانت الرسالة الإسرائيلية للنظام السوري هي أن خسائره المادية والبشرية ستتصاعد، ما دام يحتضن الإيرانيين ضمن قواعده العسكرية في سورية.

وعلى هذا المنوال، لم ينتهِ عام 2019 دون أن نشهد تسجيل تدمير رابع منظومة بانتسير إس 1 حول دمشق، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، في غارات إسرائيلية حول العاصمة دمشق[19].

تدمير رابع منظومة بانتسير إس 1 حول دمشق في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019

رابعًا: نحو حرية عمل إسرائيلي مطلقة

في وقت لاحق من الأعوام الثلاثة الماضية، استمر النهج المتصاعد من الخسائر المادية والبشرية التي طالت المواقع الدفاعية للنظام السوري، مع تدمير مزيد من رادارات الإنذار المبكر وعربات البانتسير، وسقوط العديد من قتلى الميليشيات الإيرانية حول هذه المواقع.

وكان من الملاحظ أن قتلى الميليشيات الإيرانية كانوا يوجدون بشكل مكثف حول منظومات الدفاع الجوي السورية، وهو ما أعطى مؤشرًا كافيًا إلى أن أغلب هذه المنظومات أصبحت تحت القيادة الإيرانية بشكل مباشر، خاصة منظومات بانتسير، ومنظومات الإنذار المبكر.

كان استهداف المحطة الرادارية في تل الصحن في السويداء، في 23 حزيران/ يونيو 2020، بصفته استهدافًا غير مسبوق لهذا الموقع منذ عام 2013[20]، مؤشرًا كافيًا على أن هناك نوعًا من الانخراط الإيراني المباشر داخل شبكات النظام الدفاعية والإنذار المبكر، تزامنًا مع الاتفاقيات التي وقعت بين إيران والنظام السوري، في تموز/ يوليو 2020، تحت عنوان تعزيز القدرات الدفاعية[21].

ونتيجة للانخراط الإيراني المباشر، شهد عاما 2020 و2021 العديد من عمليات ضرب الدفاعات الجوية، لا سيما تدمير مصفوفات الإنذار المبكر والحرب الإلكترونية في المنطقة الجنوبية من سورية، ومن أبرز تلك الأمثلة، الرادارات المدمرة الموجودة في تل الصحن وتل خاروف وتل الدور، في المنطقة الجنوبية. وكان تدمير منظومات الإنذار المبكر يهدف بالدرجة الأولى إلى إعماء العدو، وتفكيك قدراته على توقع الغارات الإسرائيلية، التي كانت تؤمن له الوقت الثمين للإخلاء والمناورة.

بشكل عام، شهدت هذه المرحلة الزمنية تطورًا لافتًا في السلوك الإسرائيلي، في استهداف المنظومات الدفاعية السورية، إذا غدت مهمات وعمليات قمع الدفاعات الجوية السورية تُنفّذ بشكل مستقل ومتسق، كضربات تمهيدية لضربات أوسع وأعمق في الداخل السوري.

في الحقيقة، أرادت إسرائيل من وراء ذلك حرية عمل جوية مطلقة في سورية، في ظل شعورها المتنامي بالخطر الإيراني المتعاظم على تلك الجبهة، وتتسق هذه القراءة -بطبيعة الحال- مع ما صدر من تصريحات أفيف كوخافي، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الذي زعم في كانون الثاني/ ديسمبر 2020 أن التشكيل الإيراني في سورية يتباطأ بشكل واضح، نتيجة عمليات الجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنه “ما زال أمامنا طريق طويل لنقطعه لإكمال الأهداف في تلك المنطقة”[22].

حصيلة خسائر الدفاعات الجوية السورية خلال العقد الماضي

شكلت الهجمات الإسرائيلية التي ضربت الدفاعات الجوية السورية منذ العام 2013 قرابة 12% من مجموع الهجمات الكلية التي نفذتها إسرائيل على امتداد الجغرافيا السورية، خلال عقد من الزمن[23]، ومن بين كل 9 غارات كانت تنفذها إسرائيل على الأرض السورية، كانت غارة واحدة منها مخصصة لتدمير الدفاعات الجوية السورية، وهذا ما يجعل الدفاعات الجوية السورية جهة أصيلة في بنك الأهداف التي وضعها الجيش الإسرائيلي، وأحد الأطراف الأساسية في المعركة الجوية التي تجري رحاها في السماء السورية منذ عقد من الزمن.

يوضح الجدول رقم (1) إحصائية بالمنظومات الدفاعية المدمرة (2017 – 2022)

توزع المنظومات الدفاعية المدمرة حسب الأعوام (2017-2022)

العام الميلادي عدد المنظومات الدفاعية المدمرة خلال العام الواحد النسبة المئوية
2017 1 2.5%
2018 6 16%
2019 7 18.5%
2020 9 23.5%
2021 6 16%
الأشهر التسعة الماضية من عام 2022 9 23.5%
العدد الكلي 38 100%

توزع المنظومات الدفاعية المدمرة خلال العقد الماضي حسب المناطق

كانت النسبة الأكبر من الدفاعات الجوية المدمرة، خلال العقد الماضي، تعود لمواقع في منطقة دمشق وما حولها بشكل أساسي، بنسبة 53% من مجمل الدفاعات المدمرة خلال العقد الماضي، وتلتها مواقع في المنطقة الوسطى، بنسبة 28%، ومواقع في المنطقة الجنوبية من سورية، بنسبة 16%، وفي المنطقة الساحلية بنسبة أقل 3%.

المنطقة الجغرافية من سورية عدد الدفاعات الجوية المدمرة خلال العقد الماضي النسبة المئوية
دمشق وما حولها 20 53%
المنطقة الوسطى 11 29%
الجنوب السوري 6 16%
المنطقة الساحلية 1 3%
العدد الكلي 38 100%

توزع الدفاعات الجوية المدمرة خلال العقد الماضي حسب نوع وطراز المنظومة

تصدرت منظومات بانتسير الروسية، التي تتركز مهامها الأساسية على ملاحقة الأهداف الجوية متوسطة المدى، كصواريخ كروز والمسيرات، قائمة الدفاعات الجوية المدمرة خلال العقد الماضي (بمجموع 11 منظومة مدمرة)، وهو ما يعادل نسبة 34% من مجموع المنظومات السورية المدمرة بالغارات الإسرائيلية خلال العقد الماضي. في حين احتلت المنظومات الروسية بعيدة المدى من طراز S200/SA-5 المرتبة الثانية في قائمة الدفاعات الجوية المدمرة، بنسبة 22% من مجموع المعدات الدفاعية المدمرة.

نوع المنظومة عدد المنظومات المستهدفة خلال العقد الماضي   النسبة المئوية
بانتسير S-1 / SA-22 11 34%
منظومة S200/SA-5 7 22%
منظومة SA -2/S-75 دفينا 4 12.5%
منظومات متقادمة تعمل على علو قصير ومتوسط المدى (منظومة أوسا OSA (SA-8)، كرادرات SA-6، منظومة Buk SA-17، نيفا/بيتشورا S-125) 6 19%
رادارات الإنذار المبكر 4 12.5%

الخاتمة:

لم يكن ضرب بطاريات الدفاع الجوي السورية ومنظوماتها استراتيجية متعمدة من قبل إسرائيل بداية، بل اتخذت هذه الظاهرة نهجًا انتقاميًا ضدّ كل منظومة دفاعية جوية محددة كانت تشكل خطرًا، ولو نظريًا، على المقاتلات الإسرائيلية أثناء كل غارة منفذة منذ عقد الزمن حتى اليوم. وأثبتت الأمثلة الكثيرة أن هذا السلوك الانتقامي كان ينفذ بصورة مكثفة، ضد كل منظومة دفاعية كانت تضيع صواريخها التائهة أثناء التصدي للغارات الإسرائيلية لتسقط ضمن الأراضي الإسرائيلية.

لكن هذه الاستراتيجية شهدت تطورًا لافتًا في الأعوام الثلاثة الماضية، وبعد أن كان تدمير المنظومات الدفاعية لا يبنى على استراتيجية محددة متعمدة أو مدروسة بالضرورة، أصبحت هذه الدفاعات جزءًا أصيلًا من الأهداف العسكرية المشروعة للمقاتلات الإسرائيلية، تُنفذ من أجلها مهمات جوية مستقلة ومتسقة.

بشكل عام، يمكن تصنيف السلوك الإسرائيلي في استهداف منظومات الدفاع الجوي السورية ضمن مسارين، الأول: عقابي تأديبي لكل منظومة يتم تفعيلها أثناء الغارات الإسرائيلية، وتشكل صواريخها الجوية خطرًا محتملًا، والثاني: قمع وإخماد الدفاعات والرادارات الجوية التي يمكن أن تعوق المقاتلات الإسرائيلية التي تتأهب لتنفيذ غارات واسعة في العمق السوري في المراحل المتقدمة. أي إن المسارات الإسرائيلية ونهجها في استهداف منظومات الدفاع الجوي الخاصة بالنظام السوري كان يهدف للحفاظ على حرية العمل الإسرائيلي مستقبلًا بالدرجة الأولى.

