هل وصل القمح الأوكراني المسروق..إلى سورية؟

اتهمت مديرية المخابرات في وزارة الدفاع الأوكرانية الأربعاء، روسيا بشحن كميات من الحبوب المسروقة من أوكرانيا على متن سفن شحن جافة تحمل العلم الروسي في البحر الأبيض المتوسط.

ورجحت المديرية أن تكون سوريا هي الوجهة الأكثر احتمالاً للسفن، مشيرة إلى أنه قد يتم تهريب الحبوب من هناك (من سوريا) إلى دول أخرى في الشرق الأوسط.

وطبقاً لمديرية المخابرات الأوكرانية، سرقت روسيا حبوباً من مناطق أوكرانية عديدة، من خيرسون وغيرها، ونقلتها إلى شبه جزيرة القرم، حيث يتم تحميلها في بواخر لبيعها في الأسواق الخارجية، مشددة على أنه في الأسبوع الماضي، سرقت روسيا ما يقرب من نصف مليون طن متري من الحبوب.

وأظهرت صور أقمار صناعية نشرتها وكالة “أسوشيتد برس” أن سفينة روسية يعتقد أنها تحمل حبوباً أوكرانية مسروقة رست في سوريا. الصورة التي التقطها “بلانيت لابز” الثلاثاء، أظهرت السفينة ماتروس بوزينيش وترفع علم روسيا وقد رست في ميناء اللاذقية السوري. وشوهدت في الصورة سفينة تتطابق مع مواصفات الحاملة الكبيرة، فضلاً عن أبعادها.

وأطفأت السفينة أجهزة الإرسال والاستقبال على متنها قبل نحو أسبوع قبالة جزيرة قبرص في البحر المتوسط.

وقال سمير مدني، أحد مؤسسي شركة الأبحاث على الانترنت “تانكرتراكرز دوت كوم” ل”أسوشيتد برس”، إنه يعتقد أن السفينة التي رست في اللاذقية هي “ماتروس بوزينيش”، بناءً على أبعادها وآخر موقع معروف لها.

وذكرت أوكرانيا أن السفينة تحمل 27 ألف طن من الحبوب سرقتها روسيا من أراضيها. وقالت إن روسيا حاولت في البداية أن ترسل الحبوب إلى مصر، لكن الأخيرة رفضت استلام الشحنة. وطلب دبلوماسيون أوكرانيون من الدول عدم قبول الحبوب.

ولم تعلق الشركة التي تملك السفينة، “كرين مارين كونتراكتور أستراخان” الروسية على الفور على طلب التعقيب.

ولم يستبعد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال أن تكون القوات الروسية قد استحوذت على كميات قمح قليلة من مدن أوكرانية فرضت سيطرتها عليها. لكنه اعتبر أن الاتهامات الأوكرانية تحتاج إلى تأكيد من مصادر محايدة متخصصة بحركة النقل البحري، منوهاً بعدم تطرق وسائل الإعلام التركية إلى مثل هذه الأنباء، علماً أن البواخر الروسية تعبر المضائق (البوسفور والدردنيل) البحرية التركية، للوصول إلى البحر المتوسط.

وكانت تقارير إخبارية، قد كشفت عن تحركات مكثفة من جانب النظام السوري لتأمين مادة القمح، بعد أن أوشكت مخزوناته على النفاد.

ويعول النظام على اقتراب موعد حصاد القمح المحلي، حيث توقع رئيس مكتب الشؤون الزراعية في الاتحاد العام للفلاحين التابع للنظام محمد الخليف أن يصل إنتاج القمح للموسم الحالي إلى 600 ألف طن بزيادة تقارب 25 في المئة عن الموسم الماضي، الذي بلغ حوالي 400 ألف طن.

لكن في الغالب لن تسمح قسد للنظام السوري بتسوق القمح من المحافظات الشرقية الخاضعة لسيطرتها، وهو ما لمحّت إليه مصادر منها، مرجعة ذلك إلى الدعم الذي تقدمه قسد للمزارعين، عبر تقديم المازوت بسعر مخفض.

ويحتاج النظام السوري إلى مليون ونصف مليون قمح طن سنوياً لتغطية حاجته من هذه المادة لصناعة الخبز.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى