هو ابراهيم قليلات الشاب الذي حمل السلاح عام 1958 كناصري وحمله عام 1975 كفدائي فلسطيني من منطلق ناصري واراد الذود عن بيروت بعد ان اجتاحتها الميليشيات المذهبيةعام 1984 فعاقبته اجهزة حافظ الاسد بالنفي فسقطت سيدة العواصم منذ ذلك التاريخ.
نعم حاول رفيق الحريري إعادة الإعتبار لبيروت بالعمار ونبذ السلاح فدفع ثمن طموحه اغتيالاً بعد 13عاماً..
ما هذا الرقم الشؤم؟
ومنذ نفي ابراهيم قليلات وتعرض شباب بيروت للاضطهاد ما بين اعتقال في سجون الاسد بتهمة الولاء لفلسطين وعشقهم لبيروت ورفع رايات عبد الناصر .. ما تنفس البيارتة وتنشقوا رحيق الامل إلا في مرحلة رفيق الحريري وها قد مضت الاعوام الثلاثة عشر يليها سنوات قليلة كانت قوة دفع الحريري سبب وحدة بيروت الى ان انسحب سعد الحريري فعادت بيروت الى يتم جديد عنوانه الابرز هو التشرذم غير المسبوق..
نعم،
هناك من يحمل رفيق الحريري مسؤولية الفراغ اليوم لأنه اقفل البيوت السياسية التي اعتاد عليها البيارتة مفتوحة لكن قوة وسرعة وكفاءة مبادرات الرفيق وتجاوب البيارتة ( كما بقية اللبنانيين ) معه تبرؤه من تهمة فرض الفراغ بعده …وحده …
لأن نفي ابراهيم قليلات كان هو المقدمة الطبيعية لما حصل بعد الحريري الاب والابن..
ونحن لا نناقش مسار ابراهيم خلال الحرب فللحرب ظروفها وثقافتها السياسية… لكننا نناقش اتفاق الطائف الذي كان من شروط اعتماده مشاركة الميليشيات المتحاربة في السلطة.. وهو بند سوري اساسي بعد ان لزم العرب والاميركان حافظ الاسد آعادة تركيب السلطة في لبنان فكانت اولى اعماله ان حمل الميليشيات من الشارع الى التشريع وانظروا نتائج هذه الكارثة الآن!!
سمحت استخبارات حافظ الاسد ان يحكم بيروت نبيه بري ووليد جنبلاط اما ابراهيم قليلات فكان ممنوعاً من العودة الا اذا كان ارتضى ان يكون في خدمة استخبارات الاسد وهذا نهج ما كان لأبي شاكر البيروتي الناصري الفلسطيني ان يتقبله.. بل ان قياداته الميدانية وهم من السنة والشيعة تعرضوا للاضطهاد والسياحة في سجن المزة وفرع فلسطين ( يا الله ما هذه الجريمة ان يطلق اسم فلسطين على احد اشرس اقبية التعذيب على كل لبناني او فلسطيني او اردني وسوري .. عليه شبهة الانتماء الى قضية فلسطين ؟) وليس مستهجناً ان يكون ابن الجنوب شوقي ماجد ابو ربيع قائداً لقوات المرابطون وقد سقط في بداية الحرب الاهلية كما كانت جبهة الشياح – عين الرمانة ( تنذكر ما تنعاد ) هي الميدان الابرز لمرابطي ابو شاكر خلال حرب السنتين وما بعدها..
ادرك ابو شاكر بعد اتفاق الطائف عام 1989 انه امام اتفاق ليس لإنهاء الحرب الاهلية فقط بل لإنهاء صيغة وطنية وعروبية للبنان ليس فقط بتغير الزمن بل بتغير البشر وهو يعتمد مقاييس زمن عبد الناصر وناسه بالملايين وما كان للبنان ان يشهد هذه الحالة لولا ان عبرت مصر من ضفة الى اخرى مع عبور قناة السويس في حرب اكتوبر عام 1973 ليترك لبنان الى مصير بدأ في الحرب الاهلية وعبر الى سلم الطائف فلا الحرب كانت وطنية ولا الطائف بنى دولة بل استباحتها الميليشيات بإدارة سورية كاملة ، وكانت توصية حافظ الاسد لواليه على لبنان غازي كنعان : ابو يعرب بدي بيروت متل دمشق
تماماً .. فكانت بيروت مدينة التشبيح وكانت دمشق مدينة الصمت والاشباح!
وخلال سنوات ومراحل عديدة حاول كثيرون اقناع ابو شاكر بالعودة الى بيروت وكان الرجل من الوعي وبمشاورة اصدقاء ومحبين يوافقونه الرأي بأن من يدعوه الى العودة يريده صفحة في كتاب مؤلف سلفاً ولن تكون كلمات هذه الصفحة خارج النص الا اللهم في التشكيل والفتحة والكسرة..
وفي اكثر من مرة وصل ابراهيم قليلات الى قبرص ليبحر منها الى لبنان وما كان يمنعه ناصحاً بعدم المجيء الا احباب واصدقاء ومؤيدين كان يقف على رأيهم..
الآن تعيش بيروت والعروبيون في كل لبنان حالة فراغ بداً من كامب ديفيد عام 1979وخروج ابو عمار من لبنان عام 1982 وكارثة العراق منذ اجتياح الكويت عام 1990الى اعدام صدام عام 2004 الى الحرد السعودي من لبنان وسعد الحريري وكل مؤسسات المسلمين منذ العام 2017.
فهل هناك من ينصح ابراهيم قليلات بالعودة وهو الصابر والمرابط ؟
محبو الرجل الكثر يتمنون ذلك لأن بيروت تريد رجلاً مقداماً..
لكن ناصحين قلة يدعونه الى التروي والا يعود الا ضمن مشروع عودة عربية ما زالت تعتبر ان لبنان هو في قلب المقاومة على الاقل في السياسة وفي الثقافة وفي الاعلام.. وان فلسطين ما زالت قضية جامعة او يجب ان تكون وان يكون هناك فهم لمعنى ان يتولى شباب فلسطين ومنهم احفاد احفاد مقاومين منذ عام 1948 المقاومة التي عاشها ابراهيم قليلات وصبغ بيروت سيدة العواصم بها وهو الوحدوي الناصري العروبي الذي يعيب على من يتحدث عن سني وشيعي او عن مسلم ومسيحي او عن لبناني ومصري وسوري وسعودي ومغربي … هنا بيروت تريد ابراهيم قليلات كما تريد زميل النضال مصطفى الترك .
المصدر:الشراع
