تتزايد الضغوط على المستشار الألماني أولاف شولتس لتصدير أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا تشمل دبابات وطائرات مقاتلة.
وزير في الحكومة أكد ضرورة توسيع الصادرات، لكنه تحفظ على إرسال الأسلحة الثقيلة.
وطالب وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك بتوسيع واردات الأسلحة لأوكرانيا، وقال: “لا يمكننا التخلي عن أوكرانيا في الحرب. إنها تحارب أيضا من أجلنا. لا ينبغي أن تضيع، ولا ينبغي لبوتين أن يفوز”، وذلك في تصريحات لصحف مجموعة “فونكه” الألمانية الإعلامية الصادرة الجمعة. وأضاف هابيك، المنتمي لحزب الخضر: “توحش الحرب يعني أيضا ضرورة زيادة واردات الأسلحة كماً وكيفاً. لكننا نناقش ذلك مع شركائنا الأوروبيين وشركائنا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)”.
وعندما سئل عما إذا كانت ألمانيا ستزود أوكرانيا بأسلحة ثقيلة، قال هابيك، الذي يشغل أيضا منصب نائب المستشار: “المواطنون في أوكرانيا يقاومون بشجاعة وباستعداد لتقديم تضحيات. لدينا التزام بدعمهم بالسلاح”.
هذا الموضوع طرحته مجلة شبيغل الألمانية، متسائلة في الوقت نفسه إن كانت الدبابات الألمانية المتطورة ستشارك في القتال ضد الدبابات الروسية في أوكرانيا، وما هي الإشكاليات وأوجه التفوق التي قد تصادف تفعيل الأسلحة الألمانية الثقيلة في أوكرانيا.
وترى المجلة أن الحرب الروسية على أوكرانيا اتسمت بلعب أسلحة التكنولوجيا القاتلة دورا كبيرا في المعارك القائمة وحتى قبل إطلاق الطلقة الأولى أو إطلاق أول صاروخ إسكندر باتجاه كييف. وبسبب عدم التوازن العسكري بين القوات المسلحة الروسية والأوكرانية، ناقش الغرب حتى قبل بدء الحرب أي إمدادات من الأسلحة يمكن أن تساعد كييف ضد الغازي الروسي، الذي بدا أنه يحقق تقدما بالفعل في البداية.
لقد غيرت هذه الحرب بالفعل العلاقة بتكنولوجيا الأسلحة في الغرب. ففي ألمانيا، بيّنت المعركة حالة النقص في بعض أنظمة الدفاع. وعلى سبيل المثال، لا يكاد يوجد حاليا أي أسلحة صغيرة قوية تستخدم ضد الدبابات في حالة وجود معركة مقبلة، بيد أن الفارق الأكبر الذي حققته المعارك في أوكرانيا بحسب المجلة الألمانية، أن الأنظمة المتطورة يمكن أن تحدث فرقا في القتال ضد الجيش الروسي.
حيث بينت المعارك أن الدفاع الناجح المفاجئ ضد الدبابات والطائرات المقاتلة الروسية أيضا عبر أسلحة محمولة على كتف قوية من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا، قلبت معادلة خطر الدبابات الروسية.
لكن الجيش الروسي طوّر نفسه أيضا على نطاق واسع، واستثمر في أسلحة عالية التقنية في السنوات الأخيرة، بحسب شبيغل، لكن حتى الآن، لم تكن هذه التكنولوجيا الروسية حاسمة له بالنسبة للحرب. فلم تُستخدم الصواريخ المخيفة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت إلا نادرا، كما أن العديد من الأنظمة الأحدث، مثل الدبابة الروسية T-14 الفائقة، أو قاذفة Sukhoi Su-57 الشبح، أو طائرات Orion بدون طيار ما تزال في مرحلة الاختبار الأولى ولم يتم دفعها لأرض المعركة.
خطر الدبابات الألمانية على المعركة
كييف لمحت مرارا إلى أنها تريد بشكل عاجل أسلحة ثقيلة من ألمانيا، وتريد الحكومة الأوكرانية بشكل خاص أن تسهم الدبابات الألمانية في المعارك البرية المقبلة، خاصة وأن التحضيرات الروسية تشير إلى تحضير موسكو لهجوم بري كبير، يريد الرئيس الروسي بوتين من خلاله تحقيق نصر قبل التاسع من أيار/ مايو، وهو اليوم الذي اندحرت فيه النازية الألمانية. إذ إن بوتين طالما حاول الربط مرارا بين القوميين الأوكران والنازية الألمانية، متحدثا عن خطرها وضرورة اجتزازها.
تخشى ألمانيا من أن العقبة الأكبر لتزويد أوكرانيا بالدبابات الألمانية الحديثة تتمثل بالتدريب على استخدامها وتشغيلها بشكل تقني صحيح من أجل إحداث تفوق على الأرض. ولغاية الآن، أرسلت ألمانيا أسلحة خفيفة فقط إلى منطقة الحرب، مثل صواريخ ستينغر، وبعض صواريخ ستريلا من مخزونات قديمة، وسلاح Panzerfaust 3 المضاد للدبابات. الآن هناك نقاش حول تزويد أوكرانيا بمركبة القتال Marder، والتي تم إيقاف تشغيل بعضها بالفعل من قبل Bundeswehr، أو دبابات قتال رئيسية أخرى مثل Leopard 1 أو دبابة Gepard المضادة للطائرات.
وتوضح شبيغل أنه في هذه الحرب، تُستخدم أنواع دبابات قتال رئيسية متطابقة جزئيا على كلا الجانبين، لكن روسيا لديها عدد أكبر بكثير من هذه الدبابات. ومن بين أهم دبابات القتال الرئيسية MBTs في هذه الحرب T-90 أو T-72 أو T-80. وقد تم تصميمها جميعا في الاتحاد السوفيتي، لكن بعضها خضع لعمليات تحديث مختلفة. لذلك فإن تشغيل منظومة غربية مختلفة لن يكون بهذه السرعة التي تتمناها كييف، كما أن التدريب عليها يحتاج وقتا.
لا يتعلق الأمر بالتشغيل الخالص للمركبة فحسب، بل يتعلق أيضا بالتعرف على الأعطال في المحرك والقدرة على تصحيحها في بعض الحالات. كما يحتاج أفراد الطاقم الآخرون أيضا إلى مدة تدريبية أيضا بحدود 100 يوم حتى يتمكنوا من تشغيل دبابة القتال الرئيسية بأمان.
كما أن تدريب الطاقم على التصدي للأسلحة الروسية عبر التقنية الألمانية يحتاج إلى 25 يوما إضافيا. لذلك فإن مدة أربعة أشهر للتدريب، هي أمر قد يكون طويلا، لذلك ترى المجلة أن على ألمانيا والدول الغربية إيجاد حل لهذه المعضلة قبل إرسال أية أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا من أجل أن تكون فعالة في المعركة هناك، ومن دون ذلك، قد تصبح هذه الأسلحة عبئا جديدا يضاف للجيش الأوكراني.
المصدر: “القدس العربي”