غضب من منع النظام السوري دخول وفد ديني درزي قادم من لبنان

ليث أبي نادر

أثار قرار النظام السوري بمنع دخول وفد ديني للطائفة الدرزية في لبنان، يوم الإثنين الماضي، ردود فعل غاضبة من أبناء الطائفة في كلا البلدين، حيث هددت “حركة رجال الكرامة” بالتصعيد، فيما ينتظر دروز لبنان رد السلطة اللبنانية كي يبنوا مواقفهم على أساسه.

وكان وفد من دروز لبنان، يترأسه الشيخ عادل النمر، المتحدر من بلدة العبادية في الشوف، قد أُوقف لمدة تزيد عن ساعتين في منطقة المصنع عند نقطة التفتيش السورية، أثناء قدومه في زيارة دينية خاصة إلى مدينة جرمانا. وتم منعه بسبب عدم حصوله على بطاقة “رجل دين” التي يصدرها شيخ عقل الدروز المعين من قبل طلال أرسلان الموالي للنظام السوري، ووجود “ملفات أمنية” بحقه وبحق أحد أعضاء الوفد المرافق، ما اضطره للعودة إلى الأراضي اللبنانية.

وعمت على أثر ذلك موجة استنكار لدى أبناء الطائفة في البلدين، وأصدرت “رجال الكرامة”، أكبر فصائل محافظة السويداء، جنوبي سورية، بياناً شديد اللهجة طالبت فيه بـ”وضع حد لهذا المستوى المنحط من التعامل والتمييز بين أبناء الطائفة، وتحييد رجال الدين في البلدين عن التسييس والتقييمات الأمنية، موال أو معارض”.

واعتبرت الحركة هذا التصرف “انتهاكا لكل الأعراف والتقاليد في كل الأديان، لأن الشيخ النمر يُعتبر هوية وطنية أرقى وأسمى من كل أوراق العبور التي يصدرها البعض”، مشيرة في ذلك إلى موافقات دينية تصدر من قبل بعض القيادات الدرزية اللبنانية المتحالفة مع النظام السوري (طلال أرسلان، ووئام وهاب).

وحثت الحركة أيضاً جميع المرجعيات والزعامات التقليدية في الطائفة على وضع حد لهذا المستوى المنحط في صيغة التعامل، واعتبرت الحركة أن هذا التصرف يمثل انتهاكاً للحق في الممارسات الدينية لكل الأديان وطعنة في جسد الوحدة الوطنية.

وأشارت “رجال الكرامة” إلى ما وصلت إليه الحدود السورية اللبنانية التي باتت “ممراً آمناً للعصابات الإرهابية والإجرامية ولتجار المواد المخدرة والمطلوبين دولياً وللمتطرفين دينياً بتسهيل من تلك السلطات نفسها التي منعت الوفد الديني الدرزي القادم إلى سورية، ما ولّد غلياناً في الشارع”.

وذكر بيان الحركة قصة “فريضة الشاشية” التي طبّقها الأمير بشير الشهابي على مشايخ الطائفة وقتها، والتي أعقبتها ثورة عامة، في إشارة مبطنة إلى التصعيد.

في لبنان، قام شيخ عقل الطائفة الدرزية المنتخب سامي أبي المنى، مع وفد من الطائفة، بزيارة تضامن إلى منزل الشيخ النمر، وبعد الاطلاع على التفاصيل، أصدر بياناً اطلع عليه “العربي الجديد”، شجب فيه هذا التصرف غير اللائق بحق رجال الدين، واعتبر أن طلب السلطات السورية بطاقة “رجل دين” موقعة من أحد أتباع السلطة السورية إهانة ومحاولة ابتزاز لرجال الدين، وإن محاولة تركيب ملفات أمنية لبعض رجال الدين من قبل الأمن السياسي السوري هي تجاوز لكل أصول التعامل بين الدولتين، وتعدٍّ سافر على كرامة المشايخ الأجلاء.

من جهتها، شجبت القيادة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز في سورية منع النمر ورفاقه من دخول سورية، وطالبت بإلغاء بطاقة “رجل دين” التي أوجدت لفئة معينة من أجل خلق الفتنة والتفرقة.

يذكر أن السلطات السورية خصّت منذ سنوات رجال الدين الدروز ببطاقة عبور تختلف عن القوانين المتبعة بين البلدين، وميزت فيها اتباعها من الجهتين، حيث تصدر في لبنان من قبل شيخ العقل نصر الدين الغريب، الذي يعترف به النظام السوري، على الرغم من وجود شيخ عقل آخر منتخب، ومن سورية كانت تصدر من قبل شيخ العقل الثالث يوسف جربوع.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى