إنه العشرين من نيسان

صلاح أبو شريف الأحوازي

في مثل هذا اليوم العشرين من نيسان/ابريل تم احتلال بلادنا وأسقطت سيادة دولتنا وتم إهانة كرامتنا وسلبت عزتنا، وأصبحنا أسرى الاحتلال الفارسي، ليختار لنا أسماء مدننا وقرانا ويحرمنا من التحدث والقراءة والكتابة والتعلم عن هويتنا وأمجاد آبائنا وأجدادنا وحضارتنا وأمجادها.

 اختاروا لنا أسماءنا والملابس وقصوا لنا قصص أجدادهم وآباؤهم وتاريخهم المزيف واعتبروا جرائمهم أمجادًا وتفاخروا بالزواج مع إخوانهم وأمهاتهم وأرادوا أن ننسى من نحن ولكن خاب ظنهم، إننا أحفاد أقدم حضارات العالم، إننا أحفاد سوسا عيلام وأكد وأسور وميسان، إننا أبناء أول مدينة، ومعبد بني لعبادة الله الواحد الأحد وعلى أرض أولى القبلتين.

 وبنيت الجنائن المعلقة وشيدت أقدم السدود العظيمة والاهرامات، على أرضنا ولدت أول مدينة وعاصمة وعلى أرضنا ولدت الكلمة وعلى أرضنا كتب أول قانون على وجه الأرض ومن أرضنا خرج الأنبياء العظماء وأبناءهم ليبشروا العالم بالحرية ورفض الظلم الطغيان. على أرضنا هزم قارون الزمان وفرعون العصر وعلى أرضنا هزم الشرك لغير الله، وعلى أرضنا انتصر موسى(ع) وعيسى(ع) ومحمد(ص) على جبابرة الأرض ليرفعوا من مكانة الانسان ويكسروا الأغلال وينشروا العدل والسلام.

من أرضنا زحفت جحافل النور لتنشر العلم والحضارة للإنسانية أجمع ولتقول في كل أرجاء العالم الأربعة، إننا أمة لا تقهر، ولن تستسلم وإنها ذات رسالة مجيدة، إننا أحفاد كل ذاك التاريخ المجيد والأمة العظيمة التي علمت العالم مفاهيم العزة وقيم الكرامة والخيار بين الحسنين، النصر والكرامة، أو الخلود والشهادة، إننا أحفادهم، إننا الأحوازيون: ننتصر أو نستشهد. وليس لنا خيارًا آخر.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى