نيقولاي فان دام دبلوماسي وكاتب هولندي عريق، عمل ممثلاً لبلاده في سوريا لفترة طويلة، بحيث أصبح مختصاً بالوضع السوري. له كتاب سابق عن سوريا بعنوان الصراع على السلطة في سوريا.
تدمير وطن كتابه الجديد الذي نشره في عام ٢٠١٧م وترجم للعربية بعد ذلك بعام. يتابع الحدث السوري بعد ثورة ٢٠١١م بهذا العنوان “تدمير وطن” المثير والمؤلم في نفس الوقت.
يقدم الكاتب للترجمة العربية بنص طويل يجمل به رؤاه حول ما حصل في سوريا، وما يتوقع حصوله وما يقترحه وفق رؤية براغماتية مصلحية، تعتمد الممكنات لحل القضية السورية، متجاوزا الحدود القصوى لمطالب الثوار والنظام على حد سواء. لن نتكلم عما طرحه، لأنه سيكون رأيه مفصلا في كتابه الذي نكتب عنه.
- توطئة.
اراد الكاتب ان يبدأ بالحديث عن سوريا المعاصرة انطلاقا من نهاية المرحلة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى ٢٠١٥م. حيث كانت سوريا الحالية جزء من بلاد الشام الممتدة على سوريا ولبنان وفلسطين والأردن وجزء من العراق، والتي سيأتي الفرنسيون والانكليز مستعمرين لهذه البلاد متقاسمين لها، حسب اتفاقيات سايكس بيكو. وتكون سوريا ولبنان تحت سيطرة الفرنسيين بدء من عام ١٩٢٠م.
حيث يعلن الفرنسيين تشكيل خمس دول داخل هذا الحيز الجغرافي. دولة دمشق وحلب والعلويين في الساحل، والدروز في جبل العرب وحكم ذاتي في مناطق الاكراد والاشوريين في الشمال الشرقي السوري. ودولة لبنان الكبير ولواء الاسكندرون، الذي سيلحق بدولة تركيا عام ١٩٣٥م. يصبح لبنان دولة قائمة بذاتها. يرفض السوريون هذا التقسيم لسورية، فيعاد توحيد دولة حلب ودمشق وتبقى دولة العلويين والدروز والحكم الذاتي للأكراد والاشوريين في الشمال الشرقي السوري على حاله.
لقد عمل الفرنسيين على قاعدة فرق تسد. وكون فرق عسكرية من العلويين والدروز والأكراد ومسيحيين الحسكة وما حولها، وحولهم الى قوى قمع في مواجهة الحراك الثوري المسالم والعسكري ضد المستعمر الفرنسي. لقد اعاد الفرنسيين ضخ الروح الصراعية في التنوع المجتمعي السوري، الذي لم يكن ذلك سابقا، وكان أقرب للتنافس المديني مع الأطراف الريفية، والإقطاعي الصناعي مع العمالة الزراعية الصناعية.
كما تابع الكاتب التحدث عن سورية التي استقلت عن المستعمر الفرنسي عام ١٩٤٦م. ولم يمض عليها سنوات حتى حصلت فيها عدة انقلابات عسكرية في الخمسينيات من القرن الماضي، لم تدم كثيرا، ثم حصول الوحدة المصرية السورية عام ١٩٥٨ حتى ١٩٦١م التي لم تستطع الصمود في مواجهة العداء الخارجي ولا التآمر الداخلي، وحصل الانفصال وسقطت الوحدة عام ١٩٦١م.
يركز الكاتب على أن استبعاد بعض الضباط البعثيين السوريين أيام الوحدة من سوريا إلى مصر، مع رفضهم لحل حزبهم حزب البعث. تشكيلهم للجنة العسكرية: حافظ الأسد وصلاح جديد ومحمد عمران العلويين، وأحمد المير و عبد الكريم الجندي الاسماعيليان. وتغيرت وتوسعت اللجنة العسكرية بعد ذلك، كان التنوع الطائفي غير السني مهيمنا عليها. كان التشكيل العسكري في أوساط العلويين والدروز والإسماعيليين والاكراد مترسخ في الجيش السوري منذ أيام الفرنسيين، الذي قاد توازنات القوة في المجتمع السوري إلى غير السائد سابقا من هيمنة النخبة المدينية العسكرية التجارية الإقطاعية السنية في سوريا.
- مختصر تاريخ البعث.