ملحق

جدول بالمنظومات الدفاعية المدمرة (2017 – 2022)

الرقم نوع المنظومة المدمرة العام الذي تم فيه الاستهداف المنطقة التي استهدفت فيها المنظومة الرابط
1  SA-5 / S-200 2017 لواء رمضان حول دمشق https://bit.ly/3Got0xm
2 SA-5 / S-200 – Buk SA-17 – SA -2/S-75 دفينا 2018 حول دمشق https://bit.ly/3DLQhry
3 رادار 5N62V الخاص ب SA-5 / S-200 2018 حول دمشق https://bit.ly/3X3MCNb
4 رادار في موقع الدفاع الجوي SA-5 / S-200 2018 حول دمشق https://bit.ly/3EDP8lR
5 بانتسير S-1 / SA-22 2018 مدرج مطار المزة (حول دمشق) https://bit.ly/3UKvE4O
6 عقدة قيادة SA -2/S-75 دفينا وقاذفات S-125 نيفا/بيتشورا 2019 مطار الثعلة العسكري في الجنوب السوري https://bit.ly/3TLwBZ8
7 بانتسير S-1 / SA-22 2019 حول دمشق https://bit.ly/3geF3Cw
8 رادار صيني من طراز JY-27، منظومة بانتسير S-1 / SA-22 2019 داخل مطار دمشق (حول دمشق) https://bit.ly/3X7HI1E
9 منظومة بانتسير S-1 / SA-22 2019 حول دمشق https://bit.ly/3AnoiMB
10 بطارية دفاع جوي SA -2/S-75 دفينا 2019 الجنوب السوري https://bit.ly/3EEj8Ow
11 منظومة بانتسير S-1 / SA-22 2020 الجنوب السوري https://bit.ly/3EC8rw4
12 منظومتي بانتسير S-1 / SA-22 ونظام الملاحة في مطار الشعيرات 2020 المنطقة الوسطى https://bit.ly/3THPdJO
13 رادار تل الصحن 2020 الجنوب السوري https://bit.ly/3TOWIhP
14 معززات SA-5 / S-200 2020 اللواء 47 (المنطقة الوسطى) https://bit.ly/3GoqA1v
15 منظومة بانتسير S-1 / SA-22 2020 حول دمشق https://bit.ly/3TOBP6y
16 رادار SNR-125 تابع لبطارية S-125 نيفا/بيتشورا 2020 الهجانة (حول دمشق) https://bit.ly/3GkE3rn
17 موقع الدفاع الجوي SA-6/ كوادرات 2020 جنوب الزبداني (حول دمشق) https://bit.ly/3EGSmoZ
18 موقع للدفاع الجوي 2021 حول دمشق https://bit.ly/3tFMMwJ
19 تل الرادار غرب الدور 2021 شمال غرب السويداء (الجنوب السوري) https://bit.ly/3XcUCLV
20 OSA (SA-8) موقع كتيبة دفاع جوي 2021 حول دمشق https://bit.ly/3g8jrYJ
21 موقع Fan Song-E Radar الذي ينتمي إلى بطارية SA -2/S-75 دفينا 2021 مطار التيفور (المنطقة الوسطى) https://bit.ly/3AnROSg
22 منظومات دفاع جوي 2021 حول دمشق https://bit.ly/3hTOIza
23 SA-5 / S-200 موقع دفاع جوي 2021 جنوب حمص (المنطقة الوسطى) https://bit.ly/3AncREu
24 موقع دفاع جوي 2022 السويدا أحد قرى مصياف (المنطقة الوسطى) https://bit.ly/3gdqnUl
25 منظومة بانتسير S-1 / SA-22 2022 السويدا أحد قرى مصياف (المنطقة الوسطى) https://bit.ly/3Ob84vD
26 منظومة بانتسير S-1 / SA-22 2022 السويدا أحد قرى مصياف (المنطقة الوسطى) https://bit.ly/3UNxq5a
27 رادار غرب الكسوة 2022 غرب الكسوة (حول دمشق) https://bit.ly/3OdT6Vy
28 منظومة بانتسير S-1 / SA-22 2022 مصياف (المنطقة الوسطى) https://bit.ly/3tE4bWq
29 OSA (SA-8) 2022 مصياف (المنطقة الوسطى) https://bit.ly/3V1zNkD
30 موقع الدفاع الجوي جنوب قطيفة 2022 القطيفة (حول دمشق) https://bit.ly/3AoQY7T
31 موقع SA-5 / S-200 2022 الضمير (حول دمشق) https://bit.ly/3Ef4ZGm
32 موقع للدفاع الجوي 2022 جنوب طرطوس (المنطقة الساحلية) https://bit.ly/3OlQIMz

[1]– الردع باليقين: ما الذي يكشفه إسقاط الدفاع الجوي السوري لمقاتلة إسرائيلية؟ – المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة – https://bit.ly/3Sbtwld

[2]– ما هو الدفاع الجوي السوري؟ – الجزيرة نت – https://bit.ly/3R4Zv5f

[3]– مقابلة شخصية أجراها الباحث مع ضابط مختص في مجال الدفاع الجوي.

[4]– إسرائيل تطارد إيران بين المنشآت المدنية وقواعد روسيا في سوريا – تلفزيون سوريا – https://bit.ly/3Sb6J95

[5] قمع الدفاعات الجوية، تعبير عسكري يقصد منه تحييد أو إخماد الدفاعات الجوية، هي عملية تسبق أو تسير بشكل متزامن مع تنفيذ الضربات الجوية.

[6] جنرال إسرائيلي: الهجمات على سورية بدأت في العام 2013، موقع العربي الجديد، 12 أيلول/ سبتمبر 2022،

https://2u.pw/Ba6ndI

[7]– يمكن الاطلاع على صور الأقمار الصناعية – http://bit.ly/3gr5l4T

[8]– النظام يسحب منظومتي دفاع جوي من مطار “كويرس” بريف حلب – موقع بلدي – https://bit.ly/3UC4wFm

[9]– الجيش الإسرائيلي والمتمردون السوريون يحددون الأهداف المُستهدفة في الغارات الإسرائيلية – تايمز أوف إسرائيل عربية – https://bit.ly/3dKacwp

[10] استثمار الأسلحة، تعبير عسكري يقصد منه الاستخدام الناجع والأمثل للسلاح والمعدات العسكرية.

[11]– الجيش الإسرائيلي والمتمردون السوريون يحددون الأهداف المُستهدفة في الغارات الإسرائيلية، المرجع السابق.

[12]– يمكن رؤية صور الأقمار الصناعية من خلال الرابط – http://bit.ly/3Ep1qxi

[13]– يمكن رؤية صور الأقمار الصناعية من خلال الرابط – http://bit.ly/3TXmMHL

[14] – للمزيد حول صواريخ أس-75 دفينا، انظر: ويكيبيديا – https://bit.ly/3GjQYK5

[15]– المرجع السابق

[16]– يمكن رؤية صور الأقمار الصناعية من خلال الرابط – http://bit.ly/3GDFtxa

[17]– خبراء روس يبررون عجز منظومة “بانتسير” أمام صاروخ إسرائيلي (فيديو) – عنب بلادي – https://www.enabbaladi.net/archives/227825

[18]– يمكن رؤية صور الأقمار الصناعية من خلال الرابط – http://bit.ly/3VkCm1b

[19]– يمكن رؤية صور الأقمار الصناعية من خلال الرابط – http://bit.ly/3OwNTZc

[20]– زمان الوصل تكشف سبب استهداف “إسرائيل” مركز رادار “تل الصحن” في السويداء – زمان الوصل – http://bit.ly/3Ep1MnC

[21]– مضادات جوية إيرانية في دمشق – مركز حرمون للدراسات المعاصرة – https://bit.ly/3f7Uagg

[22]– ضربات إسرائيلية تدك مواقع ميليشيات إيران في سوريا – العربية نت – https://bit.ly/3BACzoO

[23] – كشفت دراسة سابقة لمركز حرمون للدراسات المعاصرة عن أكثر من 300 هدف عسكري طالته الغارات الإسرائيلية على الأرض السورية منذ عام 2013، للاطلاع ينظر: تقرير عن الهجمات الإسرائيلية على سورية عام 2022 – مركز حرمون للدراسات المعاصرة – https://bit.ly/3Xg4gNU

المصدر: مركز حرمون للدراسات المعاصرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى