22 شباط فبراير ذكرى أول وحدة عربية كبرى أقيمت بين مصر وسورية 1958.. وهي تجربة مجيدة وبشرت بمشروع نهضوي تحرري عظيم.. ثم طعنت في الصميم.. ودحرت.. والآن وبعد 62 عاما على وأدها نجد أن نفس الحراب والدول والمحاور التي طعنتها وشوهتها وحولتها إلى لعنة، هي نفس الدول والمحاور والدول ومن تبعها هي التي ذبحت ووأدت الثورة السورية، وحولت ثورات الربيع العربي إلى لعنة، ونقمة، ودمار للشعوب والأوطان.. بعد أن انكشفت الوجوه والمحاور بغزو استعماري جديد لسورية.. تتكالب عليها الدول والمصالح والمحاور وهذه المرة بيد النظام والعصابة السورية المحتلة نفسها .. وهو مالم يحدث من قبل بهذا السفور والإجرام المخطط والمنهجي.. وأنا مثل كل أعلام الحرية والموقف أحيي تجربة الوحدة السورية المصرية وذكراها الخالدة..حيث كان للعرب كرامة وعزة ولسورية ومصر كلمة عالية ومسموعة في كل محافل الدول والاقطاب.. وأقول : لانهوض، ولا تقدم، ولا ازدهار إلا بالوحدة الداخلية لأي بلد التي تعزز شعبه وتضع قواعد العلم والتحديث والنهوض مع الحرية أولا وعاشرا.. وبينها وبين أي بلد تقيم معه وحدة..ومن دمروا أوطاننا لا ينتظر أحدا منهم اي خير أو عدل أو مساهمة في رفع بلد ساهموا هم بتدميره.. اكيد كانت في تلك التجربة أخطاء ومثالب وخلل.. ويمكن أن تحملها اي تجربة.. وتقتضي النقد والتقويم والتصحيح وإعادة النظر.. لكنها لاتبرر ابدا ما أرادته السياسات الاستعمارية المعادية، التي جيشت ودعمت وساندت حركة الانفصال المشؤوم..ولا تبرر مايقوم به إلحاقدون التفه عن عمد أو جهالة بتشويه وتلطيخ تجربة عزة وكرامة ونهوض لأمة تحت المطامع والاكراه والنهب.. أما من شمتوا بدحرها، وساهموا بتشويهها، فهم المغالون والمتطرفون من كل الأيديولوجيات وعلى رأسها القومجيون البعثيون الذين كرسوا الانفصال، وأبادوا الوحدة، وقتلوا مشروع النهوض.. بل سمّموا المناخ العربي كله ودمروا أي لحمة أو اتفاق .. برفعهم شعارات زائفة وكاذبة. والقياس البديهي واضح بين دول تخدم، وترفه، وترفع شعوبها إلى المجد والكرامة، وبين أنظمة تدمر بلدانها وتبيد شعوبها راجيا ألّا يُنَظّر أحدٌ علينا، ويطالعنا ببيانات الأخطاء والأسباب، والمبررات التي أدت إلى الانفصال وقتل الوحدة..