تكفون

ابتسام الصمادي

من مجموعة (حاسّة الشام)

 

يا أيها الليل الملثم بالسواد وبالجنون
من أين يأتيك المنام وكيف تنطبق الجفون؟!
متآمرون وكاذبون
أنتم على أيامنا، أطفالنا، أحلامنا متآمرون
من أي بئر تنضحون؟
يا أيها الكون المعبأ في زجاجات المصالح والعهر
من أي سيل أو نهر
من أي دفق ترتوون؟
بترولنا يجري وتسبقه الدماء
والكل يرثينا بمؤتمر يضم الأصدقاء
ما زال يُنحرُ طفلنا
وبمجلس اللا أمن يبكيه الدواء
لا نصف حيٍّ ،لا نصف ميتٍ بعد هذا اليوم لا نصف انتماء
من عادة الأنهار إن هَدرتْ
تموت ولا تعود الى الوراء

يا أيها المتحضرون ، تتفرجون؟!
لولا قصدنا في الهنود الحمر عون
كنّا استُجرنا دون إبطاء وهون
شعب بأكمله رهينة ظالمين
إمّا نُسلّم أو نُباد
شعب بطائرة البلادت
وعصابة الإجرام تخطفها على مرأى العباد
يرمون أشلاء الطفولة في الهواء
وهمُ على متن الجريمة والرياء
وجميعكم تتحققون…تراقبون
إياكمُ أن تسعفوا
إياكم أن تعرفوا
لا تقربونا
نحن موتى صابرون
لكنكم بدياركم دون المرايا لاجئون
أنتم وربي اللاجئون

تكفونْ
تكفونَ لا نحتاج عون
تكفون لا نرجو السلامة
الذوق في نظري علامة
الهمس واللمس
الشمّ والحدس
لا خمسةٌ لا ستةٌ
فينا حواسٌ سبعةٌ تُدعى الكرامة
نحتاج بعد اليوم أسماءً جديده
نحتاج أشجاراً وأعشاباً وأطياراً جديده
ماءً ،هواءً ، ياسمين
موتاً جميلاً لائقاً ومواطناً عالي الجبين
نحتاج سقفاً عالياً لبيوتنا
متماسكاً وقت المحن
متعاقباً فيه الزمن
إن تسألوا ماذا ومن ؟
هدم المُعَوّقُ فوقنا
سقف الوطن
نأوي الى الجيران لا نلقى سوى
خيمٍ تماثلها الطلول
نأوي الى الإخوان لا نلقى سوى
“فيزا” المذلة والدخول
نحن ال فتحنا دونكم
كل الشآم مضافةً وبلا ندم
الله، يا أهلي ويا ربع الهمم
شعبٌ توحده مباراة القدم
قد أنجز المشروع ما بين الأمم
لم يبقَ غير الاستفادة والتنعم بالنِعم
غير الرياضة والطرب
الله يا شعب العرب
قالوا : انشدي، قالوا : اكتبي
من أين آتي بالنشيد وبالنحيب؟!
كل القصائد قالها حمزة الخطيب

يا أيها الشعب “العنيد”
ربع المناسف والقصيد
يا أيها الشعب “المجيد”
هل تعرفون من الوليد؟!
يا أيها الشعب “الأبيّ”
هل مرَّ عندكمٌ نبي؟!
قسماً بمن قسم العليّْ
لستم بمن مرَّ النبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى