دخلت قافلة جديدة من المساعدات الإنسانية إلى إدلب شمال غرب سوريا الأحد، مقدَّمة من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تطبيقاً لقرار مجلس الأمن 2585، القاضي بإدخال المساعدات عبر الحدود ومن مناطق سيطرة النظام إلى الشمال السوري، في ظل موقف روسي رافض لتجديد القرار الذي ينتهي العمل به في 10تموز/يوليو.
وتكونت القافلة التي دخلت عبر معبر التبنة-سراقب الذي يسيطر عليه النظام على خطوط التماس مع الفصائل المعارضة، من 14 شاحنة، ليمسي المجموع الكلي للشاحنات التي دخلت إلى الشمال السوري 71 شاحنة، منذ التجديد الأخير للقرار.
وأعلنت موسكو في أكثر من مناسبة عن رفضها تجديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود عبر معبر باب الهوى إلى الشمال السوري، آخرها كان في 20 أيار/مايو. وجاء ذلك على لسان نائب سفيرها لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي الذي قال إن روسيا “لا ترى سبباً لمواصلة هذه الآلية عبر الحدود”، معتبراً أنها تشكل “انتهاكاً لسيادة سوريا ووحدة أراضيها”.
وتعليقاً، قال فريق “منسقو استجابة سوريا” إن هناك “إصراراً دولياً على إرضاء الجانب الروسي للتحكم بملف المساعدات الإنسانية الخاصة بسوريا بحجة الخوف من توقف المساعدات عبر الحدود”، معتبراً أن ذلك “يناقض” التصريحات الأخيرة للمندوبة الأميركية في مجلس الأمن ليندا توماس-غرينفيلد، التي تحدثت عن وجود خطط بديلة في حال استمرار التعنت الروسي بعدم تجديد القرار، موضحاً أن الأمر الذي يظهر “عدم قدرة المجتمع الدولي على إدارة الملف الانساني بشكل جدي”.
وأضاف أن المساعدات التي دخلت الأحد والتي يدّعي المجتمع الدولي انها تطبيق للقرارات الأممية؛ “لن تستطيع المساهمة بنسبة 0.5 في المئة من الاحتياجات”، متهماً روسيا والنظام ب”التلاعب بالملف الإنساني”، معيداً ذلك إلى عدم دخول المساعدات عبر خطوط التماس منذ أكثر من شهر.
ودعا الفريق، المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية بشكل جدي تجاه الملف السوري. كما دعا إلى قطع الطريق أمام كافة المحاولات الروسية لوقف المساعدات الإنسانية عبر الحدود، والتي تقدم خدماتها لأكثر من 3.6 مليون مدني من أصل 4.3 مليون نسمة يقطنون في المنطقة.
وتبذل الأطراف الدولية وخصوصاً الولايات المتحدة جهوداً من أجل إقناع موسكو بتجديد تفويض الآلية عبر باب الهوى، التي سوف تطرح للتصويت في مجلس الأمن بداية تموز/يوليو.
وطالبت توماس-غرينفيلد خلال زيارة إلى معبر الهوى بداية حزيران/يونيو، بالإبقاء على المعبر، وهو آخر معبر حدودي يتيح نقل المساعدة الى شمال سوريا، معبرة عن قلقها من مخاطر “تفاقم معاناة” ملايين الأشخاص.
ويعتمد أكثر من 80 في المئة من سكان شمال غرب سوريا على هذه الآلية بحسب الأمم المتحدة. واعتبرت توماس-غرينفيلد أن منظمات غير حكومية تركية لا تعمل تحت إشراف الأمم المتحدة يمكن ان تواصل نقل المساعدة لكن “لا أعتقد أن أي منظمة يمكنها ان توازي نوعية وكمية المواد الغذائية التي يتم تسليمها عبر الحدود من خلال هذه الآلية”.
المصدر: المدن