ما يحصل اليوم في سورية المفككة اجتماعياً واسرياً وانسانياً .. أعلى بكثير من تفككها السياسي .. واخطر بأشواط ..
ولم يكن هذا التفكيك المتعمد كما يروجه البعض بأنه من مفرزات الحرب او الثورة او التدهور الاقتصادي، بل جاء برأيي خلال انعدام الاحساس بالكرامة الانسانية والحس الوطني لدى نظام سياسي متكامل من الجريمة المافيوية المنظمة التي تقودها كواجهة اسرة الاسد مع قلة محدودة من منتفعي الفتات، من خزان الموت والقتل والخطف وتجارة القاع الاسود، تتخفى خلفه مزيج من سلطة الخرافة الايرانية والحقد الطائفي الشديد على مكونات المجتمع السوري بمن فيه طائفته العلوية المؤيدة، هذا المزيج مع المصالح المافيوية الروسية التي نهبت مقدرات الشعب ولَم تترك له حتى رغيف الخبز، بعد افظع مجزرة بشرية مرت في التاريخ الحديث على شعب من الشعوب .. ولازالت مستمرة الى اليوم .
ما يصلني من نداءات قديمة جديدة وصور ووثائق وشهادات حية عن تطرف انواع غريبة من تغلغل اشكال جديدة كليا من الجريمة المافيوية المنظمة في سورية مخجل ومريع، تقوده شبكات ايرانية وروسية وفئات محمية بقوة من بقايا الجهازين العسكري والامني لعصابة الحكم الاسدي .. بالتعاون مع رموز طائفية معروفة من حزب الله في لبنان والعراق ..
في السويداء وحدها يتم تدمير الجبل البركاني الصلد بقيمه الاخلاقية التاريخية العصية على النفاذ بنشر دور البغاء المحمية من قطعان القتلة الجدد مع تفشي ظواهر دينية ايرانية مقرفة، تخفي خلفها اساليب لم يعتادها الموحدين الدروز في قيمهم الرصينة فلم تكن في البلدة التاريخية بيت بغاء واحد، وكانت العلاقات الانسانية والاجتماعية متحررة ولكنها منضبطة، الى جاء تسميم العقل الدرزي الذي يتحفظ عند التدخين عادة، بانواع جديدة من غزو واسع وعميق للمخدرات وحبوب الهلوسة.
بلغت نسب العنوسة في سورية أكثر من 70 بالمئة في مصادر تقارير الامم (المنقرضة) واقصد …المتحدة سابقا ..
وفي السويداء وحدها تجاوزت نسب العنوسة 85 بالمئة بسبب هجرة الشباب ..وفقدان مصادر الحياة.
في حلب ودمشق واللاذقية وطرطوس حيث تتوزع بعض ثروات النهب من الحواجز والأتاوات والتعفيش ذات المعاناة مع تجذرها بتأسيس مصانع بدائية لانتاج انواع جديدة من حبوب الهلوسة وزراعة مساحات محمية من حشيشة القنب المرتفعة الثمن والاتجار بها بين اثرياء الحرب في سياق شامل من شهادات حية مسجلة بالصوت والصورة تغطي مساحة سورية من شمالها الى جنوبها ..
رافق كل ذلك انتشار انواع جديدة من الدعارة المنظمة
والتي كانت تمر شرعياً خلال السنوات الماضية تحت حجاب الشادور الايراني الاسود .. ولكنها اليوم باتت أكثر سوداوية بانتشار انواع اعلى من فجور جريمة الرذيلة واباحة كل ما لايمكن اباحته سابقا، ويصعب ادراجه تحت أي مسمى يمكن قبوله حتى في الخيال الجنسي المرضي ..
من دعارة الاطفال واستغلالهم حتى الموت
والاتجار بالفتيات القاصرات واجبارهم على ممارسة اسوأ اشكال الدعارة التي تتعمد التوحش الذكوري مع فقدان الاحساس بالوعي الاخلاقي بسبب المخدرات وقوة انفلات سيطرتها على الغرائز ..(سبق لي ان بحثت هذا الموضوع بتفصيل اكبر عند اغتصاب اربعة شبان بالغين طفلة في الرابعة من عمرها ودفنها ما تزال حية في كومة تراب).
انتشار دور البغاء السادي حتى جريمة الاعتداء والاذى،الذي يقدم متعا غريبة منحلة وجنونية .. رافق كل ذلك ظهور امراض جلدية وجنسية قديمة فاتها الزمن مع انعدام وسائل النظافة وندرة المياة ووسائل التدفئة وارتفاع تكاليف الدواء والعلاج .. ان وجد اصلا .. ..
ومع وفود اشكال من وجوه غريبة من الحشود العسكرية التي وضعت السلاح جانبا بانتهاء الاعمال الحربية الواسعة وبدأت تفتش عن وسائط لارضاء نوازع نفسية متأصلة من الكبت الجنسي والحرمان ..تمتد اياديها الى خطف نساء واطفال وفتيات جميلات بعمر الزهور حتى باتت هذه الجرائم هاجسا يوميا للاسرة السورية التي عانت ما عانت طوال سنوات التشبيح والنهب واقتحام حرمات البيوت الآمنة .. والاعتداء على افراد الاسرة بمن فيهم الاطفال الصغار ..
كل تلك الموبقات ليست عبثية مع تصوير وتصور وهمي للناس وهم في المقاهي والمطاعم وسهرات الرقص والدعارة الباردة التي يرتادها اللصوص الجدد .. بل تجري على هامش نهب كل مافي جيوب الناس من مصادر الرزق، وارتفاع اسعار ابسط احتياجات وحقوق الناس من مصادر الغذاء، حتى اشتكى اثرى الاثرياء المتوافقين مع هذه المنظومة القاتلة، والذين كانوا سببا اكيدا في بقائها الى اليوم.
فهل يتخيل احدكم كيف تحيا البقية الباقية من الناس .. وأي مستقبل أكثر سوادا ينتظر ابناؤكم واحفادكم ..
هل تدركون أي مصير ينتظركم ومالذي سيكتبه التاريخ عنكم ..وعنهم
اكثر مما كتبته ..الآن ..!!
المصدر: صفحة سعد فنصة