العيدُ أقبلَ والجيوبُ خــوالي
فحذارِ من جوع الكرام حذارِ
***
قد أحتمل للجوع شهراً إنمّـا
لم أحتمل يوماً لجوع صغاري
***
قد أحتمل مُرّ الحياة وغبنها
وأكون للوضع الكريه مُــدارِ
***
قد أحتمل كل المصاعب والمحن
في ظل ظرفٍ قاهرٍ وحصــــارِ
***
قد أحتمل ما لا يُطاقُ لحمـلـه
إلا المدامع من عيون صغــاري
***
تجري فتُحرق للفؤادِ بجمرها
ولظاهُ يخنقُ عبرتي ومساري
***
ماذا اقول إذا سألتِ صغيرتي
العيد أقبلَ يا أبي بجـــواري
***
وأنا فديتك يا أبي هل تشتري
لي مثل غيري كسوةً وسُواري
***
ثوباً أريده كالفراشة مبهــراً
وبكل ألوان الزهــــور إزاري
***
وأريد ألعاباً وحلوى مثلمـــا
سلمى وليلى أختها وكنــــاري
***
فأجبتُ لكن ما امتلكت شجاعةً
لأقولَ عفوا واسمعـــي أعذاري
***
ماذا اقول وكيف أقنع طفلــــةً
أني عجزت عن الشراء كجاري
***
ماذا اقول قد اختنقت بعبـــرةٍ
سكنت بحلقي غُصتي ومــراري
***
ماذا اقول لطفلتي .هل تقتــنع
إن قلت فقري قد أناخ جـــداري
***
ماذا اقول وكيف أشرح حالـــتي
بل كيف تفهم طفلتــي أســراري
***
قد بحتمل مني الكبير بحــرقةٍ
ويُشيحُ عني وجههُ ويـــُــداري
***
ويشقُّ صدري حين يمسحُ دمعه
سراً ويكتمُ للأسى ويــــُــــــواري
***
فأودُّ أنّي لو ملكتُ لحيلـــــــــةٍ
تخفيني عمن يُشعلـــون لناري
***
أو حيلةٍ كي أستعيدَ لراتبــــي
أو أستعيد كرامتي وقـــــراري
***
لكن أسف وضعُ البلادِ وأهلهـا
وضعت بكفِ العابثين خيــاري
********
المصدر: صفحة عماد فاضل _ اليمن