كما يظهر للعلن ويتجسد للعالم أن العدو واحد في كلا الكارثتين الأوكرانية والسورية هو روسيا ضد شعبين آمنين يطالبان بالحرية والكرامة والديمقراطية.
نعم في كلتا الحالتين العدو واحد متمثل بزعيم مهووس متهور قاسي القلب وصلب وعديم الرحمة والشفقة هو رأس السلطة فلاديمير بوتين وبجنرالات كثيرة ومتعددة اكتسبوا خبرتهم القتالية الطويلة عبر استهداف البلاد الآمنة والشعوب البريئة من الشيشان لافغانستان لسورية وبجيش ضخم ومدعوم بكافة انواع الاسلحة الثقيلة المتطورة والفتاكة والتي اغلبها محرمة دولياً يستعملها بدون رقيب ضد نفس الضحية وهي المدنيين الأبرياء من الشعب الاوكراني او الشعب السوري الذي كان ومازال يقاوم هذا العدو بكل مايملك من أسلحته المتواضعة وبشجاعة فائقة وحب لبلاده وتصميم على نيل حريته وكرامته مهما كان الثمن باهظاً وبروح قتالية عالية وإرادة شعبية لاتقهر .
نعم هذا العدو يمارس أبشع أنواع القتل والاجرام والاضطهاد ويستهدف المستشفيات بالدرجة الاولى كمشفى التوليد في ماريوبول فيقتل الحوامل اثناء ولادتهم لأجنتهم في غرف التوليد والامثلة على استهداف المشافي في سورية كثيرة في حلب وحمص وادلب والغوطة هذه المشافي كانت تعالج الآلاف من المرضى المدنيين المصابين بالقصف العشوائي الذي استهدف بيوتهم الآمنة وأبنيتهم السكنية .
نعم هذا العدو يستهدف المشافي والمدارس ودور الحضانة والابنية السكنية ومحطات الكهرباء والمياه والمحلات التجارية والاسواق المكتظة بالمدنيين الذين يبحثون عن لقمة عيشهم المغمسة بالدم والطرق والجسور والبنى التحتية قبل ان يستهدف المواقع العسكرية واماكن المقاومة والمرابطة على الخطوط الامامية للقتال، نعم يقوم العدو بذلك بدم بارد لاجل ان يهزم روح الشعب القتالية ومعنوياته العالية ويكسر شوكة المحارب على الخطوط القتالية الامامية ليقول له لم يبق امامك أمل من المقاومة لاني قتلت عائلتك في الخطوط الخلفية واحرقت بيتك واستهدفت شارعك ودمرت مدينتك وكل شئ حي فيها وعليك الآن ان تلقي السلاح وتستسلم فلم يعد هناك امل في المقاومة او من تقاتل من اجله ولكن هيهات فهذا العدو لن يكسر عزيمتنا وسنستمر في قتاله حتى النصر .
نعم هذا العدو يستخدم كل أنواع الفبركات والأتهامات والأكاذيب في منابره الإعلامية وفي أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لتبرير إجرامه ووحشيته وبطشه فتارة يقول أنه يحارب القوميين النازيين في اوكرانيا الذين يضطهدون السكان الأبرياء والآمنين في مقاطعتي دونيتسك ودونباس وتارة أخرى يدعي أنه يحارب الأرهابيين في سوريا كحمص والغوطة وإدلب وحلب الذين يضطهدون الحكومة الشرعية في دمشق .
نعم بالرغم من التشابه الكبير بين مأساة اوكرانيا وسوريا في تحديد نوعية العدو المجرم والمتوحش الذي يستهدف شعب حر في بلد مطمأن آمن يريد ان يحكم نفسه بنفسه دون سيطرة العدو على سيادته وقراراته ودون إملاآته عليه لكن الفرق الوحيد بين البلدين هو الآتي :
في أوكرانيا هناك حكومة ديمقراطية تمثل الشعب ورئيس منتخب محب لوطنه ولشعبه يدافع عن كرامتهم وحريتهم فقرر حمل السلاح والنزول الى ميدان القتال ليدعم جيشه في حربه ضد الغزاة المعتدين ورفض عروض الاستسلام واللجوء المغري لدول الغرب، رئيس طالب كل العالم الحر بالوقوف الى جانب شعبه في حربه الغير متكافئة مع أشرس عدو على وجه الارض، طالبهم بدعم جيشه ومقاتليه الذي يدافع عن أرضه وشعبه بالأسلحة والعتاد الضروريين للدفاع عن كرامة شعبه ولمقاومة المعتدي ورفع صوته في الأعلام والمحافل الدولية لدعم صمود شعبه في المقاومة وإستبساله في صد العدوان وحث الجيش والمدنيين على المقاومة الشرسة ورفع وتيرة الجاهزية القتالية في الخطوط الأمامية وفي كل مدينة أو حي أو شارع يدخله المعتدي بترسانته القاتلة .
