كشفت المخابرات التركية عن مقتل قيادي عراقي في «وحدات حماية الشعب الكردية»، أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في عملية نفذتها في بلدة عين عيسى شمال شرقي سوريا.
وبحسب ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مصادر أمنية، الأحد، تمكنت المخابرات التركية من تحييد (قتل) قيس برهو سوليف، مسؤول الوحدات الكردية في منطقة عين عيسى.
وذكرت المصادر أن سوليف يحمل الجنسية العراقية، وكان يحمل اسماً حركياً هو «أزاد»، وأنه انخرط في صفوف حزب العمال الكردستاني – الذي تصنفه أنقرة تنظيماً إرهابياً، وتعتبر «وحدات حماية الشعب الكردية» امتداداً له في سوريا – عام 2013، في منطقة سنجار العراقية، ثم انتقل إلى منطقة تل تمر في سوريا.
وأضافت المصادر أن سوليف كان مسؤول الأسلحة الثقيلة في محافظة الحسكة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وشارك في «عمليات إرهابية» ضد الجيش التركي أثناء عملية «نبع السلام» التي نفذتها تركيا في شمال شرقي سوريا عام 2019.
وصعدت تركيا، بالتوازي مع تهديداتها بشن عملية عسكرية ضد «قسد» في منبج وتل رفعت مايو (أيار) الماضي، من استهدافاتها قيادات الوحدات الكردية عبر الطيران المسير، ونفذت عديداً من العمليات النوعية التي استهدفت القيادات والعناصر البارزة على وجه الخصوص.
كذلك، توسع نطاق الاستهدافات، التي أصبحت تنفذ بشكل شبه يومي عقب القمة الثلاثية للدول الضامنة لمسار أستانة (روسيا وتركيا وإيران) في طهران في يوليو (تموز) الماضي.
وبحسب إحصاء للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغ عدد الاستهدافات الجوية التي نفذتها طائرات تركية مسيرة على مناطق نفوذ «قسد» في شمال وشمال شرقي سوريا، خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، 39 استهدافاً، تسببت بسقوط 29 قتيلاً، منهم 27 من مسلحي «قسد»، بينهم 10 نساء، إضافة إلى طفلين، وإصابة أكثر من 76 شخصاً بجروح متفاوتة. كما أودت الضربات التركية بحياة مدنيين.
ووثقت منظمة «سوريون من أجل الحقيقة والعدالة» مقتل 34 شخصاً، منهم 13 مدنياً، وإصابة 18 من المدنيين حتى يوليو الماضي.
ويرى خبراء عسكريون، أن الطائرات المسيرة أصبحت سلاحاً مهماً في يد القوات التركية في ظل سيطرة روسيا على المجال الجوي في شمال سوريا، وأن ذلك خدم أهدافها الرامية إلى إضعاف قوة «قسد» في ظل الدعم الأميركي والغربي الكبير المقدم للوحدات الكردية، كحليف في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، حيث وجدت تركيا في ذلك وسيلة لتحقيق أهدافها بأقل التكاليف البشرية والعسكرية، إضافة إلى إضعاف قدرات «قسد» وتهديداتها للحدود التركية في ظل رفض روسيا وإيران والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أي تحرك عسكري جديد لتركيا في شمال سوريا من شأنه إضعاف جهود مكافحة «داعش» وهز استقرار المنطقة.
ولم يستبعد الخبراء أن تكون تركيا قد حصلت خلال قمة طهران في يوليو الماضي، على ضوء من روسيا وإيران بالتغاضي عن استهدافاتها لقيادات «قسد»، وربما على تعاون فيما يتعلق بتبادل المعلومات، مقابل التخلي عن القيام بالعملية العسكرية التي يعارضها البلدان. وذهب الخبراء إلى أن الحكومة التركية تستثمر هذه العمليات النوعية ضد قيادات «قسد» داخلياً، في ظل الاستعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في يونيو (حزيران) العام المقبل؛ لإبقاء ملف مكافحة الإرهاب حياً؛ لإدراكها صعوبة القيام بالعملية العسكرية التي أعلن عنها إردوغان، مايو الماضي، بسبب المعارضة الواسعة لها من مختلف الأطراف الفاعلة في الملف السوري.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان الأحد، مقتل اثنين من عناصر الوحدات الكردية في منطقة عملية «نبع السلام»، شمال شرقي سوريا، مشيرة إلى أن القوات التركية تواصل عملياتها ضد «الإرهابيين» في المنطقة.
المصدر: الشرق الأوسط