اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي حول “الإرهاب” للعام 2020، أن النظام السوري مستمر في تصوير سوريا نفسها على أنها ضحية لـ”الإرهاب”، بينما يواصل استخدام القوانين والمحاكم الخاصة لاحتجاز وسجن معارضيه بذريعة مكافحة “الإرهاب”.
وجاء في التقرير الصادر عن “مكتب مكافحة الإرهاب” التابع للخارجية الأمريكية، الخميس 16 من كانون الأول، أنه “في عام 2020، وطوال الصراع السوري، كثيرًا ما تذرعت الجماعات الإرهابية في سوريا بانتهاكات النظام الفاضحة لحقوق الإنسان لتبرير أنشطتها وتجنيد أعضائها”.
وذكر التقرير أن “نظام الأسد لطالما استخدم القوانين والمحاكم الخاصة لمكافحة الإرهاب، لاحتجاز وسجن المتظاهرين والمدافعين عن حقوق الإنسان، والعاملين في المجال الإنساني، وغيرهم بذريعة مكافحة الإرهاب”.
وبحسب ما أفاد به التقرير، “استمر النظام في تصوير سوريا نفسها على أنها ضحية للإرهاب”، واصفًا جميع أعضاء المعارضة المسلحة الداخلية بأنهم “إرهابيون”، وذلك كجزء من استراتيجية أوسع مستخدمة طوال العقد الماضي.
أشار التقرير إلى أن “الميليشيات الشيعية” في العراق، وبعضها مصنف من قبل الولايات المتحدة كمنظمات “إرهابية” متحالفة مع إيران، واصلت السفر إلى سوريا للقتال نيابة عن نظام الأسد، كما عمل أعضاء حزب “العمال الكردستاني” على الأراضي السورية، ويمثلون مصدر قلق تركيا الأساسي في مكافحة الإرهاب في سوريا.
كما أوضحت الخارجية الأمريكية في تقريرها، أن “خلايا تنظيم (الدولة الإسلامية) ظلت نشطة في أجزاء من سوريا، وشنّت هجمات على المدنيين والقوات الشريكة للولايات المتحدة، وواصل أعضاء التنظيم في سوريا التخطيط أو الإلهام بعمليات إرهابية خارجية”.
تضمّن التقرير الإشارة إلى أنه تم تصنيف سوريا في عام 1979 كدولة راعية لـ”الإرهاب”، وواصلت دعمها السياسي والعسكري لمختلف الجماعات “الإرهابية”، فقد استمر النظام في سوريا في توفير الأسلحة والدعم السياسي لـ”حزب الله” اللبناني، وسمح لإيران بإعادة تسليح المنظمة “الإرهابية” وتمويلها.
وأكد أن “علاقة نظام الأسد بـ(حزب الله) وإيران ظلت قوية في عام 2020، إذ استمر النظام في الاعتماد بشكل كبير على الجهات الخارجية لمحاربة المعارضين وتأمين المناطق”.
كما أن “(الحرس الثوري الإيراني) ظل حاضرًا ونشطًا في سوريا بإذن من الرئيس بشار الأسد، كما ظل الأسد مدافعًا قويًا عن سياسات إيران، بينما أبدت إيران دعمًا قويًا مماثلًا للنظام السوري”.
ونوّه التقرير إلى أنه وعلى مدى العقدين الماضيين، “غذّى موقف نظام الأسد المتساهل تجاه تنظيم (القاعدة)، وجهود التيسير التي تبذلها الجماعات الإرهابية الأجنبية الأخرى في أثناء الصراع بالعراق، نمو (القاعدة) و(داعش) والشبكات الإرهابية التابعة لها داخل سوريا”.
وفي تعليقه على التقرير، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في تغريدة على “تويتر”، “أصدرنا اليوم التقارير القطرية حول الإرهاب لعام 2020. وسط بيئة تهديد صعبة ومتغيرة، يقدم هذا التقرير لمحة عامة عن كيفية حشد جهود مكافحة الإرهاب الدولية”.
ووفقًا للتقرير، ارتفع عدد ضحايا الهجمات “الإرهابية” خلال عام 2020 بمقدار عشرة أضعاف مقارنة بالعام الذي سبقه، ولا يزال تهديد “الإرهاب” منتشرًا بالعديد من المناطق حول العالم.
المصدر: عنب بلدي