أكثر من 250 خرقاً لقوات النظام السوري تزامناً مع تعزيزات عسكرية تركية في إدلب

هبة محمد

استقدم الجيش التركي مزيداً من التعزيزات العسكرية، إلى مواقع قواته شمال غربي سوريا، بالتزامن مع إفشال فصائل المعارضة المسلحة محاولة تسلل للميليشيات الروسية في جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، وتجدد قصف قوات النظام السوري المتمركزة في أرياف إدلب الجنوبية والشرقية، المناطق الخارجة عن سيطرتها شمال غربي سوريا، وتسجيل أكثر من 250 خرقاً من قبل قوات النظام السوري وروسيا، وسط مزاعم روسية بعدم وجود أي خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب.

وقالت مصادر عسكرية لـ»القدس العربي»، إن مقاتلي فصائل المعارضة أحبطت محاولة تقدم فاشلة للميليشيات التابعة لروسيا، على محور بلدة «الرويحة» في جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، بعد مواجهات لم تدم طويلاً، مشيرة إلى أن معسكرات النظام المتمركزة في معسكر جورين وبلدات «بسقلا ومعرتحرمة وترملا» قصفت بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ بلدات وقرى في ريفي حماة الغربي، والشرقي.

قيادي مسؤول من «الجبهة الوطنية للتحرير» المنضوية تحت جناح الجيش الوطني «إن سرايا (الميم دال) في الجبهة دمرت فجر الاثنين آلية عسكرية لقوات النظام حاولت التقدم إلى مواقع فصائل المعارضة في جبهة قرية الفطيرة بريف إدلب الجنوبي، وذلك بعد استهدافها بشكل مباشر بصاروخ مضاد للدروع من نوع «تاو»، وأضاف المصدر لشبكات محلية «أن تقدم آليات النظام العسكرية والهندسية إلى نقاط الرصد التابعة لفصائل المعارضة يعتبر خرقاً واضحاً للهدنة التركية الروسية، وأن الاستهداف الأخير يعتبر رداً على الخرق وعملية دفاعية».

ومع دخول وقف إطلاق النار يومه الـ60 على التوالي، يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن خروقات قوات النظام، تصاعدت خلال الأيام القليلة الماضية، لا سيما في جبل الزاوية وريف إدلب الجنوبي، مشيراً إلى أن القصف الصاروخي من قبل قوات النظام، استمر على مناطق ريف إدلب الجنوبي حتى فجر الاثنين. وأضاف أن قصفاً مدفعياً مصدره قوات النظام المتمركزة في ريف إدلب، استهدف الاثنين محيط بلدة كنصفرة وقريتي سفوهن والفطيرة في ريف إدلب، وذلك تزامناً مع دخول رتل تركي من معبر كفرلوسين شمال إدلب في اتجاه «منطقة بوتين – أردوغان»، ويتألف الرتل من 30 عربة عسكرية وشاحنات تحمل معدات لوجستية وعسكرية.

ومع استمرار تدفق الأرتال التركية، فإن عدد الآليات التي دخلت الأراضي السورية منذ بدء وقف إطلاق النار الجديد بلغ 2980 آلية، بالإضافة لآلاف الجنود، وبذلك، يرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت منطقة «خفض التصعيد» خلال الفترة الممتدة من الثاني من شهر فبراير/شباط 2020 وحتى الآن، إلى أكثر من 6385 شاحنة وآلية عسكرية تركية دخلت الأراضي السورية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات وكبائن حراسة متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة أكثر 10300 جندي تركي.

من جانبها، زعمت وزارة الدفاع الروسية أنها لم تسجل أي خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب خلال الـ24 الساعة الماضية.

ورداً على المزاعم الروسية، وثق فريق استجابة سوريا، الاثنين، 273 خرقاً من قبل قوات النظام السوري وروسيا بعد شهرين من إعلان وقف إطلاق النار، وقال الفريق، «تم تسجيل العديد من الطلعات الجوية لروسيا والنظام في المنطقة، ولكن لم يتم تسجيل أي استهداف لشمال غربي سوريا بغارات جوية».

واكد الفريق أن وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد الرابعة غير مستقر بشكل كامل.

وفي السياق، أحصى فريق «منسقو استجابة سوريا»، أعداد العائدين إلى مدنهم وقراهم من مناطق النزوح في ريفي حلب وإدلب منذ تاريخ اتفاق وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد الرابعة شمال غرب سوريا بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في الخامس من آذار الماضي ولحد الآن.

وقال الفريق «إن عدد العائدين من مناطق النزوح إلى القرى والبلدات الآمنة نسبياً في ريفي إدلب وحلب بلغ 234,597 نسمة أي ما يعادل 22.53 في المئة من إجمالي عدد النازحين»، مشيراً أن نسبة الاستجابة الإنسانية للعائدين من مناطق النزوح بلغت 5.6 في المئة من إجمالي عدد العائدين».

ولفت إلى أن الآلاف من النازحين حتى الآن ينتظرون استقرار الوضع بشكل أكبر حتى يعودوا إلى قراهم من جديد، كما بلغت نسبة النازحين غير القادرين على العودة إلى مناطقهم بسبب سيطرة النظام السوري وروسيا على قراهم وبلداتهم 47.20 في المئة، فيما بلغت نسبة المهجرين قسراً (الوافدين من محافظات أخرى) وغير القادرين على العودة إلى البلدات الآمنة نسبياً بريف إدلب وحلب (معرة النعمان، سراقب، خان شيخون.) 9.45 في المئة.

المصدر: «القدس العربي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى