قصص قصيرة جدًا

عبد الحفيظ الحافظ

1 . خرج أطفال ” قانا ” من تحت أنقاض المدرسة في صيف عام/ 2006 /، اصطفت جثثهم المغبرة بجانب شهداء ” قانا ” في صيف عام /1996 / ، تجولت مريم وفاطمة بينهم باكيتين ، فأشرقت وجوه الأطفال بالابتسام إلا طفلاً كان محتضناً ثدي أمه وملتصقاً بها ، اقتربتا منه فوجدتاه راسماً إشارة النصر على صدر أمه .

2 . مرت الأيام وعناصر الأجهزة تتبع خطا الأديب كظله . أحصوا أسماء زواره ، كتبوا أرقام السيارات ، أسماء الصحف والكتب التي يحملها ، أسماء الحاجات التي يشتريها بما فيها البصل والثوم ، ثم أدخلوها إلى الحاسوب عبر الهاتف النقال ، بحثوا عن أرقام الهواتف التي يتصل بها أو تتصل به ، وعندما قدم لهم إبريقاً من الشاي الأخضر مبتسماً ، خاطبهم : – يا أولادي .. أنا سعيدٌ بوجودكم فقد أصبح عندي مرافقة ككبار المسئولين

3 .  دخل الرجل المنزل فصرخت الزوجة في وجهه : – أين كنتَ ؟. – بمن التقيتَ ؟. – هيا تكلم ؟. – أكتبتَ بياناً تندد بإسرائيل وآخر ضد الدولة ؟. – مالكَ لا تجيب ؟. – نحن منذ أيامٍ بلا غاز ، بلا مازوت ، واليوم بلا خبز ، ما لنا والحرب في فلسطين وفي العراق وفي لبنان ؟. – هل أنت رجل ؟. . منذ سنين وأنا أقول لكَ طلقني ، بعد اليوم لن ننام معاً في فراشٍ واحد

 

4 . وقفت السيدة أمام المرآة ، أدهشها الشيب الذي غزا شعرها واحتله ، تأملت وجهها ، فخرج وجه أخر منه ، تبعه صدر ، يدان ، فخذان .. حتى اكتملت سيدة غريبة وقفت في المرآة إلى جانب صورتها ، خاطبتها الأخرى : – الخارج قدر ، الداخل قدر ، وأنا قدر ، لن تهربي منا . ضربت السيدة المرآة بقبضة يدها فتلاشى الوجه الآخر

5 .  أسعفت سيدةٌ إلى المشفى ، وجدت امرأةً بحالة ولادة قيصرية وبحاجة إلى دم ، فرجت الأطباء أن يأخذوا دمها وينقذوا الأم والجنين. عندما ملأ المولود المشفى صراخاً ابتسمت السيدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى