حولت أجهزة أمن النظام السوري فرن البعث في القامشلي، إلى مصدر لكسب أرباح مالية كبيرة على حساب الفقراء، الذين ينتظرون ساعات في طوابير طويلة لشراء ربطة خبز.
وقال حسام الجبر وهو مواطن من حي زنود لـ”موقع تلفزيون سوريا” إن “أجهزة أمن النظام ومسؤولي الفرن يقومون ببيع معظم إنتاج الفرن من الخبز المخصص للمواطنين إلى سماسرة وتجار علف ومربي مواشي “.
وأوضح الجبر أن “مئات المواطنين يتجمعون يومياً في طوابير أمام الفرن للحصول على ربطة خبز واحدة في حين ينتشر أمام باب الفرن وفي محيطه باعة وسماسرة يعرضون الكيس (ربطة خبز مزدوجة) بألفي ليرة سورية بدلاً من سعرها الحقيقي وهو 400 ل.س”.
فرن البعث بإشراف المخابرات والشرطة
ويشرف على الفرن جهاز شرطة المدينة وأجهزة المخابرات إلى جانب إداريين مدنيين يعملون ضمن شبكة تضم سماسرة وتجارا ومسؤولين أمنيين لتهريب غالبية كمية الإنتاج من الخبز إلى خارج الفرن وبيعه بأسعار مضاعفة.
ومع ارتفاع أسعار العلف والشعير يلجأ العديد من مربي المواشي إلى شراء الخبز المهرب من أفران “الإدارة الذاتية” والنظام عبر سماسرة ومتنفذين داخل هذه الأفران بسعر مضاعف ويبقى رخيصا مقارنة بأسعار العلف.
وقالت شمس العبو وهي امرأة مسنة من حي “طي”، تقطع برفقة جاراتها يومياً قرابة 3 كم سيراً على الأقدام للوصول إلى المخبز إن “فرن البعث يعتبر مصدر الخبز للفقراء من جراء ارتفاع أسعار الخبز السياحي وخبز الأفران الحجرية بشكل كبير خلال السنة الماضية ولكنهم اليوم يبيعون كيس الخبز أمام الفرن بسعر ألفي ليرة سورية في حين نحن ننتظر لساعات وأحيانا لا نحصل على كيس واحد”.
وأضافت “سعر ربطة الخبز السياحي 1500 ل.س، وتحتاج عائلتي المكونة من 8 أفراد يومياً لأربع ربطات، ويبلغ سعر ربطة الخبز في الفرن 400 ل.س وحجمها ووزنها 4 أضعاف الربطة السياحية”.
خبز بلون أصفر ورائحة كريهة
وبالرغم من شكاوى المواطنين من جودة الخبز المنتج في فرن البعث ذي اللون الأصفر المنبعثة منه غالبا رائحة كريهة، إلا أن حالة الفقر وارتفاع أسعار الخبز السياحي تدفع آلاف العوائل للاعتماد على الخبز المدعوم سواء من أفران الإدارة الذاتية أو التابعة للنظام في محافظة الحسكة.
وغالبا ما توجد في الخبز حشرات وحصى وأوساخ بحسب صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك من جراء سوء التخزين وخلط كمية كبيرة من النخالة ودقيق الذرة غير المغربلة بشكل جيد بحسب مصدر مطلع.
وقالت العبو إنه “يمكن أكل الخبز المنتج في فرن البعث وهو حار وخلال الساعات الأولى من إنتاجه، لكنه يصبح في اليوم الثاني عبارة عن قطع من الجبصين ورائحته كريهة وغير صالح حتى للمواشي.. ولكننا مجبرون على تناوله فلا نملك الطحين لنخبز بأنفسنا ولا نملك المال لشراء خبز أفضل”.
وتبلغ كمية الإنتاج في فرن “البعث” في الوقت الحالي بحسب مصادر موقع تلفزيون سوريا نحو 30 طناً من الطحين يومياً أي نحو (25 ألف ربطة مزدوجة) يتم تخصيص معظم الكمية لعناصر الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، كالأمن العسكري والمخابرات الجوية وأمن الدولة والأمن السياسي والجنائي وقطعات الجيش بمدينة القامشلي.
وكذلك يحصل موظفو المؤسسات المدنية “معظمهم بعثيون ومتنفذون” في المحكمة والبريد والتموين والمالية وفرع حزب البعث في مدينة القامشلي على مخصصاتهم من الخبز.
ورفع النظام مطلع تموز 2021 سعر مادة الخبز المدعوم بنسبة 100 في المئة، إذ وصل سعر الربطة وزن (1100 غرام) إلى 200 ليرة سورية، لتصبح بعدها بـ250 ليرة بعد زيادة 50 ليرة “عمولة”، ورفعت “الإدارة الذاتية” مطلع نيسان 2021 سعر ربطة الخبز المنتجة في الأفران العامة، وزن 1250 غراماً، من 85 ليرة سورية إلى 250 ليرة.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا