البقاع/ الخيارة/ “المدارنت”..
أكثر من ثلاثة عقود، هي الفترة الفاصلة بين إنطلاقة “مخيم الشباب القومي العربي” الأول، كأول تجربة عملانية رائدة على طريق الوحدة العربية، في 23 تموز 1990، من “مركز عمر المختار التربوي” في منطقة البقاع الغربي اللبنانية، برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية في حينه إبن مدينة زحلة البقاعية الراحل الياس الهراوي، الذي استضاف المشاركين في أعمال المخيم الى مائدة غداء أقامها على شرفهم في وادي العرايش/ زحلة، و”مخيم الشاب القومي العربي” الـ”29″، الذي تابع نشاطاته لهذه الدورة، في ضيافة “الجامعة اللبنانية الدولية/ LIU” في البقاع أيضًا.
وقد شهدت هذه الفترة، الكثير من الأحداث التي طالت أمتنا العربية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
# اجتياح قوات الجيش العراقي في عهد الرئيس (الراحل) صدام حسين دولة الكويت في 2 آب/ اغسطس 1990، حيث أعلن العراق انتهاء حملته العسكرية على الكويت، واعتبارها محافظة عراقية، وذلك بعد يومين من العملية العسكرية الخاطفة، والتي تزامنت مع إنعقاد “مخيم الشباب القومي العربي الاول”، الذي بدأت أعماله في 23 تموز 1990، وبعدها أخرجت قوات أميركية/ أوروبية/ سورية/ ومصرية وغيرها، القوات العراقية بالقوة من الكويت، في 26 فبراير/ شباط 1991، أيّ بعد سبعة شهور من احتلال الكويت،
# وشهدت “القضية الفلسطينية” توقيع “اتفاقية أوسلو”، في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، وهي أول اتفاقية رسمية مباشرة بين كيان العدو الصهيوني ممثلًا بوزير خارجيتها آنذاك شمعون بيريز، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة برئيس لجنتها التنفيذية قائد الثورة الفلسطينة الراحل ياسر عرفات (أبو عمار). كما شهدت فلسطين سلسلة إنتفاضات في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي بدأت في العام 1987 مع إنتفاضة الحجارة الأولى، وتواصلت لغاية تاريخه. كما شهدت فلسطين، سيطرة حركة “حماس” بدعم “عسكري-لوجستي” ومالي إيراني على قطاع غزة، في حزيران/ يونيو 2007.
# وفي تلك الفترة، غزت القوات الاميركية (بقيادة الرئيس الاميركي جورج بوش الإبن) والقوات البريطانية وبعض القوات الأوروبية العراق في ليل 19 و20 آذار/ مارس 2003، واستمرت عملية الغزو لنحو شهر تقريبا، انتهت باحتلال العراق، وتسليمه لاحقًا لقوى سياسية عراقية معرضة لنظام صدام حسين، وموالية لإيران. وما تزال هذه القوى تخوض المعارك السياسية والعسكرية مع بعضها البعض حتى اللحظة، من أجل السيطرة على الحكم في البلاد.
# كما تواصل الإحتلال الصهيوني لجزء كبير من الاراضي اللبنانية، الذي بدأ في 5 حزيران 1982، على الرغم من وجود “القوات العسكرية” التابعة لنظام آل الأسد، والذي كان يحكم لبنان، منذ دخول قواته العسكرثة والأمنية الى الأراضي اللبنانية في العام 1975، كـ”قوات ردع عربية”، تحت عنوان “حماية الثورة الفلسطينية”، قبل الضغط من اجل إخراج قوات “الثورة الفلسطينية” وقيادتها التاريخية ممثلة بأبي عمار من لبنان، رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني/ فتح”، ورئيس “منظمة التحرير الفلسطينية” الممثل الشرعي الوحيد للثورة الفلسطينية والفلسطينيين في الداخل الفلسطيني المحتل وفي الشتات، وشتّتها في عدة دول عربية، منها تونس واليمن.
