عام مضى، وسنة أَفلت وموقع (المدار نت) يتحرك ويتطور، ويثبت وجوده كموقع إعلامي متميز، بمهنية عالية المستوى، وهو الذي تخطى الوطنية إلى العربية، فبنى مداميكه ومنذ سنة أو يزيد على أساس أن العمل الإعلامي الرصين والمتمكن هو العمل الذي يتكئ إلى أساسيات العمل المهني أولًا، لكنه المعبر أيضًا عن خلجات وآمال وآلام ليس الشعب اللبناني أولًا، أو الوطن والاقليم الذي ينطلق منه فقط، بل المحيط العربي والإقليمي الذي يتلاقح معه ويتشارك ثقافيا وسياسيا ومعرفيا، وفي جل الهموم، وأدوات وعناصر المعاناة، وهو المنجدل حقًا وصدقًا شاء أم أبى وعى ذلك أم لم يعيه، بمجمل الحالة العربية المحيطة، وهو ما أدركه كل الكتاب والصحفيين القائمين على هذا الموقع الرصين، والمتطلع إلى أمته وقضاياها في عملية تداخل موضوعي واضح المعالم بين ما هو وطني وما هو قومي عربي.
ويبدو أنه وبالنظر إلى شح الصحف والمواقع التي تتطلع إلى الهم العربي برمته، فقد تمكن (المدار نت) من الوصول إلى الحيز المتوقع والطامح نحو بناء صرح إعلامي يُنظر إليه كمنبر حر ومستقل، لكنه معني بأمته وقضاياها المصيرية، ومنها قضية الحريات والديمقراطية، والوقوف في وجه الاستبداد والطغاة، وهو ما فعله بحق عبر متابعته المستمرة واليومية لحالة الانتفاض والثورة اللبنانية المباركة، منذ بداية حراكها الثوري في تشرين الفائت وحتى اليوم، وكذلك متابعته واهتمامه بكل مجريات الثورة السورية ثورة الحرية والكرامة، التي انطلقت أواسط آذار/ مارس 2011 ومازالت متواصلة، ومازال العسف والقمع الأسدي متتابعًا عبر دعم الروس والإيرانيين، ومن ضمنهم ذاك الحلف الشيطاني في مواجهة الشعب السوري.
ولمحض الصدفة فقد جاء انطلاق الموقع بالتساوق مع حملة عنفية همجية جديدة قام بها النظام السوري ومن معه من فرس وروس في نيسان/ ابريل 2019، وهو ما جعل من الموقع منبرًا حرًا لتغطية العمليات الهمجية ضد الشعب السوري وفضحها، وتحليل مؤداها، والوقوف إلى جانب الشعب السوري المقهور، والذي طالته يد الغدر الأسدي عبر التصعيد المشار إليه منذ سنة وحتى اليوم، ضد ريف حماة أولًا ثم ريف إدلب وريف حلب الغربي والجنوبي.
لقد تابع موقع (المدار نت) نشر كل التقارير والمقالات التي واكبيت تلك الهمجية الأسدية ضد أهلنا في حماة وإدلب وما يحيط بهما، وكان بجدية وموضوعية ذاك الموقع الذي يعيش الألم والأمل مع الشعب السوري الممارس عليه أعلى مستوى من إرهاب الدولة المنظم الروسي والسوري والإيراني. وتجدر الإشارة إلى أنه وبعد مضي سنة على بدء العدوان على ريف حماة وإدلب فقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان استشهاد 1808 مدنياً بينهم 509 طفلاً و312 سيدة، خلال عام مضى، على يد عصابات نظام الأسد وروسيا منذ بدء تصعيدها على شمال غرب سورية بداية نيسان 2019 حتى 11 نيسان 2020.
علاوة على مشاركة الموقع في فضح وكشف الحالة المجتمعية والاقتصادية المزرية التي أوصل فيها النظام السوري وطنه وشعبه إلى ما وصل اليه، ووفقاً لبيانات البنك الدولي، فإن خسائر الناتج المحلي الإجمالي بين عامي 2011 و2016 ترقى إلى 226 مليار دولار في سورية، مما يساوي أربعة أضعاف الناتج المحلي، الأمر الذي سبب أضراراً فادحة باحتياطي رأسمال الدولة السورية الحرج وثلث المخزون السكني، ونصف المرافق الصحية والتعليمية. وتقول السلطة المتغوِّلة على الشعب السوري في دمشق: إن تكلفة الإعمار باتت تبلغ 400 مليار دولار. وهو نتاج طبيعي لحالة القصف والدمار والتدمير التي قام ويقوم بها النظام الأسدي ومعه الروس والميليشيات الطائفية المستقدمة من كل بقاع الدنيا لقتل الشعب السوري.
بمرور سنة على انطلاقة موفقة لمنبر إعلامي رصين وعربي عروبي، نبارك لأخوتنا في هذا الموقع البهي، ونأمل أن يستمر في التطور والعمل الأكثر انتشارًا، والمنطلق من فكر عروبي موضوعي منفتح، ووطني لبناني يتطلع للأفضل دائمًا. ونتمنى لشعبنا السوري بعد سنة على التصعيد الممارس ضده في ريف حماة وإدلب وحلب، أن تتحقق أمانيه بالحرية والاستقرار والاستقلال والكرامة، وليس ذلك على الله بعزيز، ونحن نلج شهر رمضان الكريم، شهر البركة والصوم.
المصدر: المدار نت