بينما في سوريا فالوضع مختلف تماماً فهناك حكومة متسلطة غير منتخبة وغير شرعية يرأسها رئيس غير شرعي ورث الحكم عن أبيه ولم يخوض أية أنتخابات حرة أو نزيهة رئيس ليس لديه أدنى أحساس بالأنتماء للوطن أو الحب لشعبه رئيس متمسك بالسلطة لدرجة أنه مستعد لقتل شعبه وتدمير مدنه وتهجير سكانه وقتل كل من يقف في طريقه أو يتظاهر ضده وتصفيتهم جسدياً بالآلاف في الشوارع وتحت ركام القصف العشوائي والبراميل المتفجرة الغبية التي يرميها على الأبنية السكنية دون تمييز من طائراته المتهالكة ويعتقل ويغيب قسرياً كل شخص يتفوه بكلمة ضده ليتم تصفيته في غياهب السجون التي لاتعد ولاتحصى، في سوريا هناك رئيس حول الجيش الذي عليه واجب الدفاع عن أرضه وشعبه وحدوده من أي عدوان خارجي إلى جيش يقتل شعبه لأجل الكرسي، رئيس أستخدم كل ترسانته العسكرية المتوفرة لديه لقتل شعبه الثائر في وجهه والذي يطالبه بالرحيل عنه حتى وصل به الامر للفتك به بالسلاح الكيماوي وفي مناطق متعددة مستعصية عليه، رئيس أستجلب كل مرتزقة العالم ليساعدوه في قتل شعبه وعندما لم يصمد وقارب على السقوط والفشل شحن نفسه بطائرة حربية إلى موسكو ليستجدي قاتل آخر وليعرض عليه بيع الوطن بكل ثرواته ومقدراته مقابل الكرسي وليساعده في قتل شعبه وحماية سلطته رئيس بلا قلب أو أحساس أو إنتماء للوطن يضحك في الأعلام وأمام الكاميرات على مأساة شعبه الذي تسبب بها ويكذب بشكل فاضح وجلي دون تردد أو خجل أو تأنيب ضمير ويتهم كل سوري ثائر ضده بالأرهاب ويجب قتله ويريد أن يبقي على حكمه ولو كان فوق جماجم شعبه ويدّعي النصر في حربه ضد شعبه الذي طالبه بالحرية والكرامة.
نعم فالقضيتين متشابهتين تماماً بعدو خارجي يتبع سياسة الارض المحروقة ويستهدف المدن والمرافق العامة والبنية التحتية لكن هناك فرق جوهري في القضيتين يجب على العالم أن يدركه جيداً .
فشتان بين رئيس وطني نزل عن كرسيه وأنصهر مع شعبه وجيشه لقتال عدوه الذي أعتدى على بلده ووطنه الآمن وبين رئيس غير شرعي ثار شعبه ضده يطالبه بالرحيل عنه فلم يتوانى عن محاربته وقتله وتهجيره لأجل التشبث بكرسي الحكم وجلب المستعمر الخارجي لبلده ليساعده في قتل شعبه وتنازل له عن كل ثروات بلاده لأجل تثبيته في كرسي الحكم ولم يتنازل لشعبه عن جزء بسيط من حريته في حق تقرير مصيره .
شتان بين رئيس يطالب العالم بدعم جيشه بالأسلحة والعتاد العسكري ليتمكن من صد العدوان عن بلده وشعبه وبين رئيس يطالب العالم بسحق شعبه وقتله وتهجيره وتدمير وطنه لأجل الكرسي .
شتان بين رئيس تزرف دموعه على الكوارث التي تعرض لها شعبه وبين رئيس يضحك ويتشفى بالكوارث التي حلت بشعبه.
شتان بين رئيس يخوض المفاوضات مع العدو لوقف القتل والاجرام وبين رئيس يخوض المفاوضات مع العدو الذي جلبه ليتمم مهمة السحق والقتل التي لم يستطيع إتمامها بنفسه
شتان بين رئيس أصبح أيقونة شرف في الدفاع عن بلده وشعبه وبين رئيس أصبح مثالاً حقيقياً عن الأجرام والتوحش والقتل والخزي والعار ويطالبه شعبه بمحاكمته.
لايمكن إعتبار البلدين متماثلين إلا بعد الأخذ بهذا الفرق الجوهري وتحقيق العدالة والمحاسبة القانونية ضد كل مجرم ساهم في مأساة الشعب السوري.