# وشهدت هذه الفترة لاحقًا، سلسلة “ثورات وانتفاضات عربية، بعضها إنتهى بخلع عدد من رؤساء الأنظمة العربية، مثل زين العابدين بن علي في تونس، الذي فرّ الى خارج البلاد مع تفاقم الاوضاع في البلاد.
# كما شهدت ليبيا، مقتل زعيمها “الأبدي” ملك الملوك، كما كان الرئيس الليبي معمر القذافي يعتبر نفسه، على أيادي معارضيه في 20 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2011، في مدينة سرت، حيث كان مختبئًا، منذ إندلاع الثورة الشعبية ضدّ نظامه الذي حكم ليبيا بالحديد والنار حوالي 40 سنة.
# وشهد اليمن، مقتل رئيسه علي عبد الله صالح، على أيادي عناصر من ميليشيا حليفه “الحوثي” التابع لإيران في 4/ 12/ 2017، وهو في طريقه إلى مسقط رأسه في سنحان جنوب العاصمة اليمنية صنعاء.
# كما شهدت نفس الفترة، تنحي الرئيس المصري حسني مبارك، عن سدة الرئاسة في 11 شباط/ فبراير 2011، قبل إعتقاله وسجنه، في 12-5-2014.
# وشهدت الفترة عينها، “ثورة” الغالبية العظمى من الشعب السوري ضدّ نظام آل الأسد، والتي ما تزال متواصلة حتى اللحظة، على الرغم من الدعم العسكري الخارجي الكبير الذي ما يزال يتلقاه النظام، من النظامين الروسي والإيراني، وبعض الميلشيات العسكرية التابعة لهما.
# كما شهدت تلك المرحلة، “إنتفاضة” شعبية في مملكة البحرين، في كانون الأول/ ديسمبر 1994، بدعم إيراني مباشر ضدّ نظام الحكم، انتهت بدخول “قوات درع الجزيرة” بقيادة المملكة العربية السعودية الى اراضي المملكة، وأعادت الأمور الى نصابها في البلاد.
# كما شهد لبنان، إنتفاضة شعبية في 17 تشرين الأول في العام 2019، في ظل “الحكم العوني” برئاسة ميشال عون، إنتهت في المهد، بعد تآمر غالبية الأحزاب اللبنانية عليها، ووقوفها الى جانب النظام، وحمايته، وبخاصة من القوى الحزبية التي تشارك في السلطة منذ العام 1990.
# وشهد السودان، سلسلة من الاحتجاجات الشعبية منذ 19 ديسمبر/كانون الأول من عام 2018، في بعض المدن السودانيّة، بسببِ ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وتدهور حال البلد على كلّ المستويات، وفي 11 نيسان/ أبريل 2019، حيث أعلن الجيش السوداني خلع الرئيس عمر البشير (من الاخوان المسلمين) عن السلطة، وبدأ مخاض التغيير العسير، على الرغم من الاتفاق “الشكلي” بين العسكر والقوى السياسية المدنية على مرحلة انتقالية لمدة عامين، يليها إجراء إنتخابات عامة في البلاد، وهذا ما لم يحصل حتى اللحظة، الأمر الذي يَشي برغبة العسكر في الاحتفاظ بالسلطة، من دون مشاركة القوى السياسية في المجتمع المدني السوداني.
واللافت في ما خصّ المخيم، غياب غالبية هذه الأحداث التي عصفت بالأمة العربية، وغالبية أقطارها، عن برنامجه اليومين. وهذا ما انتقده بعض المشاركين والمشاركات، الذين أكدوا في أحاديث جانبية مع “المدارنت”، “إنتقادهم للقيّمين على المخيم، لأنهم أظهروا حرصًا بالغًا على تسهيل مشاركة عناصر من حزب الله الموالي لإيران في المخيم، وإتاحة الفرصة له لتسويق أفكاره المعادية للعرب”. كما أعرب مشاركون ومشاركات عن “سخطهم وغضبهم من القيّمين على المخيم، لأنهم تلقوا وعودًا تتكلم عن نشاطات معينة، ثقافية عربية، لكنهم فوجئوا بوجود تمثيل حزبي صرف داخل المخيم، مثل حزب الله على سبيل المثال، وأطراف فلسطينية موالية لحركتيّ الجهاد الإسالامي وحماس، ونظام آل الأسد في سوريا، وغيرهم من القوى السياسية، بالإضافة الى “حزب الاتحاد” اللبناني، الذي يستضيف المخيم في إحدى مؤسساته التربوية، الأمر الذي أفقد المخيّم إستقلاليته وإنحيازه الى الشباب العربي، بعد تكريس دوره المُحابي لأنظمة وأحزاب عربية موالية لإيران”.
كما انتقد بعض المشاركين، “غياب الزيارات الى أماكن أثرية وتاريخية في لبنان، وإقتصار الزيارات على أماكن تروّج لحزب الله، مثل “معلم مليتا”، ذات المعالم الإيرانية، ومشاركة ممثل لحزب الله (مسؤول العلاقات العربية والعالمية في الحزب عمار الموسوي) في حفل افتتاح المخيم”، متسائلين: “ما هي علاقة العرب بإيران والفرس؟! وهل تسمح إيران بعقد مخيم شبابي على أراضيها، تشارك فيه قوى سياسية عربية في موقع الخصومة مع النظام الفارسي؟!”.
هذه التساؤلات، وغيرها، كان من المفترض طرحها على مسؤول المخيم، إضافة الى بعض الاقتراحات، لكن مواعيد نشاطات المخيم، قطعت الحوار معه، ولم يتسنَ للموقع متابعة الحوار معه بشأن المخيم، لذلك غابت الأجوبة عن أسئلة كثيرة، تمنى علينا مشاركون ومشاركات طرحها على القيّمين على المخيم. لذلك يكتفي “المدارنت”.. بالمقابلات التي حصلت مع عدد من المشاركين.
إسماعيل: إمكانيات المخيم القليلة حالت
دون مشاركة أعداد أكثر من الوطن العربي
وفي هذا السياق، التقى موقع “المدارنت”، المسؤول عن إدارة “مخيم الشباب القومي العربي” الـ”29″ محمد اسماعيل/ مصر، الذي بدأت مشاركته في اعمال المخيم السابع، الذي أقيم في منطقة حلوان في مصر، والذ اشار الى أن “عدد المشاركين هو 150 مشترك، يمثلون 12 دولة عربية، منهم 55 فتاة، في حين رفضت عدة الدول المشاركة في أعمال المخيم، بسبب ارتفاع كلفة أثمان تذاكر السفر الى لنان، ومنها موريتانيا والسودان، وأن غالبية المشاركين يمثلون أحزاب وحهات سياسية، إضافة الى بعض المستقلين”.
وأوضح اسماعيل، أن “الهدف من إقامة المخيم منذ نشأته، هو التأكيد على فكرة وحقيقة الوحدة العربية، وأنها ليست مجرد فكرة خيالية، وإتاحة الفرصة أمام تفاعل الشباب العربي وتبادل الافكار التي تجمعهم، وتكريس روحية التآخي بينهم”، مشيرا الى أننا “نعتبر المخيم صورة مُصغّرة عن الوطن العربي، بكل سلبياته وإيجابياته، ونحاول تخفيف الاختلافات في الرؤى بين المشاركين، وكما هو موجود اختلاف الرأي بين اللبناني المقيم في طرابلس واللبناني البقاعي، نجد هذا الاختلاف بين المشارك من المغرب العربي، وبين أخيه في المشرق العربي، على سبيل المثال”.
اسماعيل: “مخيم الشباب القومي العربي”
يسلّط الضوء على القضايا العربية المشتركة
وشدد على أن “أسعار بطاقات السفر الغالية، حالت دون مشاركة عدد أكبر في أعمال المخيم. بخاصة وأن إمكانيات المخيم المالية متواضعة، وهي تأتي من خلال تبرعات بعض أعضاء المؤتمر القومي العربي، ولا ننسى تقديمات المضيف “حزب الاتحاد” في لبنان، الذي أمّن الإقامة والطعام، والنقل من المطار الى مقر المخيم، والرحلات الداخلية في لبنان، إضافة الى قاعات الجامعة اللبنانية الدولية لعقد المحاضرات”، لافتا الى أن التبرعات من أجل إقامة المخيم قليلة”.
وذكّر بأن “المخيم الذي انطلق من البقاع في العام 1990، ما يزال يعقد سنويا، باستثناء فترة اجتياح جائحة كورونا، التي عمّت العالم، والذي حال دون إنعقاده لسنتين متتاليتين، ونحن نؤكد على استمرارية انعقاد المخيم، والقيام بدوره التوحيدي، من خلال فعاليات كبيرة تدعم الشباب العربي، وتعيد بناء الكادر العربي، وتؤكد على دوره في طرح ومعالجة القضايا العربية الواحدة”.
المشارك اليمني وديع الشدّادي يؤكد أن تحرير فلسطين
لا يبدأ بقتل اليمنيين من قبل ميليشيات “حزب الله” والحوثيين”
وفي هذا السياق، التقى موقع “المدارنت”، المشارك وديع حامد الشدّادي من اليمن/ تعز، الذي يحمل إجازة في علوم “الغرافيك ديزاين”، وأخرى في إدارة الأعمال، وحاليًا يتابع دراسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، والذي يشارك للمرة الثانية في “مخيم الشباب القومي العربي”، مع عشرة مشاركات ومشاركين من اليمن. الذي أكد أن “فكرة مخيم الشباب تبيّن قضايا تخصّ العرب، وتسلط الضوء على ما يشغلهم في الوقت الحالي، وهي القضية الأبرز، قضية فلسطين”، مضيفا “هناك قضية محورية أخرى غير القضية الفلسطينية، نحاول إثارتها ونسأل عنها، ولكن لا أجوبة من المحاضرين عليها، فهم يتهرّبون من الأجوبة”.
وأوضح “إننا نسأل عن علاقة القومية العربية بقتل اليمنيين من قبل ميليشيات الحوثيين وحزب الله اللبناني؟! وهل تمثل هذه الجرائم بحق اليمنيين مقاومة للكيان الصهيوني؟! وهل هذه الجرائم تعتبر مواجهة مع العدو الصهيوني؟! وعملية قتل اليمنيين في مدينة تعز التي تزداد يوميًا في هذه المدينة المحاصرة منذ ثمان سنوات.. هل يمكن اعتبارها مقاومة للعدو الصهيوني؟! بخاصة، وأن هذا الحصار المفروض من قبل ميليشيات الحوثي وحزب الله اللبناني، يدفع أبناء المدينة الى سلوك الجبال الوعرة، لفترات تصل الى سبع ساعات يوميًا لتأمين حاجاتهم ووسائل عيشهم، والحفاظ على حياة أبنائهم”.
مشارك يمني يرفض فتح المخيّم
لتسويق أفكار “حزب الله”
وأكد الشدّداي، “رفض الشعب اليمني مشاركة حزب الله اللبناني في أعمال مخيّم الشباب القومي العربي”، لافتا الى أن “كلّ الشعب اليمني مع المقاومة، ومع القضية الفلسطينية”، متسائلًا: هل يبدأ تحرير فلسطين بلجوء الحوثيين وحلفائهم الى قتل اليمنيين؟!”، مضيفًا “أنا أتحدث كشاهد عيان على الدعم العسكري واللوجستي الذي يقدمه حزب الله اللبناني الى ميليشيا الحوثي، وتدريبه لهذه الميليشيات”.
