التصعيد السياسي والامني ضد تركيا بعد حادثة مصيف برخ في محافظة دهوك ليس من صالح الشعب العراقي ولا الدولة العراقية ، والخلافات التي تحصل بين دول الجوار لا تحل بهذه الطرق ، فبالرغم من بشاعة الحدث الارهابي الذي استهدف الأبرياء، إلا أنه كان من المفروض على الحكومة العراقية أن لا تتخذ أي موقف رسمي متسرع إلا بعد ان تسلك الطرق الدبلوماسية ، واولها تشكيل لجنة ذات مهنية عالية ، يكون الجانب الدولي طرفا بها ، للتوصل إلى النتائج النهائية لتحديد الطرف المعتدي ، بعد ذلك بالامكان اللجوء الى اتخاذ الإجراءات الرسمية اللازمة عبر القنوات الدبلوماسية الرصينة ، واستخدام العلاقات الدولية الإيجابية لحل هذه المشكلة .
الشمال العراقي منطقة رخوة ومؤذية للشعب العراقي عموما ، ولقد أصبح من الضروري اقتلاع حزب العمال الكردستاني pkk الانفصالي من الأراضي العراقية كي نلغي المبرر الأساسي للتواجد التركي على الأراضي العراقية ، وحل جميع الملفات العالقة بين الدولتين ومنها ملف المياه ، وكذلك ملف تهريب النفط الذي تقوم به الأحزاب الانفصالية خارج القانون ومصلحة الدولة العراقية .
إن تركيا بلد مسلم وجار مهم في المنطقة ، وشريك اساسي بوئد الحركات الانفصالية رغم كل التحفظات ، شاء من شاء وأبى من أبى ، والمصلحة العراقية الوطنية فوق كل اعتبار ، فنحن لا نريد لبلدنا أن يقاد تحت سياسة الانفعالات والتهرب من الاستحقاقات الداخلية بتصدير أزماتنا للخارج .