أعاد نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، التأكيد لـ”العربي الجديد” في نيويورك على حيادية جنيف كمكان ومنصة تعقد فيها الاجتماعات الدورية للجنة الدستورية حول سورية بتيسير غير بيدرسون مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لسورية.
ورفض حق تأكيد أو نفي ما إذا كان بيدرسون يبحث عن منبر جديد لعقد الاجتماعات بعدما تم إلغاء الجولة التاسعة التي كان من المفترض عقدها في وقت لاحق من الشهر الحالي. وأضاف في هذا السياق “في الوقت الحالي لا يوجد لدينا أي منصة أخرى للإعلان عنها”.
وجاءت تصريحات حق خلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي يعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
ولفت حق الانتباه إلى بيان صدر عن مكتب بيدرسون نهاية الأسبوع (السبت) أعلن فيه أنه “لم يعد من الممكن عقد الجولة التاسعة للهيئة المصغرة للجنة الدستورية في جنيف، بقيادة سورية تيسرها الأمم المتحدة، والتي كان من المفترض عقدها ما بين الـ 25 والـ 29 من الشهر الحالي”. وأشار بيدرسون في بيانه إلى أنه بُعِثَت رسائل لأعضاء الهيئة المصغرة لإبلاغهم بالأمر.
وأعاد حق التأكيد على ما جاء في البيان قائلاً “شدد المبعوث الخاص على أهمية أن تقوم جميع الأطراف المعنية في الصراع بحماية العملية السياسية السورية، وشجعها على الانخراط في دبلوماسية بناءة، وأن يتم عزلها عن الخلافات في مناطق أخرى من العالم”.
وكان بيدرسون قد أكد في بيانه أنه سيستمر بالتشاور مع جميع الأطراف وسيقدم المزيد من المعلومات في الوقت المناسب. ولم يذكر بيان بيدرسون السبب وراء تأجيل عقد الاجتماعات.
وبحسب تقارير إعلامية فإن الاجتماعات أجلت بسب اعتراض النظام في دمشق على عقدها في جنيف بسبب الموقف السويسري من الحرب في أوكرانيا، ووصف سويسرا بأنها لم تعد بلدا محايدا بسبب دعمها للعقوبات الأوروبية على روسيا.
وردا على سؤال حول الموضوع وموقف الأمم المتحدة من ذلك قال حق: “من جهتنا نعيد التأكيد على حيادية المنصة السويسرية للكثير من العمل الذي تقوم به الأمم المتحدة”.
وأضاف “كما أوكد على تشجيع بيدرسون للأطراف من أجل الانخراط في دبلوماسية بناءة، وهو ما جاء في البيان الصادر عن مكتبه”.
وشدد حق على أن “ذلك أمر في غاية الأهمية. إن الصراع المستمر في سورية دمر حياة الكثيرين وعلى مدار عقد. من الضروري أن يكون النقاش بشأن سورية، على قدر المستطاع، منفصلا وبعيدا عن نقاشات حول مواضيع أخرى”.
وقال حق، ردا على سؤال صحافي حول المراوغة المستمرة من قبل النظام، كما حدث مع سلف بيدرسون، ستيفان دي ميستورا، فيما يخص تحقيق أي تقدم يذكر في مباحثات اللجنة الدستورية وإرجاء مواجهة القضايا المعقدة والصعبة بشكل مستمر: “لقد كان بيدرسون واضحا عندما قدم إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، كما خلال المؤتمر الصحافي، حول وجود معوقات وأمور محبطة بخصوص قدرته على جمع الأشخاص (المعنيين) معا وإحراز تقدم حقيقي”.
وأردف “ولكن كان واضحا من خلال البيان الصادر عن مكتبه خلال عطلة الأسبوع، وعندما أصبح الوضع محسوما، أنه لا يمكن عقد اجتماعات في جنيف الأسبوع المقبل، حيث لا يريد محادثات من أجل الاستعراض فقط، ويريد أن يتم تحقيق نتائج فعلية وجوهرية. وهو يعمل كل جهده ليرى ما هي النتائج الجوهرية التي يمكن تحقيقها للشعب السوري الذي ينتظر ومنذ مدة من أجل إحراز تقدم في هذا المجال”.
المصدر: العربي الجديد