واشار الى أننا “تعرفنا في المخيم على وجوه شبابية عربية جديدة، على الرغم من الضعف الواضح في إمكانيات المخيم، إلا أن الخبرة الكافية لدى المشرفين عليه تكفي، وتفي بالغرض حاليا، وهناك الكثير من الأمور التي تعترض إدارة المخيم، مثل غياب القيادة الرائدة في الوطن العربي، التي أتاحت الفرصة لبروز قيادات أخرى تحملت مسؤولية الدور، ولكنها مالت به الى جهات سياسية وفق مصالحها”.
وختم الشدّادي: “اقترح إعداد دراسة ميدانية لوضع البلاد التي تستقبل مخيمات الشباب القومي العربي، وظروف استقبالهم في المطارات، كما أدعو الى زيادة فترة التجوّل و”الفسحة” خارج المخيم، وتحديد أوقات الندوات، وألًا تكون مفتوحة من دون ضوابط أمام أطراف سياسية معينة، لطرح أرائهم مثل “حزب الله” اللبناني، وقد تكون هذه أسباب جوهرية لعدم مشاركة شباب من دول الخليج العربي في أعمال المخيم كما كان يحصل في البدايات”.
المشارك الفلسطيني حسين العامودي
لا أؤيّد مقولة: هذا ما وجدنا عليه آباءنا
بدوره، أشار الناشط الإعلامي الفلسطيني حسين بسّام العامودي، والذي يحمل الشهادة الثانوية العامة، الى أنه “يشارك لأول مرّة في “مخيم الشباب القومي العربي”، وهدفه إيصال صوت الفلسطينيين في قطاع غزة، ونقل صورة حقيقية عن الواقع الفلسطيني، لأن الصورة التي تصل عن غزة دائمًا، هي للشفقة على نظام غزة، وهذه مشكلة، إذا لم يتم النظر الى الموضوع في جوهره من منطلق إنساني، هناك فئة شبابية تنظر بعين الشفقة، متجاهلين إبداع وقدرات أبناء القطاع، وقدراتهم على تحمّل المصاعب ومواجهتها، بخاصة في هذه الظروف الإقتصادية والسياسية الصعبة التي يمرّ فيها شعبنا في قطاع غزة”.
ولفت الى “الأحزاب السياسية في الوطن العربي، وغزة لا تحتلف عنها، حيث استغلال أوضاع الناس، وتقديم بعض المساعدات لبعض الاطراف أو العائلات، أو الهدايا الوظيفية مقابل دعمها لقوى الأمر الواقع في قطاع غزة، وهناك في فلسطين الدعم الإيراني الذي تستفيد منه كل من: حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي، ومن لا تعجبه هذه الحركة أو تلك، يذهب في خياراته الى حركة فتح أو الجبهة الشعبية، حيث تقدم كل جبهة بعض العطاءات مقابل دعم الناس في مواجهاتها السياسية مع أخصامها في القطاع”.
العامودي: مشاركون في مخيّم الشباب القومي
يؤلّهون زعماءهم كما في الوطن العربي
وأسف العامودي لأن “مخيم الشباب يمثل عيّنة حقيقية عن مجتمعنا العربي، حيث يكثر تأليه القيادات والزعماء كما في وطننا العربي، كما يأسف لكثرة هؤلاء الذين يمثلون واقعنا العربي المتردي”، مشيرا الى أنه “يرى في المخيم فرصة فردية حقيقية للمشاركة من أجل تضييق مساحة التباين الفكري والسيايسي بين المشاركين، والباقي خارج المخيم، فهم من نخبة وعموم الناس، لذلك اقترح على القيمين على المخيم، الإبتعاد عن الشعارات الرنانة التي أهلكتنا، وأدعو الشباب الى التمرد على فكرة ومقولة: هذا ما وجدنا عليه آباءنا، وأرى أن عقد المحاضرات المتتالية في المخيم ليس صحية، وهي كثيفة للغاية ومتعبة، يجب ان نخرج من هذه النمط التقليدي ونتجه الى فكرة أكثر رحابة، وأكثر نفعًا للمشاركين، وهي تكليف أحد المشاركين دوريًا بإعداد محاضرة حول موضوع معيّن، يقوم المشاركون بمناقشته والتحاور معه في شأنها”، مشددًا على “ضرورة مشاركة شخصيات معروفة بولائها العربي لإلقاء المحاضرات مِن قبل من يمثلون الواقع العربي”، مؤكدا أن “طرح قضايا مهمة مثل قضية القدس، مهمّ، ولكني أستغرب سؤال أكثر من مشارك عربي عن معنى عبارة “تهويد القدس”، أمر مؤسف مشاركة ناس لا علاقة لهم بنا ولا بقضايانا العربية”.
