دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش إلى إعادة عقد لجنة دستورية ذات مصداقية بقيادة سورية ومملوكة للسوريين برعاية الأمم المتحدة، مؤكداً العمل على تحقيق حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي قائم على حل الدولتين.
وحثّ غوتيريش في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة عُقد الجمعة في نيويورك للاستماع الى أولوياته خلال العام 2022، على المضي قدماً في تنفيذ قرار مجلس الأمن الخاص حول سوريا 2254 بشكل كامل، مؤكداً على “المثابرة في الجهود الدولية لمنع الصراع وحماية المدنيين وتوطيد السلام”.
ويتضمن القرار الدولي 2254 الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 18 كانون الأول/ديسمبر عام 2015، التأكيد على وجوب وقف القتال، وإطلاق آلية فعالة لمراقبة وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين وإيجاد أقصر الطرق لتقديم المساعدات الإنسانية في كل سوريا، ومحاسبة منتهكي حقوق الإنسان من جميع الأطراف، وإطلاق سراح المعتقلين.
كما طالب غوتيريش بالإفراج عن المحتجزين والمعتقلين السوريين، ومواصلة الجهود للوصول إلى جميع المحتاجين عبر المساعدات الانسانية إلى سوريا.
وفي 11 كانون الاول/يناير مددت الأمم المتحدة آلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا مدة 6 أشهر إضافية، وأشارت إلى أن “تمديد المساعدات من دون تصريح من النظام السوري تظل ضرورية لمساعدة السوريين”.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك خلال مؤتمر صحافي حينها “إننا بحاجة إلى نقل المساعدات عبر الحدود وخط الجبهة.. هذه عناصر أساسية بالنسبة إلينا كي نكون قادرين على تلبية الحاجات الإنسانية لجميع السوريين”.
وفي وقت سابق، حذّر رئيس لجنة التحقيق المعنية بالملف السوري التابعة للأمم المتحدة باولو بينيرو المجتمع الدولي من الاعتقاد بأن النزاع في سوريا على وشك الانتهاء، مشيراً إلى أن البلد لا يزال غير آمن لعودة اللاجئين إليه.
5 تحديات
وعن أولوياته في العام 2022، حذر غوتيريش من 5 تحديات رئيسية تواجه العالم ووصفها بـ”حريق عالمي خماسي الإنذارات”.
وقال غوتيريش إن العالم “يواجه موجة من الاضطرابات السياسية والصراعات الشرسة، ويواجه حريقاً عالمياً خماسي الإنذارات، وهو ما يتطلب التعبئة الكاملة لجميع الدول”.
والإنذارات الخمسة التي حددها غوتيريش تمثلت في “جائحة كورونا والتمويل العالمي والعمل المناخي وغياب القانون في الفضاء الإلكتروني، والسلام والأمن”.
وتطرق الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقال إنه يعمل من أجل “امتناع الأطراف عن الخطوات أحادية الجانب، بما في ذلك التوسع الاستيطاني والعنف، والمساعدة في إحياء عملية السلام وتمهيد الطريق لإنهاء الاحتلال وتحقيق حل قائم على وجود دولتين (فلسطينية وإسرائيلية)”.
كما تطرق إلى الوضع في أفغانستان، متعهداً بتوفير شريان حياة لمساعدة الشعب الأفغاني. وأكد ضرورة ضمان تقديم مساعدة إنسانية إلى المحتاجين في إثيوبيا، وإنهاء الأزمة السياسية في هايتي.
وقال إن الامم المتحدة تدعم المحادثات لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة بين إيران والغرب، في إشارة إلى المفاوضات الجارية في فيينا لإحياء الاتفاق النووي.
وعن الأزمة في ليبيا، أشار إلى أن “الأمم المتحدة تعمل على تعزيز الحوار ودعم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن، والدفع من أجل الانسحاب المنسق للمقاتلين الأجانب”.
وبالنسبة إلى الوضع في السودان، قال غوتيريش: “نحن نساعد في تحقيق التطلعات الديمقراطية للشعب ودعم عملية سياسية شاملة”.
وفي اليمن، أوضح غوتيريش أن الأمم المتحدة “تعمل من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وفتح الوصول إلى البلاد واستئناف عملية سياسية شاملة لإنهاء الصراع الكارثي الذي دام سبع سنوات”.
واستبعد غوتيريش إقدام روسيا على غزو أوكرانيا، وقال: “إنني على قناعة بعدم حدوث غزو روسي لأوكرانيا.. وآمل بشدة أن أكون على صواب”، مضيفاً “لا ينبغي أن يكون هناك أي تدخل عسكري، وأعتقد أن الدبلوماسية هي السبيل لحل جميع الأزمات”.
وشدد في ختام كلمته على أن “العالم يحتاج إلى أن تكون منظمة الأمم المتحدة قوية وفعالة لمواجهة هكذا تحديات، وأن استجابتنا لحالات الطوارئ الخمس ستحدد مسار البشر والكوكب لعقود قادمة”.
المصدر: المدن