حول المرأة السورية بعد الثورة. وهل شاركت في العمل الوطني السياسي؟ ولماذا؟ وكيف يمكن النظر إلى معاناتها في بلاد اللجوء. ومن ثم هل يمكن للمرأة السورية أن تتبوأ موقعًا لها في مواقع القرار السياسي السوري ؟ وبالتالي من يتحمل مسؤولية تأخر أوضاع المرأة السورية في الواقع العملي والممارس ؟
عن ذلك تحدث إلى صحيفة (إشراق) السيد عبد الرحيم خليفة الكاتب الصحافي والناشط السوري حيث أكد لنا قائلًا: ” مر العمل الوطني السياسي بعد الثورة بمراحل عدة، فهو اليوم ليس كما بالأمس، فبعد أن شهد صعوداً كبيراً في السنوات الأولى للثورة تراجع اليوم إلى مستويات منخفضة، ومقلقة، نتيجة للفشل والإخفاقات والصراعات والخذلان.
في قلب هذا المشهد هو حال المرأة السورية ومشاركاتها، فبعد الحضور اللافت واللائق بالمرأة السورية، في النشاط السلمي والحراك المدني، وحتى في مرحلة العسكرة ضمن المجالات المتاحة لها، وحضور المرأة وطنيًا وسياسيًا، أعتقد أنه شهد تراجعاً محبطاً إلى حد كبير.
يقتصر، الآن، حضور المرأة السياسي والوطني على فئة محددة منهن، في إطار نخبتهن، وهذه صورة من صور الفشل العام، تشمل الشباب والمرأة، وقطاعات كبيرة من المجتمع.
رغم إدعاء أو محاولات معظم تشكيلات وقوى الثورة والمعارضة تخصيص نسب معقولة ومقبولة للمرأة إلا أن ذلك لم يفد كثيرًا، وبقيت المحصلة النهائية دون الطموح والمأمول.” ثم اضاف ” ربما تكون معاناة المرأة في بلدان اللجوء أكبر من معاناة الرجل، بحكم مسؤولياتها ودورها داخل الأسرة، ولاشك أن هذا يختلف من بلد لآخر من بلدان اللجوء، فهي في تركيا غيرها في أوربا، وهي في البلدان العربية غيرها في أوربا.
وتتحمل المرأة السورية أوزار ثقيلة أهمها، فيما نتحدث عنه، قدرتها على تحقيق التوازن بين الحفاظ على أسرتها، ثقافة وقيمًا وأخلاقًا، وبين موجبات الاندماج مع المجتمعات الجديدة والتكيف معها، وفي ذلك الدخول إلى سوق العمل التي كانت قطاعات كبيرة منهن معفية منه، أو تعفي نفسها منه.” ثم قال :” لما لا تكون المرأة مشاركة في حقل السياسة، ويكون لها موقعها، إن كان لديها من الامكانات والقدرات ما يؤهلها لذلك.؟! القاعدة الأساس أن المرأة متساوية مع الرجل في الحقوق والواجبات، وهذا يعني أن لها من الفرص ما للرجل في معظم المجالات.
في حقل السياسة والعمل العام ليس هناك ما يعيق المرأة أن تأخذ مكانها ودورها، وهو حاجة مجتمعية كبرى، كما ربما في مجالات أخرى من مناحي الحياة.
ولعل تأخر المرأة يعود بالدرجة الأولى إلى معوقات اجتماعية وثقافية موروثة، نظرت إليها على أنها (قاصر) و(ناقصة)، وهذه الذهنية أعاقت تقدم مجتمعاتنا وأبقتها في حالة من التأخر الحضاري، وعندما أقول الذهنية فهي هنا أشمل وأوسع من حكرها على احتباس دور المرأة.” ثم انتهى إلى القول : ” لا تقدم لمجتمعاتنا دون توظيف كامل قدراتنا، والزج بها في معركة بناء المستقبل الذي نطمح إليه.
المصدر: إشراق