مشاركة أردنية: المخيم يسهم
في تعزيز مفاهيم الوحدة العربية
ولفتت المشاركة الأردنية جنين حسين، الحائزة على الثانوية العامة والتي تشارك لأول مرة في مخيم الشباب، الى أنها “تميل الى الحركات الثقافية والسياسية بشكل عام، ولا سيما القضية الفلسطينية”.
وأشارت حسين الى ان “المخيم يُسهم في تعزيز الروابط بين الشباب العربي، بخاصة، وان غالبية المحاضرات تتحدث عن الوحدة العربية، وسبل تحقيقها، وتعمل على تنمية القدرات الثقافية للشباب المشاركين في المخيم، وتتيح تبادل الثقافات”، مضيفة “إننا أدركنا من خلال المخيم، أن لا أحد يعيش في حالة راحة في الدول العربية”.
برنامج المخيم
يتضمن يوميًا: الفطور وترتيب الغرف، التواجد في قاعة المحاضرات، استراحة وغداء، وتناول العشاء والسهرة الداخلية. إضافة الى سلسلة لقاءات مع شخصيات سياسية مقربة من نظام آل الأسد وإيران و”حزب الله”: منير شفيق، محمد أحمد البشير، أيهم السهلي، عبد الإله المنصوري، خلف المفتاح، عدنان برجي، نائب “حزب الله” ملحم الحجيري، ماهر الطاهر، الأسير المحرر أنور ياسين، فؤاد مطر، ياسين حمّود، وليد شرارة، معن بشور.
كما تضمن برنامج يوم الاثنين الواقع فيه 5-9-2022، زيارة “معلم مليتا” التابع لـ”حزب الله” في الجنوب اللبناني، وحوار مع شخصية من المقاومة التابعة للحزب.
وفي يوم الأربعاء الواقع فيه 7-9-2022، وقفة أمام نصب تذكاري للرئيس جمال عبد الناصر في منطقة عين المريسة، وزيارة نصب شهداء صبرا وشاتيلا، ومقر قناة “الميادين” الإخبارية التابعة لإيران، يليها مأدبة غداء الى مائدة مدير عام “الميادين” غسان بن جدّو.
ولم يتضمن برنامج المخيم زيارة أيّ معلم تاريخي أو أثري في لبنان، ولا سيما في منطقة البقاع حيث يعقد المخيم، مثل قلعة بعلبك، وقاموع الهرمل، وقلعة عنجر التي تبعد مئات الأمتار عن موقع المخيم، ووادي العرايش في زحلة، وقصر بيت الدين وقلعة موسى في جبل لبنان، ومغارة جعيتا، وغير ذلك من المواقع الأثرية والسياحية التي يستحسن زيارتها، بخاصة، وأن غالبية المشاركين العظمى من أقطار الوطن العربي، تزور لبنان لأول مرّة.
كما غاب مرفأ بيروت، المدمّر عن اهتمام مُعدّي برنامج المخيم، والذي توقّع كثيرون أن يكون من ضمن البرنامج، وتسجيل وقفة تضامن من المشاركين مع أهالي شهداء تفجير المرفأ، الذين يمثلون كل شرائح المجتمع اللبناني السياسية والطائفية.
واختتم المخيم اعماله اليوم، حيث ودع المشاركون من لبنان، المشاركين من الأقطار العربية قبيل توجههم الى المطار في طريق عودتهم الى ديارهم.
المصدر: المدار نت