اليوم تأتي ذكرى الاستقلال والتخلص من الاستعمار الفرنسي لبلدنا سورية بعد نضال استمر به شعبنا حتى حصل على حريته .واستقلاله وشكل دولته الوطنية.
مر الشعب السوري بمراحل عدة وكلها تقترب أو تبتعد عن تحقيق مصلحة الشعب في سوريا..
ومنذ الانفصال.تثبّت الاستبداد في سوريا واصبح وجوداً مدججاً بالسلاح وسلطة المال والارتباطات الدولية والاقليمية.واصبح كالسرطان متغلغل في بنية المجتمع والدولة .وكان حلما واهما ان ننتهي منه قبل الربيع العربي..
الآن نحن نخوض معركة الحرية والكرامة والعدالة في مواجهة الاستبداد لبناء دولتنا الديمقراطية.
اجتمعت في بلدنا كل المصالح ضد شعبنا وبلدنا.النظام بامتداده في نسيج المجتمع بالمستفيدين والمرتزقة والفاسدين ومستغلي الشعب وآكلي حقه وماله. وامتداده الخارجي كمصلحة مشتركة(وجود) بينه وبين ايران وحزب الله. ومصلحة روسيا كامتداد لنفوذ استراتيجي وقوده المال والدم السوري
أما(اسرائيل)التي ترى ترك النظام يدمر البلد ويعيدها للخلف عشرات السنين ويضرب لحمتها الوطنية. ويبعدها اكثر عن حقوقنا العادلة اتجاهها. كذلك صمت الغرب عن ذلك . وارتباكه من الربيع العربي الذي يطيح بكل خطط الهيمنة والتبعية واستثمارنا بالتوافق مع أنظمة تابعة استبدادية تضع مصالحها الضيقة .فوق وضد مصلحة شعبها. الغرب الذي لا يريد للربيع العربي أن يمتد للمشرق العربي ولأجل (اسرائيل) يتفرج على قتلنا و دمارنا وتشردنا. وليس له الا الصوت العالي والادعاء .وعلى الارض ترك النظام ليكمل المهمة .تدمير سوريا وقتل وتهجير شعبها
اما نحن الشعب السوري الذي تحرك لأخذ حقه الانساني بالحرية والديمقراطية .فقد وجد نفسه يواجه بآلة عسكرية وامنية مجهزة لقتال ( اسرائيل) ؟!. أكثر من مليون إنسان تحت السلاح زجوا ضد شعبهم. إنهم أبناؤنا يقتلونا بالسلاح الذي دفع ثمنه من قوت الشعب السوري
كان لا بد أن يمر كل هذا الوقت لنكتشف اننا لوحدنا في مواجهة العالم كله. واننا امام معركة وجود أما الحرية والعيش الكريم أو العبودية في مزرعة النظام
لذلك ونحن تحت هذه الهجمة الوجودية مطلوب منا أن نؤكد على وحدتنا الوطنية في مواجهة كل الدعوات الطائفية او الاثنية او الاقلياتية. فكلنا ضحايا الاستبداد وكلنا نعيش انسانيتنا في الديمقراطية القادمة.
شبابنا أخذوا على عاتقهم تحرير شعبهم من الاستبداد بأرواحهم. لم يفكروا تحت أي راية يتحركوا. المهم ان سلاحهم موجه لصدر النظام. مهم الآن أن نؤكد على توجهنا الوطني الديمقراطي .ونفك أي ارتباط بأي حالة عقائدية خاصة .غير مشروعنا الوطني. ونحن لسنا بحاجة لذريعة للغرب ليقف ضدنا اكثر.لدعوى ارتباط بعض شبابنا في القاعدة والنصرة وغيرها. بغض النظر عن اختلافنا مع هذا الفكر والسلوك.
إن مصلحتنا الوطنية تقتدي التنصل منه، والارتباط الخيار الوطني الديمقراطي لسوريا.
علينا على الارض ان نؤكد اننا نستحق الحرية التي نعمل لأجلها.بأن نكون الصورة المثلى عن رؤيتنا لسوريا الحرية والعدالة والكرامة.بحيث نمنع اي انتهازي او متسلق او فاسد او منحرف او سارق. من أن ينضوي تحت الثورة .ويعيث في الأرض فسادا. ان المناطق المحررة مسؤولية الثورة . ويجب أن تكون صورة سوريا المستقبل. هنا وعلى الأرض يكرم الشعب أو يهان. وهنا وعبر تصرف الثورة مع شعبها تقرر مستقبلها .النصر أو الهزيمة…
.اخيرا ان شعبنا قد تذوق الأمرين عبر التاريخ .يستحق ثورة فيها عظمة الانبياء . واخلاص المصلحين. وسلوك ملائكة. و اصرار الانسان على انسانيته…
انه امتحاناً في ذكرى استقلال بلادنا. وننجح به لنسقط الاستبداد و نحرر بلادنا ونوحدها ونعمل لنيل حريتنا.
الذي اثبته الربيع العربي ان دولنا لم تتحرر بعد من نير الاستعمار ومن التبعية فكانت الانظمة هي الواجهة القذرة لتلك القوى التي تستمد منها سلطتها ونفوذها على حساب الشعوب