فجّر بيان حركة “رجال الكرامة” المتأخر ليل الأربعاء، حول مصير قائد مجموعة قوات “الفجر” راجي فلحوط، غضباً واسعاً بين أهالي السويداء، بعد الأنباء التي تحدثت عن أسره وإخضاعه للتحقيق، والتي بدورها أدت إلى انكفاء الفصائل المشاركة بالهجوم عن البحث عنه.
وقالت الحركة في البيان، إنه “بعد اقتحام منزل الإرهابي راجي فلحوط لم يتم العثور عليه خلافاً لما يتم تداوله عن أسره”، مضيفاً أن “جميع من اقتحم المنزل الذي كان يتحصن به يعلمون أن مصيره بقي مجهولاً حين تم اكتشاف أنه لم يكن بداخله، كما لم يكن داخل المقرات الأخرى التي تمت عملية اقتحامها، وهذا الأمر أكدته عمليات التحقيق التي جرت مع الأسرى من مجموعته”.
واعتبر البيان أن جميع الصفحات والمنصات التي تروّج غير تلك الرواية هي “شريكة لعصابة الفلحوط وامتهنت عمليات تزوير وتلفيق الأحداث لغايات ومآرب سياسية”.
رجال الكرامة شريكة للمخابرات العسكرية
وعقب نشر البيان المتأخر في توقيته، انهالت عبارات الاتهام للحركة بالتنسيق مع المخابرات العسكرية لتهريب الفلحوط خارج السويداء، معتبرين أنها خطّة جرى التنسيق لها بينهما، “تهدف إلى عدم السماح لوقوعه بالأسر والتحقيق معه، خوفاً من فضح المعلومات التي يمتلكها حول تورط إيران وحزب الله والمخابرات العسكرية في الجرائم التي حدثت بالسويداء”.
ووفقاً لمصادر “المدن”، فإن الفلحوط وقع أسيراً مع 3 من أقربائه داخل المنزل الذي اقتحمه بعض من رجال الحركة في بداية المعركة، وهذا ما تم تأكيده من شبكات إعلامية محلية في السويداء. الأمر الذي دفع بأهالي المدينة للتجمع في دوار المشنقة وسط المدينة، بانتظار إعدامه، على خلفية “الجرائم التي ارتكبها بحقهم على مدى سنوات بدعم من المخابرات العسكرية”.
الحركة لم تكن صاحبة المبادرة
وقال موقع “إي إن إس” المحلي في السويداء إن “المعارك ضد مقرات الفلحوط من بدايتها لم تكن بقرار الحركة، وإنما بقرار من مجموعات درزية محلية أبرزها كانت من أهالي شهبا صاحبة شرارة الحرب، وبلدة عريقة المجاورة لها”، موضحاً أنها كانت “صاحبة الثقل” في جميع المعارك التي جرت ضد جميع المقرات التي تتحصن بها مجموعات الفجر، كما “أنها لا تنتمي لمجموعات الحركة”.
واتهم الموقع الحركة بالترويج لأسر الفلحوط، الذي تناقلته في ما بعد وسائل إعلام محلية وعربية، في وقت لم تؤكد أو تنفِ تلك الانباء، واقتصرت على بثّ أخبار المعركة، ما أدى إلى توقف باقي المجموعات المشاركة عن البحث عنه، بعد الاطمئنان أنه أصبح أسيراً لديهم.
واعتبر الموقع أن الصمت عن تأكيد أسره ونفيه في آن، “دليل على تنسيق مسبق بين المخابرات العسكرية وقادة حركة رجال الكرامة، من أجل تخدير المقاتلين الذي كانوا يبحثون عن الفلحوط”.
الروس أوقفوا تدخل المخابرات العسكرية
وأكد مصدر مطلع ل “المدن”، أن “المخابرات العسكرية للنظام كانت تقوم بالتنسيق من أجل الدفع بتعزيزات عسكرية من أجل مؤازرة الفلحوط ومجموعته مع مجموعات إيرانية منتشرة بالسويداء، لكن الأمر قوبل بالتوبيخ الشديد والنهي عن القيام به من قبل مسؤول روسي بالجنوب”، موضحاً أنه السبب الرئيسي الذي يفسر الانقلاب الذي حصل من إعلام النظام على المجموعة وقائدها المدعوم من قبل مخابراته، وتشجيع ما قام به أهالي السويداء.
والأربعاء، أنهت الفصائل المحلية الدرزية في السويداء، ظاهرة قوات “الفجر” بزعامة راجي فلحوط المدعومة من قبل المخابرات العسكرية المرتبطة بإيران، إثر مهاجمة منزله الذي يُعد آخر مقراته بعدما تحصن به مع من تبقى من مجموعته، فيما تضاربت الأنباء حول مصيره بين أن يكون قد اعتُقل أو فرّ إلى جهة مجهولة.
المصدر: المدن