مدير حملة “لا تخذلوهم”: لا يجب تقديس الأنظمة والقوانين الدولية بما يخص “المعتقلين”

شارك “علي تباب” مدير حملة “لا تخذلوهم”، الخميس، في الندوة الحوارية التي أقامها مركز حرمون للدراسات المعاصرة بعنوان “ملف المختفين قسرًا في سورية.. أي مصير وحلول”، في مدينة إسطنبول التركية.

وسلّطت الندوة الضوء على ملف المعتقلين والمغيبين، وعلى كيفية تعاطي المنظمات والتجمعات الناشطة في هذا المجال مع هذا الملف.

وتحدث “تباب” خلال الندوة عن حملة “لا تخذلوهم” التي هدفت إلى حشد آراء كل السوريين من مختلف الأطياف والتوجهات السياسية، لإيصال رسالة إلى المجتمع الدولي بأن السورييين يتفقون على قضية المعتقلين وأنها تمس كل سوري.

وأكد “تباب” خلال حديثه أن على المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة والراعية للملفات المتعلقة بانتهاكات النظام في سوريا وخاصة بما يتعلق بملف المعتقلين، ألا تنتظر من يحرك لها الملفات.

وتساءل “تباب”: “هل هذه المنظمات عمياء حتى أنها لم تدرك على مدار 10 سنوات أن هناك مئات الآلاف من المعتقلين في سجون الأسد فتحرك هي هذه الملفات بذاتها؟”.

وأضاف: “هنا السؤال عن دور هذه الجهات كونها جهات دولية يفترض أن تعمل من ذاتها وأن لا تنتظر من أحد أن يقول لها اعملي فتعمل”.

ووصف “تباب” الآليات والمحددات والمنهجية التي يتبعها الاتحاد الأوروبي والمنظمات التابعة له وللأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأنها “قاصرة”، كونها لا تعمل “هيَ من ذاتها”.

وتابع “تباب” متسائلاً: “ما الذي تملكه الأمم المتحدة أو الجهات الدولية القانونية أو المنظمات الدولية من أدوات من أجل الضغط على نظام الأسد لإخراج المعتقلين”.

واعتبر “تباب” أن “البوصلة من المهم أن توجّه اليوم إلى الداخل السوري، والتفكير بماذا يمكن أن نفعل للضغط على هذا النظام”.

ولفت “تباب” الانتباه إلى أن جميع الدول صاحبة القرار وجميع المنظمات الأممية العاملة على ملف المعتقلين، لم تستطع وعلى مدار سنوات مضت إخراج أعداد تُذكر من المعتقلين.

وأشار إلى أنه لو أردنا الانتظار حتى نفهم الآليات والاستراتيجيات والمحددات التي تسير عليها تلك المنظمات والجهات الدولية، فإنه سيكون لدينا المزيد من المعتقلين في سجون الأسد “في عداد الموتى”.

ورأى “تباب” أنه من المهم إعادة دراسة حقيقية لمعرفة كيف يمكن أن يتم الضغط على النظام، وليس كيف يمكن فقط أن نُفعل مؤسسات المجتمع الدولي، حسب تعبيره.

وركّز “تباب” على أن “المنظمات الدولية التابعة للاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي، أنشأتها إنسانية العالم”، مبيناً في الوقت ذاته أن “هذه المنظمات والمؤسسات تفتقد إلى أن تكون هيَ صاحبة المبادرة”.

وختم “تباب” بالقول إن “هناك مشكلة في الأنظمة والقوانين التي تتبعها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وبالتالي لا يجب أن نُقدسها بل يجب أن ننظر إلى العَوَر الذي فيها على الصعيد العملي”.

الجدير ذكره أن فريق حملة “لا تخذلوهم” يواصل التنسيق وعقد اللقاءات مع مختلف الجهات الحقوقية داخل وخارج تركيا، بهدف دعم أصوات المعتقلين وإيقاظ ضمير المجتمع الدولي للتحرك ودعم هذه القضية.

المصدر: مركز حرمون للدراسات المعاصرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى