تفاوتت القراءات العسكرية حول التدريبات الجوية التي أجرتها مقاتلات روسيا وسوريا بالقرب من الجولان السوري المحتل، بين قسم يضعها في إطار الرسائل الروسية للاحتلال الإسرائيلي وأخرى تختلف مع هذا الأمر.
والثلاثاء، نشر موقع تابع لوزارة الدفاع الروسية، تقريراً مصوراً لـ»مناورات» جوية عسكرية أجرتها القوات الروسية مع قوات النظام السوري بالقرب من الجولان، وأكد موقع «Zvezda» الروسي الحكومي أن الطائرات الروسية انطلقت من مطار حميميم في ريف اللاذقية، والطائرات السورية انطلقت من مطاري الضمير والصقال العسكريين في ريف دمشق.
وأضاف أن الطائرات حلّقت بجولة مشتركة على طول الحدود السورية، وقرب مرتفعات الجولان، حيث دارت المناورات حول معركة وهمية، تنتهك فيها طائرات معادية أجواء البلاد، فترد عليها طائرات النظام من نوع «ميغ-23» (MIG-23)، و»ميغ-29» (Mig-29)، بصواريخ جو-جو.
وحسب الموقع الروسي، فإن طياري روسيا وسوريا تعلموا نطق جميع الأوامر اللازمة باللغتين العربية والروسية، في تدريبات تجري على الأرض قبل الطيران.
وفي قراءته للرسائل الروسية من إجراء هذه التدريبات، يرى مدير «مركز رصد للدراسات الاستراتيجية»، العميد عبد الله الأسعد، أن التدريبات ليست أكثر من رسائل روسية إلى إسرائيل، على خلفية التباين الواضح بينهما نتيجة المواقف الإسرائيلية من الغزو الروسي لأوكرانيا.
و قال الأسعد لـ«القدس العربي» إن روسيا أرادت من خلال هذه المناورات الجوية أن ترسل رسائل خفيفة اللهجة لإسرائيل، لأن روسيا بالنهاية لا تستطيع أن تظهر العداء المباشر لإسرائيل. وأضاف أن روسيا تبدو ممتعضة من زيادة الضربات الجوية الإسرائيلية على أهداف في سوريا، وتريد من إسرائيل أن تنسق معها، بعدما اعترى التنسيق بينهما بعض الخلل، نتيجة انشغال الروس بالعمليات العسكرية في أوكرانيا.
ورجح الأسعد أن تعمد إسرائيل إلى زيادة عدد طلعات مقاتلاتها الجوية في أجواء الجولان السوري، للرد أيضاً على المناورات والتدريبات.
في المقابل، قال مصدر عسكري سوري، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ«القدس العربي»: «عادة ما تحمل المناورات العسكرية رسائل سياسية بطابع عسكري لدول قريبة أو حتى بعيدة عن ساحة المناورات العسكرية»، مستدركاً «لكن كلمة مناورات أو مشاريع عسكرية هي بالحقيقة تشكل حجم عمل أكبر بكثير مما جاء بالتقارير الروسية، وعادة تنفذ المناورات أو المشاريع العسكرية بقوام قوات برية أو قوات محمولة جواً أو بحراً، هذا بالإضافة إلى الرصــيد الجوي المخصص لتنفيذ هذه المشاريع أو المناورات وبالتالي لا يمكن أن نطلق تسمية مناورات أو تنفيذ مشروع عسكري على الوصف الذي أتى ضـمن التقرير».
والأدق حسب المصدر، تسمية ما جرى بأنه نوع من التدريب الجوي، وليس موجهاً ضد تل أبيب. وقال المصدر «لا أعتقد أن هناك رسائل كبيرة من وراء هذا التدريب، ولا أعتقد أن روسيا التي تربطها اتفاقات عسكرية مع إسرائيل بما يخص التدخل في سوريا هي في ظرف يسمح لها بتوجيه مثل هكذا رسائل لإسرائيل».
وتأتي التدريبات الروسية – السورية الجوية، في الوقت الذي تواصل فيه الطائرات الحربية الإسرائيلية ضرب أهداف عسكرية في سوريا، وآخرها الاثنين، عندما شنت مقاتلات إسرائيلية من فوق مرتفعات الجولان غارات جوية ضد أهداف تابعة للنظام في 3 مناطق في جنوب العاصمة دمشق وغربها.
المصدر: «القدس العربي»