تعرضت هواتف الآلاف في مناطق الإدارة الذاتية الكردية شمال شرقي سوريا، إلى عمليات قرصنة واسعة النطاق لسرقة بياناتهم الشخصية.
وأعلنت شركة “غوغل” الأميركية العملاقة، الأسبوع الماضي، أن أدوات اختراق تابعة لشركة إيطالية استخدمت للتجسس على هواتف شركة “آبل” وتلك التي تعمل بنظام “أندرويد” في كل من سوريا وإيطاليا وكازاخستان.
وورد في تقرير للشركة أن معملاً متخصصاً في خدمات الاتصالات بميلانو، يزعم على موقعه الإلكتروني أن أجهزة إنفاذ القانون الأوروبية من بين عملائه، طور أدوات للتجسس على الرسائل والاتصالات الخاصة بالأجهزة المستهدفة، حسبما نقلت صحيفة “غارديان” البريطانية.
وتبادلت أطراف النزاع في سوريا اتهامات بالمسؤولية عن الهجمات، حيث اتهمت وسائل إعلام كردية، تركيا، بشن هجمات على المواطنين الأكراد، فيما قالت وسائل إعلام رسمية في دمشق أن قوات سوريا الديموقراطية تتجسس على مواطنيها.
وفيما لم يشر تقرير “غارديان” إلى هوية الجهات التي قامت بالتجسس، فإن هيئات تنظيم الاتصالات الأوروبية والأميركية تبحث عن إمكانية فرض قواعد جديدة على بيع واستيراد برامج التجسس التي باتت تحت الأضواء بسبب برنامج التجسس الإسرائيلي “بيغاسوس” الذي استخدم من قبل حكومات من أجل مراقبة وملاحقة صحافيين وناشطين ومعارضين طوال سنوات.
وقالت “غوغل” أن “هؤلاء الناس يسمحون بانتشار أدوات اختراق خطيرة ويسلحون بها حكومات غير قادرة على تطوير هذه القدرات محلياً”، في إشارة للجهات التي تصنع برامج التجسس، بينما أكد المعمل الإيطالي أن منتجاته وخدماته تتفق مع المعايير الأوروبية وتساعد أجهزة تنفيذ القانون على التحقيق في الجرائم، حسب تعبيره.
وأكد باحثون في شركة “Lookout Threat Lab” أن برنامج التجسس استُعمل في سوريا وتحديداً في المناطق الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” من دون تحديد الفترة الزمنية التي حصلت فيها عمليات القرصنة. ووجدوا إشارة إلى “روجآفا” وهو الاسم الكردي للمنطقة، في سجلات البرنامج الذي أطلقوا عليه اسم ” Hermit”.
وأضاف مصدر مطلع أن النطاق الذي اكتُشف يحمل اسم “شبكة روجآفا” (rojavanetwork [.] info) وهو يدل على صفحة تواصل اجتماعي في “فايسبوك” توفر تغطية إخبارية وتحليلات سياسية، تدعم “قوات سوريا الديموقراطية”. كذلك ذكر المصدر، بحسب وثائق مسربة نشرت في “ويكيليكس” العام 2015، أن الشركة المصنّعة للبرنامج “RCS Lab” كان لديها تعاملات سابقة مع النظام السوري، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
المصدر: المدن