تبحث الدعاية الروسية عن أي شيء من شأنه تشويه سمعة أوكرانيا وقواتها المسلحة، وهذه المرة تستخدم تقرير لمنظمة العفو الدولية نشرته مساء الأربعاء مفاده أن القوات المسلحة الأوكرانية استخدمت منشآت مدنية لأغراض عسكرية. وحالما نشر التقرير استغلت الدعاية الروسية هذه الفرصة وملأت الفضاء المعلوماتي في غضون عدة ساعات بمعلومات تفيد بأن القوات المسلحة الأوكرانية تهدد حياة المدنيين. لكن في الحقيقة، الأمر ليس بهذه البساطة كما يبدو من الوهلة الأولى.
تملأ روسيا الدنيا زعيقاً بشأن الحالات الفردية لاستخدام الجيش الأوكراني منشآت مدنية، بينما يستهدف الجيش الروسي منشآت أوكرانية عسكرية ومدنية. خلال الأشهر الخمسة من الغزو الروسي لأوكرانيا استهدف الجيش الروسي أهدافاً مدنية بمعدل 60 ضعفاً أكثر من الأهداف العسكرية حيث سجلت 17.3 ألف غارة جوية على أهداف مدنية ومن بينها 300 غارة جوية فقط على أهداف عسكرية.
وذلك ما أكده تقرير منظمة العفو الدولية مشيراً إلى أنه ليست كل الضربات الروسية على أهداف مدنية أوكرانية كانت ذات غرض عسكري، وغالباً ما استهدف الروس أماكن خالية من أي وجود عسكري. وهذا يؤكد مرة أخرى أن روسيا تنفذ ضربات موجهة ضد أهداف لا علاقة لها بالجيش الأوكراني. ووفق التقرير، كثيراً ما يشن الجيش الروسي هجمات عشوائية. ونفذت الضربات الروسية الكثيرة في الأشهر الأخيرة باستخدام أسلحة عشوائية، بما في ذلك الذخائر العنقودية المحظورة دولياً أو غيرها من الأسلحة المتفجرة واسعة النطاق.
ولذا لا يحق لروسيا أن تتحدث عن انتهاكات أوكرانيا لقواعد الحرب. وحتى القذائف ذات القدرة التدميرية الكبيرة التي أصابت منشأة عسكرية تلحق أضراراً بالمناطق السكنية القريبة حيث يعيش مدنيون.
ويستنتج التقرير أن الجيش الروسي يستخدم أسلحة موجهة بدرجات متفاوتة من الدقة. وفي بعض الحالات استخدم أسلحة دقيقة بما يكفي لإصابة منشأت معينة، لكنه استهدف أماكن لم يتم العثور فيها على آثار للجنود الأوكرانيين. تعمدت القوات الروسية استخدام أسلحة عالية الدقة ضد أهداف مدنية أوكرانية. علاوة على ذلك، يتعمد الغزاة الروس ضرب البنية التحتية المدنية للمدن الواقعة على طول خط المواجهة بغرض ترهيب السكان المحليين وإجبارهم على التوقف عن المقاومة ومعارضة الحكومة الحالية الأوكرانية.
المصدر: وزارة الخارجية الاوكرانية