يتحدث الكاتب عمّا يلي الانفصال حيث خططت اللجنة العسكرية للقيام بحركة آذار ١٩٦٣م وسيطرت على الحكم، وقامت بعزل الضباط الناصريين واغلبهم من السنة وطردتهم من الجيش بعد محاولة انقلابية في تموز من نفس العام. وبعد ذلك تم تصفية الجناح المدني للحزب بقيادة ميشيل عفلق وصلاح البيطار، ثم تم تصفية الجناح الدرزي من اللجنة العسكرية، وتم القبض على سليم حاطوم واعدامه. وتم تصفية الجناح الحوراني، كذلك استبعاد الاسماعيليين احمد المير وعبد الكريم الجندي من السلطة. وتم استبعاد محمد عمران من اللجنة العسكرية ونفي إلى لبنان. واستفرد صلاح جديد الذي استلم قيادة الحزب، وحافظ الأسد الذي استلم وزارة الدفاع، هيمنوا على السلطة السورية بعد حركة شباط ١٩٦٦م بشكل مطلق. رسخوا الهيمنة العلوية في أوساط الجيش، دعموا التطوع العلوي في الجيش بحيث كانت الأغلبية للعلويين بين المنتسبين الجدد . وحصل صراع نفوذ واختلاف بالسياسات بين الاثنين ادت الى اقصاء صلاح جديد وتفرد حافظ الأسد منذ عام ١٩٧٠م. الذي تحول إلى حاكم مطلق، اعتقل صلاح جديد الى ما قبل الموت، وقتل محمد عمران حيث تم اغتياله في لبنان عام ١٩٧٢م، وقتل صلاح الدين البيطار في باريس عام ١٩٨٢م.
لم يقبل الشارع السوري بالهيمنة البعثية بصيغتها العلوية منذ ما قبل حافظ الأسد وبعد حكمه. وبدأت حركات احتجاج ترفض التركيز على علمانية الدولة، وعلى عدم ذكر الإسلام ودين رئيس الجمهورية في الدستور. وبدأ معركة مواجهة بين الطليعة المقاتلة الاسلامية ضد النظام، وبعدها التحق الإخوان المسلمين بهم. النظام الذي كان قد فرض سلطة استبدادية فاسدة طائفية ظالمة. بدأت المواجهة من عام ١٩٧٦ وكانت ذروتها عام ١٩٨٢ حيث حصلت مجازر حماة وفي بعض المدن الاخرى التي راح ضحيتها عشرات الآلاف. وحصلت مجزرة سجن تدمر التي قام بها رفعت الأسد وقوات النخبة العلوية سرايا الدفاع.
ومنذ نهاية الصراع في أواخر ثمانينات القرن الماضي، استتب الحكم لحافظ الأسد، وتم تصفية وجود رفعت في السلطة بعدما حاول الانقلاب على حافظ الاسد بعد ان أصيب بمرض كاد يخرجه من الحكم. وابعد رفعت من سوريا، واصبح حافظ الاسد الحاكم المطلق لسوريا بعد ذلك. وبدأ يعد لوراثة السلطة بعد اصابته بمرض عضال. بدأ بتجهيز ابنه باسل. لكنه توفي بحادث سير عام ١٩٩٤م. و تم تجهيز ابنه الآخر بشار الأسد ليكون خليفة لباسل وتمت دعوته من بريطانيا حيث كان يدرس طب العيون ليكون رأس النظام القادم. استلم السلطة بشكل سلس بعد وفاة حافظ الأسد عام ٢٠٠٠م. حيث توافقت القيادات الامنية والعسكرية العلوية على اعتبار بشار استمرارا لوالده ولهيمنتهم العسكرية والأمنية ومصالحهم.
كان حكم بشار الأسد نموذجا عن حكم والده، رغم استبدال بعض من الطاقم الحاكم حوله. واظهار استعداده المزيف للتفاعل مع القوى الشعبية الوطنية والمثقفة والمدنية السورية، وحصل ما سمي ربيع دمشق الذي لم يدم إلا قليلا. وعادت سوريا دولة القمع والسلطة المستبدة العنفية بحق الشعب السوري.
حاول بشار الأسد أن يصنع متغيرات اقتصادية وان ينتقل الى اقتصاد السوق ويطلق يد أقربائه وأعوانه ليسرقوا البلد تحت عنوان الاستثمار الاقتصادي. لقد كانت المظلومية المجتمعية المتراكمة عبر عقود جاهزة للتفجير في أي وقت، إلى أن جاء الربيع العربي.
جهد مشكور لكن هذا العرض لا يوضح عملية تدمير الوطن لقد اخذ العرض شكل السرد التاريخي دون التركيز عل عملية التدمير.
هل هذا التدمير مخطط له ام حدث نتيجو نهج خاطىء تفسخ البنية المجتمعية تهديم القيم من خلال الاعلام المسمى موجه شل وتفييب الحياة السياسية وادوات اخرى كثيرة كان يجب توضيحها ولا ادري ان كان النص الاصلي قد بحث ذلك ام كان النص الاصلي سرديا ايضا