أمونة وآلاء وقصص مؤلمة لأطفال قضوا بقصف مخيمات إدلب

وائل عصام

يحتضن متطوع “الدفاع المدني” حسين باكير جثمان رضيعه “عزام” الذي فارق الحياة بعد القصف الذي تعرضت له مخيمات في إدلب الأحد. يتفحص معالم وجه رضيعه قبل دفنه، والدموع تنهمر من عينيه، مستذكراً كما يبدو كل صور الضحايا التي عاينها أثناء عمله في فريق “الدفاع المدني”.

ورغم ألم الحادثة، إلا أن والد عزام يبقى في وضع أفضل من والدته، وهي التي لم تتمكن من وداع رضيعها بسبب وجودها في أحد المستشفيات حيث تتلقى العلاج من الإصابة. وكانت حصيلة الهجمات بالأسلحة العنقودية المحرمة دولياً، التي شنتها قوات النظام وروسيا الأحد على مخيمات بمحيط إدلب قد ارتفعت إلى عشرة قتلى و75 جريحاً غالبيتهم من الأطفال والنساء. وأكدت منظمة الدفاع المدني أن من بين القتلى 3 أطفال وامرأة، لافتة إلى أن أطفالاً آخرين يتلقون العلاج في المراكز الصحية.

وأشارت إلى أن أحد المتطوعين في فريق المنظمة، فقد ابنه في القصف، موضحة أن الرضيع عزام باكير هو ابن المتطوع حسين باكير. ونعت “الدفاع المدني” الرضيع قائلة: “تنهمر الدموع في لحظات هي الأقسى في حياة السوريين، مشهد يلفه الحزن في وداع متطوعنا حسين باكير لطفله عزام الذي لم تستطع والدته وداعه وهي طريحة جراحها في المشفى، بعد قصف قوات النظام وروسيا لمخيم في غربي إدلب”.

ونشرت المنظمة مقطعاً مصوراً للمتطوع وهو يحتضن جثمان رضيعه باكياً، وقالت: “تسيل الدماء على الدماء، في سردية الموت التي تلاحق السوريين منذ 11 عاماً”. وكتب الصحافي قتيبة ياسين، معلقاً على الحادثة، “متطوع بالدفاع المدني اعتاد أن يخرج للمشاركة في مهام لإنقاذ الآخرين، لم يعرف أن خيمته التي ترك فيها صغيره ستتعرض لقصف الأسد، لم يعرف أنه اليوم سيشارك في دفن فلذة كبده”.

قصة مؤلمة أخرى، ضحيتها الطفلة “أمونة” الوحيدة لوالديها، التي قتلت بعد إصابتها ووالديها نتيجة الشظايا التي أصابت الخيمة في مخيم مرام. “أمونة هي وحيدة عائلتها وهي حلمهم الوحيد، وربما نزحوا لتأمين حياتها”، هكذا نعى الصحافي جميل الحسن الطفلة أثناء تغطيته للمجزرة، مضيفاً أن والدي الطفلة يتلقون العلاج في المشفى بسبب إصابتهم. ووفق شهادات من مخيم مرام لـ”القدس العربي” فإن الطفلة أمونة (5 سنوات) كانت تتحضر للدوام في رياض الأطفال.

وبجوار خيمة أمونة، قتلت الطفلة آلاء التي كانت تنتظر عائلتها التي تعمل في جني الزيتون، وبث ناشطون صوراً من خيمة آلاء، تظهر اختلاط دمها بأطباق الطعام. ويقول الصحافي أحمد عبد الرحمن المقيم في إدلب، إن هناك ما تبدو حالة من الإصرار على الانتقام من النازحين، رغم أنهم تركوا كل شيء خلفهم. ويضيف لـ”القدس العربي”، أن “النظام يلاحق الميت حتى على الكفن”، موضحاً أن “النازحين يعيشون أوضاعاً في غاية الصعوبة جراء الفقر، ومع ذلك فإن الموت يلاحقهم”.

سياسياً، أدان الائتلاف الوطني السوري التصعيد “الإرهابي” الخطير الذي يمارسه النظام وارتكاب مجزرة مروعة بحق مدنيين نازحين عبر قصف مخيمات عدة غرب مدينة إدلب. وفي بيان وصل لـ”القدس العربي” أضاف الائتلاف أن هذه الجريمة الوحشية ترقى لجريمة حرب، مطالباً بانعقاد عاجل لمجلس الأمن واتخاذ إجراءات عقابية ضد مرتكبي هذه المجازر المستمرة بحق الشعب السوري ومحاسبة هؤلاء المجرمين.

كما انتقد الائتلاف “صمت المجتمع الدولي عن المجازر، معتبراً أن “الصمت مهد الطريق لهذه المنظومة بارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق الأبرياء المدنيين في المناطق المحررة من سوريا، بشكل دوري دون رادع حازم يضمن حياة وسلامة السوريين”.

المصدر:  «القدس العربي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى