عودة أبو مالك التلي لـ”تحرير الشام”. بماذا أرضاه الجولاني!

أعادت “هيئة تحرير الشام” القيادي البارز في الإدارة العسكرية، وعضو مجلس الشورى، جمال زينية الملقب ب”أبو مالك التلي”، إلى صفوفها مرة أخرى بعد أيام قليلة من إعلانه الانشقاق عنها. وبذلك تكون الهيئة قد نجحت في منع حدوث انشقاقات جماعية قد تكون الأكبر على الإطلاق.

ورحب أنصار “تحرير الشام” بعودة التلي، وقالوا إن “وساطة قام بها قادة وشرعيون في مجلس الشورى كانت سبباً في عودته مجدداً إلى صفوف الهيئة”. وقال القيادي العراقي وعضو الشورى، أبو ماريا القحطاني: “بما يخص الشيخ ابي مالك فنبشركم ان أخانا رجع للجماعة ولله الحمد بعد أن جلس معه الشيخ، ولذا أحببت أن أبشركم”.

ورجحت مصادر “المدن” أن يكون عدد من أعضاء مجلس شورى “تحرير الشام”، بينهم عبد الرحيم عطون، وأبو ماريا القحطاني، وأبو الفتح الفرغلي، قد رتبوا للتلي لقاءً بزعيم الهيئة أبو محمد الجولاني، وفي الغالب تم إرضاء التلي وإقناعه بالعدول عن قراره مقابل الحصول على امتيازات إدارية ومالية معينة. وقال الفرغلي في موقع “تلغرام”: “أسأل الله أن يبارك في وحدة صف المجاهديـن الصادقين ويتم عليهم النعمة، وأن يخزي الشامتين ويردهم بغيظهم خائبين”.

وقالت مصادر معارضة ل”المدن”، إن “الانشقاق الأخير لأبي مالك التلي، كان بمثابة ضغط على قيادة الهيئة، وسبق أن هدد أكثر من مرة بالانشقاق بعد أن تجاهلت القيادة مطالبه، أهمها، أن يكون له دور فاعل في السياسة العامة والداخلية للهيئة، وأن يكون واحداً من الدائرة المقربة من الجولاني، أي يكون على إطلاع مباشر على مختلف التوجهات والتحولات المفترضة التي تنتهجها الهيئة، ومطلبه بإطلاق يده في قيادة الجهاز الأمني، وحل الملف المالي الشائك”.

المنشق عن “تحرير الشام”، أبو صالح الحموي، والملقب ب”أص الصراع”، قال إن “أبو مالك التلي كان يهدد بالانشقاق عن الهيئة منذ ثمانية أشهر، وأراد مبايعة تنظيم حراس الدين التابع للقاعدة، لعدة أسباب، أهمها، اتهام الهيئة له بعدم تسليم كامل مبلغ صفقة أسرى عرسال البالغ 8 مليون دولار أميركي، ولم تتسلم قيادة الهيئة من المبلغ سوى مليونين”.

وتوجه للتلي اتهامات عديدة حول امتلاكه ثروة طائلة يديرها بالنيابة عنه مقربون منه في إدلب. وتتنوع استثماراته المالية، أهمها، شركات صرافة، ومحطات بيع وقود، ومقاهي ومطاعم وغيرها من المشاريع الربحية التي تتوزع على عدد من المدن والبلدات في ريف إدلب الشمالي في المنطقة القريبة من الحدود التركية-السورية. وتتهمه أوساط المعارضة السورية بقيادة العمليات الأمنية في إدلب لفترة طويلة تم خلالها اعتقال عدد كبير من الناشطين ومقاتلي الفصائل.

ويعتبر التلي واحداً من القيادات التقليدية الأكثر تشدداً داخل “تحرير الشام”، وهو غير راضٍ فعلياً عن التحولات البراغماتية التي انتهجتها قيادة الهيئة خلال العامين الماضيين على الأقل، ويعارض بشدة التعاطي الإيجابي مع التدخل التركي في إدلب، وبالتالي تتوافق توجهاته إلى حد بعيد مع التنظيمات السلفية التي ترفض إيقاف القتال والانصياع لوقف إطلاق النار. كما أن وجوده في صفوف الهيئة يشكل عائقاً قد يعرقل سياساتها الداخلية، ولولا ثقله من حيث الجماعات المؤيدة له داخل “تحرير الشام” لما تدخل قادة بارزون لإعادته.

ويدرك “التلي” حجم الضرر الذي سيسببه انشقاقه عن “تحرير الشام”، وكان في إمكانه دفع المئات من مقاتلي الهيئة للانشقاق عنها في حال لم تلبي مطالبه، ولا مصلحة للجولاني بخسارة واحد من أهم رجالات “جبهة النصرة” المؤسسين في هذا الوقت على الأقل، وفي الغالب سيعطيه بعض الامتيازات والاهتمام ليصبح ضمن الدائرة المقربة لضمان ولائه وولاء المجموعات والتشكيلات المناصرة له.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى